الخميس، 23 أبريل 2015

"يَاد فـَ شِيم" (نُصُب واسم) (מהוא יד ושם)

هو مجمع يحتوي على متاحف ومعارض، ومعاهد للتعليم والأبحاث والأنصاب التذكارية. ويهتم بعرض أحداث الهولوكوست (ضحايا النازية).
فما هى الرؤية اليهودية لتلك الأحداث؟
تاتي العبارة "ياد ڤَـ شِيم" ضمن مفاهيم الخلاص في نبوءة أشعيا, حيث نقرأ الآية:
"أهبهم داخل بيتي وأسواري نصيبًا واسمًا أفضل من البنين والبنات. أُعطيهم اسمًا مُخلدًا لا ينقَرض".
لكن العبارة, حُرف معناها, واختيرت للدلالة على تخليد حدث تاريخي, هو إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية, على يد قوات النازية وحلفائها, وهو ما اصطلح على تسميته بالهولوكوست, أي: المحرقة. فالمقصود بالعبارة في الآية هو منح الإسرائيليين "سلطة/مكانة وشهرة", فعُبر عن السلطة باليد, وعُبر عن الشهرة بالاسم. وكان المقصود من هذا الإسقاط هو أن أولى اليهود بالمعنى الذي أراده الرب, والوارد بالنص هم هؤلاء القتلى الذين تحملوا الاضطهاد والتعذيب والقتل وفقدوا حياتهم في سبيل بني جلدتهم.
و"ياد ڤَ شِيم" هو اسم لمؤسسة إسرائيلية أسست عام 1953, كمركز أبحاث بشأن أحداث الهولوكوست. تقع هذه المؤسسة في مدينة القدس, وتضم متحفًا يعرض أحداث الهولوكوست, أبرز الوثائق والصور التاريخية, والأفلام, وشهادات شهود العيان, ومكتبة تضم 112 ألف كتاب ومطبوعة, ومدرسة خاصة بتعليم أحداث المحرقة وتداعياته, ومعهد أبحاث دولي, ودار نشر أبحاث .
وتهتم هذه المؤسسة بتقديم دورات للتعريف بالمحرقة لجميع الأعمار. وإقامة المعارض عن المحرقة في الأنحاء المختلفة, وجمع أسماء الضحايا, وعمل قاعدة بيانات مركزية, وكذلك جمع الصور والوثائق, ومحاولة جمع شهادات من أشخاص لا يزالون على قيد الحياة, وتسجيل شهاداتهم, وإحياء ذكرى المحرقة, والمحافظة على أسماء ستة ملايين يهودي !!! قضوا في هذه المحرقة, بحسب المصادر اليهودية.

لكن رقم الـ ستة ملايين يهودي, ضحايا المحرقة, الوارد في وثائق "ياد ڤَـ شِيم" يثير كثيرًا من الخلاف والجدل حول حقيقته, وهذا هو ما يدعونا إلى محاولة استجلاء أسباب الاضطهاد والمذابح التي أرتكبت ضد اليهود في أوربا في نهاية القرن قبل الماضي وأواسط القرن الماضي, وهى أحد أسباب تخلص أوربا من اليهود والتخطيط لاحتلال فلسطين وتهجيرهم إليها للتخلص منهم ومن مشكلاتهم, واستخدامهم لتحقيق مصالحهم على حساب شعبنا الفلسطيني وكل المنطقة العربية.
ويطلق على هذا الحدث أيضًا في المصادر اليهودية "النكبة", وهى ما سنتحدث عنه في المنشور التالي بإذن الله.
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق