سأنقل نصّ الرواية من الصحف العبرية - ولكم التعليق!!
مع وضع بعض الاقتباسات بين قوسين . .
تقول "دينا عوفاديا" المجندة في جيش الدفاع والتي تربت في مصر : علمونا في المدرسة أن نكره إسرائيل"!
قصة دينا, التي ولدَت في مصر ولم تعرف أنها يهودية!
تقول: طلبوا مني ارتداء الحجاب في دروس القرآن, وعلموني أن إسرائيل هى دولة عدوّه (فكلمة يهودي تعدّ بالفعل سبَّة)!
"أنت يهودية" هذا هو ما اكتشفته حين داهم بيتهم مجهولون, وأحاطوا بالبيت وأخذوا يطلقون الأعيرة النارية في الهواء". هربت هى وعائلتها بعد ذلك إلى إسرائيل. وتجندت في جيش الدفاع (العدوان)!
عنوان الخبر بالصجيفة:
تعرفوا على قصة "دينا عوفاديا" النسخة الجديدة من خروج مصر في القرن الـ 21!
في إشارة من المحرر إلى خروج بني إسرائيل من مصر في زمن موسى عليه السلام (جوالي 1450 ق.م) وأنهم خرجوا بعد اضطهاد فرعون لهم وظلمهم.
تحكي دينا: قال جدّي: إننا يهود وأمامنا زمن محدود لمغادرة مصر. وقال : إننا ذاهبون إلى إسرائيل".
لقد تركت الماضي المصري خلف ظهرها وهى الآن فخورة لكونها يهودية على أرض إسرائيل.
وتستطرد الصحيفة :
دينا عوفاديا اليوم هى مجنّدة في جيش الدفاع, ولدت بمصر وكبرت هناك دون أن تعلم شيئًا عن يهوديتها حتى سن 15 سنة. تحكي, في حوار مؤثر لموقع الجيش, عن مولدها في محافظة الإسكندرية, عن الحدث الذي زلزل حياتها, حين عرفت أنها يهودية, الهجرة إلى إسرائيل والاندماج في المجتمع.
كان اسمها "رولين عبد الله"!
تقول: كان ينتابي شعور بانتمائي لشيء ما, لكن لم أكن أعرف لما أنتمي. تعلمت في مدرسة إسلامية, ودرست القرآن وحينئذ سألت نفسي : لماذا أتعلم هذا؟ كنت أواصل التعليم لاجتياز الامتحانات. طُلب مني في المدرسة أن أرتدي حجابًا خلال دروس القرآن. لم أفهم حينئذ ما الفكرة؟ وما السبب؟ - كفتاة كان ذلك يبدو لي عارًا" هكذا وصفت حالها. وحين رفضت ارتداء الحجاب قام والداها بتحويلها إلى مدرسة مسيحية, شعرت هناك بارتياح كبير, "لكني لم أشعر أنني انتمي حقيقة إلى أي دين".
وتستطرد دينا:
خلال محاولاتي الاندماج في المجتمع, تحكي عن أصدقائها المسلمين والمسيحيين في الإسكندرية, وعن زياراتها للمساجد, والكنائس, وحتى عن يوم واحد أخذت على عاتقها صيامه في شهر رمضان, منعها أبواها من ذلك دون أن يذكرا أسبابًا لذلك.
إن كشف هويتها اليهودية مطبوع في الذاكرة كحدث مزلزل لحياتها. كانت تجلس بالبيت تستذكر دروسها استعدادًا لامتحان مادة التاريخ وكان أخوها وابن خالتها يلعبان على الحاسوب في الطابق العلوي وأمها وخالتها كانا بالبيت أيضًا. لكن الهدوء الذي ساد هذا اليوم قطعه فجأة أصوات مرتفعة وتهشّم زجاج النوافذ!, "أدركت ساعتها أنهم جاءوا إلينا في البيت لأننا مختلفون عن كل أولئك الذين حولنا".
خرجت فوجدت خمسة أشخاص ملثمون, كانوا نشطاء مسلمين. خمسة رجال ملتحون ملثمون يمسكون بأسلحة نارية في واجهة البيت وطلبوا معرفة مكان ربّ البيت. وكان السبب أنهم يهود – وهو ما لم تعرفه دينا, إنها من عائلة يهودية!
لم تفهم دينا؟ لماذا يقولون إنهم عائلة يهودية؟ لكنها تذكرت ان كل شخص يبدو مختلفًا أو غريبًا كان يوصف بـ "يهودي". كانت واثقة أن هناك خطا ما!
دخلوا البيت وقالت لهم الأم :إن الرجل غير موجود فدفعها أحدهم بشدة ما جعلها ترتطم بأحد الأعمدة فاقدة الوعي. "بدأتُ (دينا) أصرخ كنت متأكدة أنهم قتلوها. صعد اثنان من الملثمين إلى الطابق العلوي وسمعت أصوات طلقات نارية "وثقت ساعتها انهم قتلوا أخي وابن خالتي".
أبلغهم الملثمون أن أمامهم أيامًا معدودة لمغادرة الدولة وخلال تلك المدة يحظر خروجهم من البيت ولم يستطيعوا خروجًا. وهددوا "أن أي من الأبناء لو خرج إلى المدرسة سيتم "اختطافه" و"تأكدت أنهم في ذلك اليوم سيقومون بقتلنا جميعًا".
جمعهم الجد بعد ذلك بأيام وكشف لهم عن الحقيقة المذهلة وقص عليهم "لماذا حافظ عليهم من ديانات أخرى, وأنهم يهود وان أمامهم وقت محدد لمغادرة مصر". إلى إسرائيل.
أما دينا فتقول إنها شعرت بخيبة أمل لأنها ستغادر إلى مكان هو حتى هذه اللحظة, كما تعلمت بالمدرسة, دولة الأعداء. فقد تعلمت بالمدرسة كراهية اليهود والإسرائيليين. تعال نأخذ درسًا من القرآن على سبيل المثال, الذي يدعو إلى قتل اليهود. تتذكر أن خلال فترة الانتفاضة الثانية كان جميع برامج التلفاز التي شاهدتها تزعم! أن الإسرائيليين سيئون. "بكيت من قصة محمد الدرّة". كان والدها يبذل قصارى جهده ليبين لهم أن الإسرائيليين ليسوا سيئين إلى هذه الدرجة, وان ما يحدث هو أمر طبيعي في الحروب. وكانوا يحرصون في البيت على توضيح أن البشر سواء ويجب احترامهم بكل السبل.
اما في المدرسة فقد تعلمنا أن إسرائيل هى العدو. وقالوا لها حينما تكبرين ستعرفين الحقيقة. وأثناء الانتفاضة كانت من بين المتظاهرين وحتى رفعت علم فلسطين!. "لم أكن أعرف أبدًا انني يهودية".
كان يوم خروجها من مصر بالنسبة لها بداية حياة جديدة. بعد رحلة قصيرة إلى اسطنبول ومن ثمّ رحلة قصيرة أخرى إلى تل أبيب, هبطت الطائرة وكان في استقبالها خالها الذي أبلغوها منذ سنوات انه هرب إلى فرنسا مع أبناء عائلته.
قالت دينا أيضًا : "حين نزلت من الطائرة قوبلنا بوجوه باسمة مما جعلني سعيدة. لم أكن اعرف اللغة العبرية لكنني شعرت بالهدوء والسكينة" استقرت العائلة في اورشليم واتخذوا أسماء عبرية هكذا تحولت "رولين عبد الله" إلى "دينا عوفاديا". شعرت دينا بارتياح لكن أيامها الأولى كانت عبارة عن سلسلة من الصعوبات. "ذات مرّة مرّت بجوارها فتاة في أحد ممرات المدرسة قالت لها "هاي, أيتها الفتاة العبرية"! وهو ما لم يرق لها.
مرت الأيام وهى الآن تخدم بالجيش كمجنّدة في هيئة الخدمات الاجتماعية بالعربية للمتحدث باسم الجيش. فيما يتعلق بإدارة حسابات اليو تيوب, والفيس بوك, وتويتر التابعين للجيش بالعربية. ومن المنتظر أن تلحق بها أختها "سيما" في القسم ذاته, في حين يتلقى أخوها كورسًا في سلاح الجو.
تقول: حينما وصلت إلى المتحدث باسم الجيش وعرفت المهمة سعدت كثيرًا" إنه ممتع جدًا ان أكون مهيئة لتمثيل الجانب الإيجابي في الجيش وان أحكي للعالم ما يحدث في الحقيقة. والنموذج الجيد هو في عملية "عامود سحاب" (هو الاسم الذي أطلق على قصف غزّة وهم معتادون على اقتباس أسماء لها مرجعية تاريخية دينية وهنا إشارة إلى عامود السحاب الذي كان يبدو فوق تايوت العهد نهارًا لقيادة بني إسرائيل في صحراء سيناء) حينما كتب جيش الدفاع أنه لا يرغب في إصابة المدنيين, وهذا ما اقتنع به كثيرون في العالم العربي. وهو ما يعبر عنه البعض في رسائل شخصية بعبارة "هذا شيء رائع". نحن نتلقى ردود أفعال ورسائل من انجاء العالم : من المملكة العربية السعودية, ومن مصر, ومن بلدان أخرى عدّة.
أحد رغباتها الشديدة هى زيارة مصر بزيّها العسكري لتحكي عن الحقيقة في إسرائيل, وتلتقي بالأصدقاء الذين أداروا لها ظهورهم بمجرد علمهم بأنها يهودية, وأن تقول لهم بفخر "انا يهودية, وأفتخر بذلك"!
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق