ويحيط بالحرم القدسي سور
يشترك, من جهتيه الشرقية والجنوبية مع سور المدينة القديمة, ولهذا السبب يشترك الحرم
مع المدينة في عدد من الأبواب.
وجدير بالذكر أن المدينة
القديمة الملاصقة للحرم, تقسّم تقسيمًا دينيًا, إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي:
• حارة المسلمين: ومساحتها أكبر من نصف المساحة
الكلية للمنطقة, وتضم الحرم القدسي.
• حارة النصارى.
• حارة المغاربة (التي تحولت بعد احتلال المدينة
سنة 1967م إلى حارة اليهود.
• حارة الأرمن.
وكما نلاحظ بالصورة المرفقة
فإن مفهوم كلمة حارة هنا يختلف عن مفهوم الكلمة في الثقافة المصرية, فالحارة عندنا
في مصر هى عبارة عن شارع أو طريق ضيق نسبيًا, متلاصق البيوت أو الأبنية, كثيف السكان.
لكن مفهوم الحارة هنا مختلف ويعني مساحة من الأرض.
ويعدّ الحرم القدسي بكامله
صحنًا للمسجد الأقصى, أو هو مسجد بالفعل في الهواء الطلق يقيم فيه المسلمون صلواتهم,
باتجاه قبلة المسجد التي بدورها تتجه لقبلة المسجد الحرام بمكة.
وجدير بالذكر هنا أن إمام
المصلين بالكعبة المشرفة يقف في مكان بحيث تكون الكعبة المشرفة بينه وبين اتجاه المسجد
الأقصى, القبلة الأولى للمسلمين, وبذلك يجمع الإمام, ومن خلفه خاصة بين الاتجاهين قبلة
الكعبة, والمسجد الأقصى وتكونان على خط واحد. ومن هنا تتعاظم قداسة المسجد الأقصى عند
المسلمين.
أما مدارس الحرم القدسي
, فأقيم بعضها على السورين الشمالي والغربي, وأقيم البعض الآخر فوق أروقة سور الحرم,
وفوق السور نفسه, وحوله. هذا بالإضافة إلى عدد من الزوايا والأربطة أهمها الزاوية الصخرية,
والرباط المنصوري. وأما المآذن فهى أربع وقد أقيمت على الجدارين الشمالي والغربي لسببين:
الأول لتكون أقرب إلى أحياء المدينة. والثاني : أن الجدارين الشرقي والجنوبي يكملان
سور المدينة ولذلك خليا من المآذن.
وتتوزع حول مسجد قبة الصخرة
قباب صغيرة أهمها: الصخرة, والمعراج, والميزان, والحشر, وسليمان, وموسى, والطومار,
والصمادية, والبسطامي.
كما تنتشر في انحاء الحرم
القدسي آبار وصهاريج للمياه, أهمها : الرمّانة, والجنّة, والشوك, والكأس. وكذلك السُبُل,
أهمها سبيل السلطان قايتباي, وسبيل قاسم باشا.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية
اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق