السبت، 20 فبراير 2016

شمعون اليهودي وشمعون المصري!! الحَذَّاء/صانع النِعَال - وزبون آخر الليل!!

https://scontent-cai1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfl1/v/t1.0-9/


كان لليهودي "شمعون" حانوت يُصلح فيه الأحذية, كما كان يشتري القديم منها ويبيعها بعد إصلاحها مع بعض لوازمها من خيوط ومُلمِّعَات وخلافه. وكان يسكن هو وزوجه "زُلْفَة : اسم إحدى زوجات يعقوب عليه السلام" في حجرة صغيرة مجاورة للحانوت, لها من داخل الحانوت باب منخفض يُدلف منه هو وزوجه لحجرتهما في آخر اليوم بعد أن يُغلق حانوته من الداخل. كان المعتاد أن تغادر "زُلفة" الحانوت مبكرًا قليلا عن زوجها لكي تجهِّز طعام العشاء. وكان يتناهى إلى مسامعها بالحجرة حوارات زوجها شمعون, مع الزبائن!
 ذات يوم بعد مغادرتها الحانوت استمعت إلى الحوار التالي بين شمعون وأحد الزبائن الذي جاء متأخرًا قبيل أن يغلق شمعون عليه باب الحانوت من الداخل:
قال الزبون : شالوم!
رد شمعون: شالوم!
أخذ الزبون يمرر عينيه على الأحذية المعروضة في شباك عرض صغير إلى أن وقعت عيناه على زوج أحذية فطلب إخراجه وقياسه! 
أعجبه الحذاء . . وسأل عن ثمنه .. بكم هذا الحذاء ؟
أجاب شمعون: 10 ليرات
قال الزبون : حسن, ولكن ليس معي سوى 5 ليرات فقط, هل يمكنك إعطائي الحذاء على أن أمرّ عليك غدًا وأدفع لك بقية الثمن ؟
أجاب شمعون: نعم يا حبيبي بكل سرور!
(الزوجة تشتاط غضبًا حين سماع كلام زوجها! لكنها لا يمكنها أن تصنع شيئًا حيث لم يسمح الوقت, وكانت انهمكت في إعداد طعام العشاء)
دفع الزبون 5 ليرات وأخذ الحذاء وانصرف!
أغلق شمعون باب حانوته من الداخل ودلف إلى حجرة بيته الصغير ليجد زوجه "زلفة" منتصبة عند أحد جانبي الباب من الداخل, وعيناها ناظرتان إليه بحدّة وصاحت:
كيف يا شمعون تتصرف هكذا! كيف تعطي للزبون الحذاء بنصف ثمنه! 5 ليرات فقط؟ هل نحن أغنياء كي تصنع ذلك؟
قال شمعون : هو سيحضر 5 ليرات غدًا!
قالت زلفة: ومن أين عرفت انه سيوفّي بوعده؟ هل تعرفه؟
قال : لا , لا أعرفه , ولكنه سيأتي, أؤكد لك ذلك!
قالت: كيف تؤكد وأنت لا تعرفه يا شمعون؟
قال شمعون: يا "زلفة" لقد أعطيته زوج الحذاء لقدم واحدة (فردتين لقدم واحدة) !! - لذلك سيأتي غدًا حتمًا ليدفع بقية الثمن ويستبدل الفردتين بفردتين مناسبتين لقدمه. 
قالت : آآآخ منك يا شمعووون !!
شمعون المصري 
كنت حكيت هذه الطرفة لزميل لي فحكى لي كيف أن مستثمرًا مصريًا كان يسرق الدولة بملايين الجنيهات لأنه كان يستورد أحذية من إيطاليا, وكانت تقدر عليها جمارك - مرتفعة في نظره - لذلك كان يتحجج بعدم قدرته على الدفع ويتركها في مخازن الجمارك مهملة - عندئذ كانت الدولة تعرضها للبيع لانه لم يسدد ما عليه!!
كان يتعمد أن تكون صفقة الأحذية جميعها لقدم واحدة (نعم صفقة عليها مليون جنيه جمارك كلها فرد يسار - مثلا) - حتى اذا عرضت للبيع لعدم قدرته على سداد جماركها لا يشتريها أحد !! غيره هو لانه يرتب أن تكون الصفقة التالية بالاسلوب نفسه ولكنها تكملة لهذه الصفقة - جميع الفرد يمين!! 
وكان بذلك يضمن عدم شراء اي شخص لهذه الصفقات غيره هو فقط بعد ان تخفض قيمة الجمارك عليها بسبب تلك الحيلة, ويدفع 10% فقط من القيمة الحقيقية للضريبة!! 
هكذا تسرق الدولة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق