الأحد، 21 ديسمبر 2014

عيد "حانوكا"/"الأنوار" - والعنصرية الإسرائيلية !! ‫#‏חג_חנוכה_נרות_וגזענות_הישראלית‬

يحلّ هذه الأيام موعد عيد حانوكا/الأنوار/الشعلة. وكان زيت الزيتون يستعمل في إضاءة شموع الحنوكاه (المنارة/الشمعدان), وهو تقليد قديم قدم "خيمة الاجتماع", التي كانت مقرّ موسى عليه السلام في رحلة التيه بعد الخروج من مصر, والمكان الذي تلقى فيه وحي السماء, ومن بعدها هيكل أورشليم, الذي حلّ محل الخيمة, بعد دخول كنعان (فلسطين), حيث كان زيت الزيتون يستخدم في المهمة نفسها في عشر منارات ذهبيّة سباعية الشعب كانت بالهيكل. ولذلك أصبح استخدام الزيت من العادات المتوارثة في هذه المناسبة.
وقد طوّر الشارحون اليهود والمفسرون أفكارًا أقلّ ما توصف به أنها عنصريّة, من ذلك:
أن الزيت المستخدم في الحنوكاه يُذكِّر ببعض المفاهيم التي يجب ألا تغيب عن فكر الإسرائيليين مثل :
_ أن "شعب إسرائيل" مثله مثل الزيت يطفو على سطح الماء وهو كذلك يطفو فوق بقية الشعوب وبذلك يتَميّز بين الشعوب!!
_ أنه يحمل مفهوم عدم الاختلاط؛ فالزيت لا يختلط بما عداه - الممثل بالماء - فهو ضد الاختلاط بغيره وهكذا "شعب إسرائيل" لا يندمج بغيره من الشعوب, ولا يختلط.
_ أن إضاءة شموع الحانوكاه تمثل هبوط النور العلوي فالنور هو ثالث الأشياء التي خُلقت, بعد السماء والأرض. والنور من موجبات انقشاع الظلام, فالظلام ليس كينونة إنما هو غياب النور. وبنو إسرائيل هم ممثلوا النور على الأرض وما عداهم ظلام, أي ليس شيئًا وإنما غياب النور.
وهذا العيد لم يذكر في التوراة لكنه اتخذ موعدًا سنويًا, من قبل الحكماء للاحتفال بانتصار المكابيين على اليونانيين, سنة 167 ق.م. حيث كان الحاكم السلوقي "أنتيوخوس" أصدر قرارات تعيق إقامة اليهود لطقوسهم الدينية في الهيكل, واستطاعوا - بحسب المصادر العبرية - تحريره والانتصار على هذا الحاكم. وعدّ هذا النصر من قبيل انتصار النور على الظلام بالمفهوم السابق ذكره, وبذلك يعدّ عيد حانوكا من الأعياد القوميّة الإسرائيلية.

يتم إشعال سُرُج الحانوكا, أو الشمعدان, بواقع كل يوم سراج, ابتداء من يوم الثلاثاء 16/12/2014 وحتى يوم الثلاثاء 23/12/2014 وهو شمعدان ثماني السُرُج.
وتقام في هذه الفترة مهرجانات احتفالية في المدن الإسرائيلية الرئيسية, تحت مسمى "فستيجال", تعرض فيها أعمال فنيّة للأطفال اعتبارًا من سن عامين, وغيرهم تمجد تلك المفاهيم الدينية القديمة والعنصرية الحديثة على السواء ليتشبع بها النشء من الإسرائيليين!! وتقدم ألعاب تتضمن معلومات تغذي هذا الفكر العنصري وهكذا تنضج الشخصيات مشبعة بالفكر العنصري الكاره للآخرين !!

 من العادات الشائعة, في هذا العيد, أن يشتري الآباء لأطفالهم "دوّامات" خشبية, "نَحْل" مخروطية الشكل, ذات أربعة أوجه, مدوّن على كل وجه من أوجهها الأربعة, حرف عبري, يجمعها الاختصار (ن.ج.هـ.ف) وهى اختصار لعبارة عبرية ترجمتها : معجزة كبيرة كانت هنا (المقصود في إسرائيل). هذا إذا كان المحتفلون في إسرائيل. أما المقيمون خارج إسرائيل فيكون الاختصار المدون على الدوّامة هو الأحرف (ن.ج.هـ.ش) وهواختصار لعبارة عبرية ترجمتها: معجزة كبيرة كانت هناك "المقصود في إسرائيل".
وذلك من قبيل التربية الدينية والتاريخية التي تُلقن للأطفال حتى في أبسط اللعب التي يمارسونها. وهى ما يطلق عليها "ألعاب مقدّسة"!!

ولما كان الشمعدان الذي هو أساس الاحتفال بهذا العيد, فقد اتخذ رمزًا لليهودية - لذلك يتم وضعه في كل مكان يخص الإسرائيليين؛ في المعابد وواجهات المؤسسات والمطبوعات, والمقتنيات الثمينة وأدوات الزينة وكل شيء تقريبًا. كما يحرص القائمون على التعليم في مراحله المختلفة على تعليم الأطفال طريقة رسمه وتلوينه وكتابة العبارة السابقة عليه لتترسخ في الأذهان! كما تصنع في حلي تتزين به النساء . . .

 ليس هذا وحسب بل إن الاعتزاز بهذا الرمز اليهودي جعل الشباب يجعلونه شكلا مميزًا مرسومًا بقصة شعورهم, أو وشمًا, للرجال والنساء على مناطق مختلفة من الجسم, في فترة هذا العيد . . !!


 كانت منارة/شمعدان خيمة موسى, عليه السلام, التي قامت بمهمة الإضاءة وإنارتها, وكذلك هيكل سليمان من بعدها, ذات سبعة سُرُج, قيل إنها تمثل أيام الخلق الستة بالإضافة إلى يوم السبت, وقد طور الفكر اليهودي القبالي/الفلسفي/الصوفيّ وأضاف سراج ثامن قيل في تفسيره إنه يمثل قوة عليا فوق الطبيعة كرمز للإسرائيلي الذي يتفوق على غيره في كل شيء! والبعض يصنعها بتسعة سُرُج؛ ثمانية لما ذكرنا والتاسع يسمى (الخادم) لأن منه يشعلون بقية السرج.

د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق