الاثنين، 24 نوفمبر 2014

كيف تعدّ بحثًا أكاديميًا – 3


إعداد خطة بحث
يمر إعداد خطة بحث ما بثلاث مراحل أساسية, هى:
أ‌- اختيار موضوع البحث.
ب‌- وضع خطة مناسبة لموضوع البحث.
ج- تحري المصادر التي تخدم موضوع البحث.


اختيار موضوع للبحث:
****************
ليس مطلوبًا من الطالب المبتديء في مجال الأبحاث أن يقوم بعمل بحث مبتكر يجيب عن أسئلة مجهولة الإجابة, أو يجلي غموض مخطوطة قديمة, أو وثيقة غير معروفة من قبل. وإنما يراعى في مرحلته هذه أن يستوعب وسائل إعداد البحث والتدرب على الممارسة العملية له, بما يجعله قادرًا في المستقبل على استئناف عمل الأبحاث منفردًا ودون توجيه أو مساعدة على الأقل في الخطوط العريضة لعمل الأبحاث.

عنوان البحث:
**********
لابد أن يشير عنوان أي بحث إلى مضمونه, لذلك يجب إعطاء أهمية كبيرة لاختيار عنوان موضوع البحث؛ فيحدد بإحكام ما تشمله التفاصيل الداخليه للموضوع. فعلى فرض أن الطالب يريد إجراء بحث عن "الصلاة في اليهودية", فعليه أن يضمن بحثه العناصر الأساسية في الصلاة, على النحو التالي مثلا:

التعريف بالصلاة (מהיא תפילה), متى شرعت الصلاة (התפילה במקום קורבנות), مواقيت الصلاة وعددها (זמני התפילה ומספרה), أنواع الصلاة (מחזור התפילה וסידורה), مكان الصلاة (מקום התפילה), الاغتسال والتطهر للصلاة (רחיצה לתפילה), أحكام الصلاة (דיני התפילה), جوهر الصلاة (מהות התפילה), لماذا الصلاة (מטרת התפילה בהגות), شروط الصلاة (היכולת להתפלל), صلاة الطوائف (התפילה אצל אשכנזים וספרדים), صلاة المرأة (תפילת נשים), البركات (ברכות), زِي الصلاة (טלית, תפלין, ציציות), هيئة الصلاة (איך להתפלל), ما يبطل الصلاة (איסורים בתפילה), الصلاة لدى القباليين (תפילת חסידים).
وغير ذلك من عناصر من المهم الإلمام بها للتعرف على تفاصيل هذا الفرض في اليهودية.

نعرف إذن أن وضع خطة للبحث يقتضي استحضار كل العناصر أو على الأقل أهمها للإحاطة بجوانب موضوع البحث, وهى مرحلة تلعب فيها ثقافة الباحث, وخياله في الوقت نفسه الدور الرئيسي فيها, فيمكنه استرجاع شريط ذاكرته لتدون العناصر أو بعضها, ويمكنه استكمالها من خلال قراءة بعض المراجع فيه.
ويتعين في وضع خطة البحث تقسيمه إلى أبواب وفصول, أو إلى مباحث, أو فقرات مرتبة بنظام معين يسهل وصول الباحث إلى نتائج جيدة في موضوع بحثه.

وتعدّ خطة البحث صورة مختصرة أو مصغرة, أو هى الخطوط الرئيسة والعريضة للموضوع, ويمكننا تشبيهها بهيكل عظمي يبنى عليه اللحم, أو بهيكل تصوري لبناء ضخم (ماكيت مصغر), محاكي للأصل المراد إنجازه, أو بهيكل خرساني لعمارة سكنية يراد بناءها فهو يعطي صورة تقريبية تضم كثيرًا من الصورة أو الشكل النهائي للبناء.
وهنا مطلوب من الباحث وضع تصور موضوعي لبحثه في صورة أبواب وفصول بحيث توزع العناصر التي قام بتجميعها في المرحلة السابقة كل تحت عنوان فصل من الفصول أو مبحث من المباحث الفرعية, ويكون التقسيم مراعيًا للموضوعية والترابط بين الأجزاء أو الأقسام المختلفة.
ويجوز للباحث النظر في بحث مشابه لبحثه الذي يقوم بإعداده ويمكنه الاستفاده منه ومحاكاته, وليس بالضرورة أن يخرج بحثه صورة طبق الأصل من بحث سابق لأن لكل بحث مجاله وظروفه وعقلية الباحث فيه.
ولا شك أن استشارة الأستاذ المشرف على البحث في كل المراحل ضرورية جدًا لتدارك الأخطاء من البداية وتحسين الأداء العلمي لعمله والبحث من هنا هو خبرة تراكمية تزداد إتقانًا كلما أوغل الباحث في بحثه وغاص في مصادره ومراجعه واطلع على أبحاث قيمه تخرج بنتائج إيجابية مفيدة.

مقدمة البحث
**********
تعد مقدمة البحث بمثابة نافذة يطل منها القاريء على ما هو مقبل عليه من تفاصيل جزئية ودقيقة عن العنوان. وهى تحدد للقاريء حجم الموضوع وأهمية تناوله بالبحث والاستقصاء, وشرح مبررات بحثه. وإبداء الدوافع التي تطلبت بحثه.
ويجوز اشتمال المقدمة على عرض عام لموضوع البحث, وإبراز أهم الجوانب التي يراد التركيز عليها, وكذلك جهود السابقين فيه, وأي النقاط تستدعي اهتمامًا أكبر! وغير ذلك.
كما تضم المقدمة بيانًا قصيرًا عن أبواب البحث وفصوله , وأهم الصعوبات التي اعترضت طريق الباحث والمشكلات التي صادفته وكيف تصرف حيالها.

جوهر البحث – التقسيم إلى أبواب وفصول (خطة البحث)
****************************************
يجب تقسيم البحث إلى أبواب وفصول إذا كان يعالج موضوعًا كبيرًا, فيقسم الموضوع أولا إلى أبواب رئيسية, ثم يقسم كل باب إلى فصول, والفصول إلى عناصر أو عناوين فرعية, تعالج جوانب موضوع الباب.
أما إذا كان موضوع البحث صغيرًا كموضوعات البحوث التي تقرر على طلاب الجامعة في مرحلة الليسانس, فيفضل تقسيمها إلى فصول محدودة, وتقسم الفصول إلى عناوين فرعية يعالج كل عنوان عنصرًا, أو فكرة من أفكار البحث الكثيرة.
ولابد لإخراج بحث جيد ان تكمل الأبواب والفصول, أو الفصول والعناوين الفرعية بعضها بعضًا, بحيث يشكل في مجموعها كتلة معرفية واحدة, في مجال البحث. وتجب مراعاة التسلسل المنطقي لأجزاء البحث.


(يتبع)
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق