الأربعاء، 16 مارس 2016

الجنس الثالث (في اليهودية) - 1

https://scontent-cai1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/v/t1.0-9/


حكايات على الجانب الآخر - مشكلات صعبة!
تسأل أم يهودية الحاخام: 
كيف أتعامل مع المتحول الذي ولد ذكرًا لكن ميوله أنثوية, ومع المتحولة التي ولدت أنثى لكن لديها ميولا ذكورية؟ هل تجب معاملتهما طبقًا للجنس الذي يختارونه أو طبقًا للجنس الذي ولودا به؟

وهل يمكن طبقًا للشريعة إجراء عمليات تحويل للهوية الجنسية؟ وهل يجوز إجراء عمليات جراحية من شأنها تغيير المظهر وإتاحة الفرصة للعيش بهوية جنس مخالف؛ لما قبل الجراحة؟ 
وما موقفهم من الشريعة هل المتحول يعد رجلا بخصوص المطالب الدينية كإكمال المنيان (تكملة عدد الرجال الى 10 أفراد وهو شرط صلاة الجماعة بالمعبد)؟ وهل يلزم بوضع التفلين (وسائل تقرب الى الله او تمائم مخصوصة باليهود توضع على الجبهة والذراع)؟
وهل المتحولة تعد امرأة وتلتزم بما يجب على النساء؟ وما شأنهم في حالات الخلوة بالنساء؟ والأحوال الأخرى التي تكون بين الرجال والنساء؟
إجابة الحاخام:
من ولد رجلا فهو رجل حتى لو كانت لديه اضطرابات في هويته الجنسية, أو أية اضطرابات أخرى, فهذا لا يغير من حالته شيئًا. وليس هذا شأن ما يشعر به ولكن العبرة بالحقيقة – فهو ذكر. أما مشاعره المضطربة فيجب ان تعالج بما يناسبها. وك>لك من ولدت أنثى.
ولذلك تمنع إجراء عمليات التحول الجنسي. وهذا يسمى في الشريعة "الخصاء" وهى عمليات خطيرة. 
يعرف الجنس الثالث بأنه الشخص الذي لا تتطابق هويته الجنسية مع هويته التي نسبت إليه عند الميلاد والتي شب عليها. والشخص الذي لا تنسجم ملامحه الجنسية مع ما درج عليه المجتمع وخاصة الأعضاء التناسلية. ولا تعد مظاهر الجنس الثالث سواء غلب عليه مظاهر الرجولة أو غلب عليه مظاهر الأنوثة هى الوحيدة المحددة للجنس! وعلى ذلك فليس هناك فاصل يحدد هوية الرجولة أو الأنوثة فيه حيث تختلط الصفات وتمتزج تمامًا. بعضهم تختلط فيه هوية الجنسين, الذكورة والأنوثة, وبعضهم الآخر تتضح فيه مخارج السوائل والإخراج, والبعض الثالث لا تتبين فيه مميزات أحد الجنسين أبدًا! أو يتبنوا هوية جنسية ثالثة!
ومن موضوع ورد بالصحافة العبرية تحت عنوان:
المحكمة تأمر بإحراق جثة المحتولة "مي فيلج" تنفيذًا لوصيتها!
أرجأ القاضي تنفيذ القرار ليتيح فرصة لأسرة "فيلج" الحريدية لتقديم اعتراض/استئناف على الطلب. 
قال القاضي: ليست المسألة ما هو الحلّ الصحيح أو الأفضل, بل ما هى رغبة المتوفاة"
ومعروف في اليهودية أن وصية المتوفى واجبة النفاذ! 
أصدرت المحكمة حكمًا باحترام وصيّة المتحولة "مي فيلج" التي وضعت نهاية لحياتها الأسبوع الماضي, ونقل جثتها إلى حيث تحرق, على عكس رغبة عائلتها الحريدية المتشددة, التي طلبت من المحكمة إصدار أمر بعدم تنفيذ وصيتها. 
كانت المحكمة استندت في تنفيذ وصيتها على أنها لم تستدل بأي طريقة على أنها كانت تعاني خللا في أهليتها وكفاءتها وعقلها حين اتخذت هذا القرار. وبذلك رفض طلب أسرتها تسلم الجثة لإيداعها مقابر العائلة.
قال القاضي ردًا على مقولة الأم بأن العبرة بعد وفاة الشخص برأي عائلته ورغبتها, "إن هذا الكلام لا يعتد به في القانون الإسرائيل, الذي يعنى باحترام رغبة المتوفى سواء اكان مقدرًا أم مصرحًا به, وهو المشهور في القوانين والأحكام". 
وأضاف القاضي أن المستندات التي خلفتها المنتحرة وتصرفاتها قبل الانتحار تثبت أن رغبتها في إحراق جثتها" ورفض زعم الأم بأن حالة ابنتها النفسية قبل الانتحار لم تكن على ما يرام للاعتماد عليها في تقييم حالتها العقلية.
وكان قرار المحكمة الأخير هو إحراق جثة الفتاة المتحولة دون إقبارها.
وذكر القاضي أنه ليس هناك ما يمنع من إحراق جثث الموتى بإسرائيل وأكد على أن بنود القانون تحدد أحقية حريّة الشخص فيما يخص جثته واحترام رعبته في ذلك. ورفض طلب الأم بدفن جثة الابنة بدلا من الحرق الذي سيتسبب في أضرار جسيمة بولدي المتوفاة "فيلج".
وذكر القاضي أنه يقدر مشاعر الأم وأبناء العائلة في سعيهم لدفن ابنتهم على الشريعة اليهودية, لكن المسألة ليست ما هو الحل الصحيح أو المفضّل في مثل هذه الحالات ولكن العبرة في احترام رغبة الميت وهل هناك ما يمنع شرعًا من تنفيذ رغبته؟
وكانت فيلج البالغة من العمر 31 عامًا شخصية معروفة بين مجتمع المثليين. وكانت تركت وصيّة لدى محام قبيل انتحارها بيوم واحد تطلب فيها إحراق جثتها بعد موتها وعمل مراسم لذلك وذرّ معظم الرماد المتبقي في البحر وإبقاء جزء يسير ليدفن تحت شجرة تشتل لهذا الغرض كذكرى لها! 
ولم يكن أهل الفتاة على علاقة طيبة بها جراء التقاليد الاجتماعية ونظرة المجتمع التي تقرّ أنها عانت من التخبط كثيرًا من عدم وضوح الرؤية في طريق حياتها! وانها تشعر بنظرات معارفها وكأنهم يحاكمونها على جريمة لم ترتكبها! ولم تشارك بأي نصيب فيها؟ 
إن هذه الحالات غالبًا ما تعاني كثيرًا منذ الميلاد خاصة في مجتمعات لم تنضج ثقافيًا لحسن معاملتها لنفوس بشرية بريئة لم ترتكب جرمًا. والأغرب أن بيئات ثقافية معينة تنظر إليها بعين الشكّ والريبة والاتهام وكأن هذه الحالات لها يدّ في خلقتها على هذه الحال! 
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هنا رابط للراغبين في المتابعة بالعبرية - والاستماع للمتحولة تحكي قصتها قبل الانتحار :
http://www.haaretz.co.il/news/law/.premium-1.2778311
(يتبع)
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق