الخميس، 23 أكتوبر 2014

عيد الظلل/ المظال (חג הסוכות)

يحتفل اليهود هذه الأيام بعيد المظال, الذي يسمى بالعبرية (سُوكوت) أي مظال, وهى اسم جمع مفرده (سُوكَا) أي ظلَّة, وهو عيد يذكرهم بالمكوث في الخصوص البسيطة, في الصحراء, حين خروجهم من مصر, في زمن موسى عليه السلام.
و"الظلل" هو العيد الثالث الذي فرضته التشريعات اليهودية. وهو أيضًا من أعياد الحصاد, فبعد الفراغ من جمع المحصول كانوا يكدسون مئونتهم من التمر والتين والزيتون والزبيب؛ لذلك يسمى بالعبرية "عيد الجمع" أو "عيد التخزين".
وبالإضافة إلى أن الأصل في هذا العيد أنه عيد زراعي, وكان يحتفل بتخزين المحصولات الزراعية للسنة كلها فيه, فله أساس تاريخي قومي أيضًا تذكره التوراة :
(في الظلل تسكنون سبعة أيام كل الوطنيين في إسرائيل يسكنون في الظلل لكي تتذكر أَجيالكم أنني أسكنت بني إسرائيل في الظلل عندما أخرجتهم من أرض مصر. فأنا الرّب إلهكم). (سفر اللاويين 23 : 42 – 43).

وتذكر المصادر اليهودية أن كهنة الهيكل, قديمًا, كانوا يقرؤون على مسامع الشعب آيات من التوراة تحث على التقوى والسير في طريق الرب, فكانت فرصة للجمهور لكي يتعلموا ويتذكروا وصايا الرب. وكانت هذه التجمعات الكبيرة لبني إسرائيل تتيح الفرصة للأنبياء لإلقاء مواعظهم وخطبهم بكل ما يريدون من أجل تصحيح مسار الشعب, الذي يصفه بأنه "شعب صلب الرقبة".
وكان اليهود يقيمون, في هذا العيد, في أكواخ مصنوعة من أغصان الشجر التي لا تحجب عنهم رؤية السماء تمامًا, حيث ينتظر المزارعون والرعاة مع الخريف بواكير المطر ويحتفلون بها احتفالاً خاصًا؛ ولذلك فإن اليوم السابع والأخير من عيد الظلل يسمى عندهم "اليوم الكبير لطلب النجدة", وبالعبرية ما ترجمته "أغثنا يارب". ويبدو أنها في الأصل كانت صلاة استسقاء عند تأخر المطر.
وهناك نباتات أربعة يستعمل سعفها أو أغصانها في عيد "الظلل", وهى الأترج, وسعف النخيل, والآس, والصفصاف.
(في اليوم الأول تجمعون ثمار أشجار نضرة وسعف نخل وأغصان أشجار كثيفَة الورق، وأغصان صفصاف الواديٍ، وتفرحون أمام الرب إلهِكم سبعة أيام). (سفر اللاويين 23 :40).
وقد وافق "عيد المظال" هذا العام 2014 التواريخ التالية:
* ليل عيد المظال في يوم الأربعاء 8 أكتوبر.
* عيد المظال في يوم الخميس 9 أكتوبر.
* وسط عيد المظال في يوم الجمعة 10 أكتوبر.
* أغثنا يا الله في يوم الأربعاء 16 أكتوبر. 

وإليكم بعض الصور التوضيحية :
بينما يعدّ سعف النخيل هو المكوِّن الرئيسي لصناعة العريشة إلا أن هناك أربعة أنواع من النباتات توصي بها التوراة في هذا العيد . . .


من فروض العيد الإقامة في هذا اليوم في مظال مصنوعة من مواد سريعة العنصر الأساسي فيها هو سعف النخيل - لذلك يتم الاستعداد لعيد بتكديس السعف بالحدائق من أجل عمل المظال . . .
وهذه ظلّة للموسرين تقام في حدائقهم . . .

وبعضهم يحرص على تزيين سقف المظلّة بالفواكه على شكل النجمة السداسية (التي هى بالأساس رمز مصري فرعوني) . . . .

وبالنسبة للأشخاص العاديين الذين لا يمكنهم الإقامة في ظلَّة لأسباب مختلفة يمكنهم الاكتفاء برمز فقط عبارة عن سعفة نخيل وشيء من فاكهة العيد أثناء الصلاة عند الحائط . .
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق