الأحد، 24 مايو 2015

قراءة في خلق آدم وحواء (في التوراة) קריאה_בבריאת_אדם_הראשון_וחוה‬


جاء بالتوراة أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام؛ خلق في اليوم الأول النور, وفي اليوم الثاني السماء, وفي اليوم الثالث الأرض والبحار, وفي اليوم الرابع القمر والنجوم, وفي اليوم الخامس الطيور والأسماك, وفي اليوم السادس الكائنات الحية؛ الحيوانات والبهائم والوحوش والزواحف.
وكذلك خُلق الإنسان في اليوم السادي. وممَّا جاء في سياق خلق الإنسان :
(ثم قال الله : لنصنع الإنْسان على صورتنا، كمثالنا، فيتسلّط على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى الأَرض، وعلى كل زاحفٍ يزحف عليها. فخلق الله الإنسان على صُورته. على صورة الله خلقه. ذكرًا وأُنثَى خلقهم).
أما اليوم السابع فجاء في وصفه أنه اليوم الذي أتمّ الله فيه عمله الذي قام به, فاستراح من جميع ماعمله!
(ولم يكن قد نبت بعد في الأَرض شَجر برِّي ولا عُشب برِّي، لأَن الرب الإله لم يكن قد أَرسل مطرًا على الأَرض، ولم يكن هناك إنسان ليفلحها، إلاَّ أن ضبابًا كان يتصاعد من الأَرض فيسقي سطحها كلّه).
إذن كان الضباب المتصاعد من جوف الأرض يسقي سطحها بما فيه من نباتات جاء وصفها كالتالي:
(إنّي قد أَعطيتكم كل أَصناف البقول الْمُبْزِرة المُنتشرة على كل سطح الأَرض، وكل شَجر مُثْمر مُبْزِر، لتكون لكم طعامًا. أَما العشب الأَخضر فقد جعلته طعامًا لكل من وحوش الأَرض وطيور السماء والحيوانات الزَّاحفة، ولكل ما فيه نسمة حياة).
وكيف خلق الله آدم؟ الذي كان من ضرورات خلقه أن يفلح الأرض؟
(ثم جبل الرب الإله آدم من تراب الأَرض ونفخ في أَنفه نسمة حياة، فصار آدَم نفسًا حيّة. وأقام الرّب الإِله جَنَّة في شَرقيّ عَدْن ووضع فيها آدم الذي جبله).
وغرس الله, في وسط الجنّة التي وضع فيها آدم, شجرتي الحياة، ومعرفة الخير والشَّرّ. وكان نهر يجري في جنة عَدن ليَسقيها، ينقسم هذا النهر من هناك إلى أَربعة أَنهُر:
نهر فيشون, ونهر جيحون, ونهر حيداقل, ونهر الفرات!!!!. تلك الأنهار التي دار حولها جدل كبير ولا يزال حيرت العلماء والدارسين.

تحريم والتحذير:
(وأخذ الرب آدم ووضعه في جَنَّة عَدْنٍ ليفْلحها ويعْتني بها)!
كُلف آدم إذن بمهمتين؛ أن يفلح تلك الجنّة, وأن يعتني بها! وأن يأكل ما يشاء منها – لكن الرب حذر آدَمَ قَائِلا:
(كل ما تشاء من جميع أشجار الجنّة، ولكن إيّاك أن تأكل من شجرة معرفة الخير والشّرِّ لأنك حين تأكل منها حتمًا تموت) – عقاب المخالفة واضح ولا لبس فيه هو (الموت الحتمي).
فليأكل آدم ممّا يحلو له ويلذ ويطيب من كل ما في الجنّة من ثمار وأطايب غير شجرة واحدة الأكل من ثمارها معناه الموت !
ثم يخاطب الرب نفسه فيقول: (ليس مُستحْسنًا أن يبقى آدم وحيدًا. سأَصنع له معينًا مشابهًا له)!
يورد نص التوراة سببًا آخر يضاف إلى ما سبق ليبرر خلق حواء, نلحظه في نهاية الفقرة التالية:
(وكان الرب الإله قد جبل من التّراب كل وحوش البرّية وطيور الفضاء وأحضرها إِلى آدَم ليرى بأَي أسماء يدعوها، فصار كل اسْم أطلقه آدَمُ على كل مخلوق حيٍ اسمًا له. وهكذا أطلق آدمُ أسماءً على كل الطّيور والحيوانات والبهائِم. غير أَنَّه لم يجد لِنفسه مُعينًا مشابهًا له).

يتضح ممّا سبق أن الله أوكل لآدم تسميَّة االمخلوقات الحيّة, الطيور والحيوانات والبهائم.
ويتبين لآدم في هذه المرحلة أنه لا يوجد من بين المخلوقات من يشبهه!! فكان ذلك سببًا جديدًا يضاف لعدم استحسان الرب ان يكون آدم وحيدًا في جنسه فقرر الرب أن يصنع له معينًا مشابهًا له؛ هى حواء.

وكيف صنع الرب حواء؟ تقول التوراة:
(فأوقع الرب الإله آدم في نوم عميق، ثم تناول ضلعًا من أَضلاعه وسَدّ مكانها باللَّحم، وعمل من هذه الضِّلع امرأَة أحضرها إلى آدم).
ويستانف آدم مهمة التسمية التي أوكلها إليه الرب :
(فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. فهي تدعى امرَأَةً لأَنها من امْرِيءٍ أُخِذَت).
(يتبع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق