رافق ظهور بني إسرائيل على وجه البسيطة الفصل العنصري والتمييز المقيتين, و
يمكننا أن نلحظ ذلك بسهولة ويسر في نصوص التوراة, ولا نكون بكلامنا هذا
متجاوزين حدود احترام العقائد, لأننا لا نقول كلامًا من عندنا, بل من نصوص
التوراة!, ولأننا بصدد ظاهرة تمارس فعلها التخريبي الهدّام في المجتمعات
الإنسانية بعامة, والعربية والفلسطينية منها بخاصة.
فمنذ بداية مسيرة الآباء (إبراهيم, وإسماعيل, وإسحاق, ويعقوب, وعيسو)– في اليهودية – كان التميز والفصل عاملا رئيسيًا في توجيه هيراركيّة الجماعة العبرية؛ وأول ملمح لهذا الفصل والتمييز قضية هاجر التي عُدّت جارية لا حق لها في الميراث!, بل طردتها سارة سيدتها – بحسب التوراة - من بيت الزوجيّة وكان إبراهيم, عليه السلام مطواعًا لأمرها, قال: هي جاريتك تحت تصرفك، فافعلي بها ما يحلو لك"!, فضايقتها حتى هربت هاجر من بيت إبراهيم – – وهذا إسماعيل – ابن الجارية – لا يرث في بيت إبراهيم وسارة.
وتتوالى بعد ذلك صور التمييز والفصل في ثنائيات عدة؛ إسماعيل وإسحاق في قضية الذبيح, عيسو ويعقوب , حين باع عيسو بكوريته ليعقوب مقابل "وجبة عدس ساخنة"!, وبعد ذلك تتواصل نزعة الفصل العنصري والتمييز في مسيرة بني إسرائيل.
وفي قضية الاعتقاد في الرب نجد سلوكًا عنصريًا أيضًا بل احتكاريًا للرب وجعله رب الإسرائيليين فقط, وهى إحدى صور الشرك!
ويهمنا أن نتوقف عند التمييز وفصل إسماعيل ونسله عن مكانه الطبيعي الذي هيأه الله له, فتورد التوراة ما يهيء لهذا الفصل بأنه سيأتي وحشيًا, معتديًا – نقرأ في حديث الله :
لإبراهيم عليه السلام: (لأكثرن نسلك فلا يعود يحصى" - هذا حسن.
ولهاجر عليها السلام : " هوذا أنت حامل، وستلدين ابنًا تدعينه إِسماعيل لأن الرب قد سمع صوت شقائك. وإِنه يكون إِنسانًا وحشيًا، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إِخوته يسكن).
وهنا لا يقف وصف إسماعيل عليه السلام بأنه يكون وحشيًا بل يتعدّى ذلك إلى العدوان فيوصف بالاعتداء على أي شخص, مما يجعل الآخرين يبادلونه عداء بعداء!!
"يده على كل واحد, ويد كل واحد عليه"!
ومع أن الله طمأن إبراهيم عليه السلام بكلام لا يساوي بين الابنين!:
"لا يسوء في نفسك أمر الصبيِ أو أمر جاريتك، واسمع لكلام سارة في كل ما تشير به عليك لأنه بإسحق يدعى لك نسل. وسأقيم من ابن الجارية أمَة أيضًا لأنه من ذرِيتك"
إلا أن حديث التوراة عن "إسماعيل الوحشي" الذي لاي يليق به, جعل الإسرائيليين ينظرون إلى نسله؛ العرب على أنهم همج ووحوش تستحق القتل والطرد ؛ فنقرأ للحاخامات فتاوى سوادء تحث على قتل العرب:
جاء في كتاب الكوزري:
(بدأ النسل الراقى بيعقوب, أما سائر الآباء فكان لنسلهم نفايات وقشور كإبراهيم كان من نسله نفايات وهو إسماعيل)!!
فإسماعيل يصنّف في فكر اليهودية المتعصب وما أكثره وشيوعه كنفايات نسل الآباء, لأنهم لا يعترفون بنبوته كما هو معروف !!
وفي أحد دروس الحاخام "عوفاديا يوسف" الدينية في مايو/أيار 2000 قال :
"إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا"، ووصفهم بأنهم أسوأ من الأفاعي السامة.
وقال في خطبة أخرى :
إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".!!
وجاء في تعليق الحاخام موجنيتش, الأسبوع الماضي على أحداث المعبد اليهودي في حي "هار نوف" الذي قتل فيه خمسة صهاينة : "إن العرب لا يعدّون بشرًا, لأنهم متوحشون بطبعهم" !! وكان كلامه مستندًا على ما جاء بالتوراة في شأن إسماعيل عليه السلام الذي تناولناه سابقًا ..
وتناسى "موجنيتش ما فعله المجرم "باروخ جولدشتاين" الطبيب الصهيوني الذي قاد مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل رمضان من عام 1414 هـ/1994م التي قام بها متوطئًا مع عدد من الصهاينة في حق المصلين، داخل المسجد, حيث أطلق النار على المصلين داخل المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم لصلاة فجر يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان، وقتل 29 مصلياً وجرح 150 آخرين !!
أهم بشر والمسلمون ليسوا بشر؟!
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر.
فمنذ بداية مسيرة الآباء (إبراهيم, وإسماعيل, وإسحاق, ويعقوب, وعيسو)– في اليهودية – كان التميز والفصل عاملا رئيسيًا في توجيه هيراركيّة الجماعة العبرية؛ وأول ملمح لهذا الفصل والتمييز قضية هاجر التي عُدّت جارية لا حق لها في الميراث!, بل طردتها سارة سيدتها – بحسب التوراة - من بيت الزوجيّة وكان إبراهيم, عليه السلام مطواعًا لأمرها, قال: هي جاريتك تحت تصرفك، فافعلي بها ما يحلو لك"!, فضايقتها حتى هربت هاجر من بيت إبراهيم – – وهذا إسماعيل – ابن الجارية – لا يرث في بيت إبراهيم وسارة.
وتتوالى بعد ذلك صور التمييز والفصل في ثنائيات عدة؛ إسماعيل وإسحاق في قضية الذبيح, عيسو ويعقوب , حين باع عيسو بكوريته ليعقوب مقابل "وجبة عدس ساخنة"!, وبعد ذلك تتواصل نزعة الفصل العنصري والتمييز في مسيرة بني إسرائيل.
وفي قضية الاعتقاد في الرب نجد سلوكًا عنصريًا أيضًا بل احتكاريًا للرب وجعله رب الإسرائيليين فقط, وهى إحدى صور الشرك!
ويهمنا أن نتوقف عند التمييز وفصل إسماعيل ونسله عن مكانه الطبيعي الذي هيأه الله له, فتورد التوراة ما يهيء لهذا الفصل بأنه سيأتي وحشيًا, معتديًا – نقرأ في حديث الله :
لإبراهيم عليه السلام: (لأكثرن نسلك فلا يعود يحصى" - هذا حسن.
ولهاجر عليها السلام : " هوذا أنت حامل، وستلدين ابنًا تدعينه إِسماعيل لأن الرب قد سمع صوت شقائك. وإِنه يكون إِنسانًا وحشيًا، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إِخوته يسكن).
وهنا لا يقف وصف إسماعيل عليه السلام بأنه يكون وحشيًا بل يتعدّى ذلك إلى العدوان فيوصف بالاعتداء على أي شخص, مما يجعل الآخرين يبادلونه عداء بعداء!!
"يده على كل واحد, ويد كل واحد عليه"!
ومع أن الله طمأن إبراهيم عليه السلام بكلام لا يساوي بين الابنين!:
"لا يسوء في نفسك أمر الصبيِ أو أمر جاريتك، واسمع لكلام سارة في كل ما تشير به عليك لأنه بإسحق يدعى لك نسل. وسأقيم من ابن الجارية أمَة أيضًا لأنه من ذرِيتك"
إلا أن حديث التوراة عن "إسماعيل الوحشي" الذي لاي يليق به, جعل الإسرائيليين ينظرون إلى نسله؛ العرب على أنهم همج ووحوش تستحق القتل والطرد ؛ فنقرأ للحاخامات فتاوى سوادء تحث على قتل العرب:
جاء في كتاب الكوزري:
(بدأ النسل الراقى بيعقوب, أما سائر الآباء فكان لنسلهم نفايات وقشور كإبراهيم كان من نسله نفايات وهو إسماعيل)!!
فإسماعيل يصنّف في فكر اليهودية المتعصب وما أكثره وشيوعه كنفايات نسل الآباء, لأنهم لا يعترفون بنبوته كما هو معروف !!
وفي أحد دروس الحاخام "عوفاديا يوسف" الدينية في مايو/أيار 2000 قال :
"إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا"، ووصفهم بأنهم أسوأ من الأفاعي السامة.
وقال في خطبة أخرى :
إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".!!
وجاء في تعليق الحاخام موجنيتش, الأسبوع الماضي على أحداث المعبد اليهودي في حي "هار نوف" الذي قتل فيه خمسة صهاينة : "إن العرب لا يعدّون بشرًا, لأنهم متوحشون بطبعهم" !! وكان كلامه مستندًا على ما جاء بالتوراة في شأن إسماعيل عليه السلام الذي تناولناه سابقًا ..
وتناسى "موجنيتش ما فعله المجرم "باروخ جولدشتاين" الطبيب الصهيوني الذي قاد مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل رمضان من عام 1414 هـ/1994م التي قام بها متوطئًا مع عدد من الصهاينة في حق المصلين، داخل المسجد, حيث أطلق النار على المصلين داخل المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم لصلاة فجر يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان، وقتل 29 مصلياً وجرح 150 آخرين !!
أهم بشر والمسلمون ليسوا بشر؟!
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهـر.
Just how made Payment Entrance plus Gary Careers shift the whole world? https://imgur.com/a/lWFOh06 https://imgur.com/a/lvuWSFt https://imgur.com/a/f2OpzMQ https://imgur.com/a/WUNBMX7 https://imgur.com/a/uA5wn60 http://2pycemvhpg.dip.jp http://4kj9onvs38.dip.jp
ردحذف