فيحرص الصهاينة على إذلال أبناء الشعب الفلسطيني
وحرمانهم من نور التعليم"؛ حيث تتعمد قوات الاحتلال دائما ممارسة كل ما تستطيع
من مظاهر الذل والتنكيل بالشعب الفلسطيني, ولم يسلم الطالب الفلسطيني بالطبع من هذه
الممارسات كونه جزء من هذا الشعب المناضل.
فقد تعرض الطلاب في غزة في جميع مراحله المختلفة
إلى كثير من الاعتداءات والانتهاكات ليس أولها مداهمة المدارس وملاحقة الطلاب وضرب
المعلمين واعتقالهم أمام أعين طلابهم, مروراً بمعاناة الحواجز التي أقامتها جنود الاحتلال
لكي تمزق أوصال القطاع إلى أقسام تسيطر على حدودها عبر المعابر والحواجز العسكرية بالإضافة
إلى إغلاق المعابر الحدودية وحرمان الطلبة من فرصة الالتحاق بالجامعات العربية والأجنبية
لنيل شهادات البكالوريوس والدراسات العليا, وليس آخرها قصف 67 مدرسة في الحرب الأخيرة
على غزة بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية إحدى أكبر الجامعات الفلسطينية, وهذه ليست
المرة الأولى التي تتعرض فيها الجامعات الفلسطينية للقصف.
معاناة المعابر, أو الحواجز، كلها كلمات لذلك المكان
الذي يشهد على عنجهية وجبروت الاحتلال، لما يمارسه من إذلال وتحقير وتهميش لشعب بأكمله
لا لشيء سوى أنه يريد العيش وبكرامة.
عانى الطلاب في هذه فترات عدة الكثير الكثير, ما
بين انتظار بالساعات على الحاجز وتضييع للأوقات وضياع للمحاضرات وعدم انتظام في الدراسة
ناهيك عن التفتيش والاعتقالات والتعرض لإطلاق النار وأخيرا الحرب النفسية, فهذه الأوضاع
تؤثر بطبيعة الحال على السلوك الطبيعي للإنسان، فيصبح السلوك رهناً بظروف الإغلاق،
حيث تتأكد لدى الإنسان حالة من الكسل والإحباط واللامبالاة أحياناً، بينما ترسخ في
عقله فكرة عدم القدرة على التنقّل أو الإنتاج، أو ممارسة الحياة الاجتماعية الطبيعية،
وكل هذا يخلق معيقات أمام التنمية وإحداث التطوير. فكان على الطلاب إما أن يستسلموا
لهذه المعيقات أو أن يتجاهلوها حتى يستطيعوا الاستمرار في بناء مستقبلهم .
صور من المعاناة على لسان أبطالها:
• يقول أحد الطلاب عن تجربته: كان ذلك كابوسًا لا
ينسى عندما أجبره جنود الاحتلال على حاجز أبو "هولي" أن يخلع ملابسه وأن
يمشي خطوة كل خمس دقائق ليقطع مسافة مائتين وخمسين مترًا. وبعدها قرر ألا يعود لمدينة
خان يونس إلا بعد أن ينهي الفصل الدراسي.
وكم من ليلةٍ اضطر الناس فيها للمبيت على الحاجز
حتى لا يذهب دورهم فلعل الحظ يحالفهم ويكونوا أول الداخلين عندما يفتح الحاجز, وكم
من مرة اضطروا فيها للسير على أقدامهم وهم يحملون حقائبهم وأمتعتهم لعدة كيلومترات
لكي يستطيعوا الوصول إلى جامعتهم بعدما جرّفت الجنود الطرقات وأقامت الحواجز الطارئة
على الطريق ما بين غزة والوسطى, والذي غالبا ما يكون تحت النيران الإسرائيلية التي
تطلقها الدبابات المتمركزة على الحاجز الإسرائيلي, وكم من عيدٍ مرّ عليهم وهم بعيدون
عن أهلهم بسبب "الحاجز"..
وقد يبدأ اليوم بخبر استشهاد أطفال في غزة نتيجة
قصف إسرائيلي لكنهم لا يجدون الوقت كي يبكونهم فهناك شهداء في جنين أو طولكرم لم يستطع
ذويهم أن يحصلوا على جثثهم حتى يدفنوها أو اجتياحات في مناطق رفح أو ببساطة عمليات
اعتقال لخمسين أو ستين ممن لا تتعدى أعمارهم عن 16 عاما تسميهم إسرائيل "مطلوبين".
وينتهي يومنا بخبر إغلاق أو طوق أمني مما يعني "بهدلة! " على حواجز جديدة
وتوتة توتة تبدأ الحدوتة.
حواجز، جوازات سفر، نقاط تفتيش، وأمور أكثر تعقيدًا..
المشكلة أن الاحتلال يحاول أن يتحكم حتى في رغيف الخبز حتى في نسمة الهواء الملوثة
بأزيز الطائرات، فالحواجز بمعناها الإنساني كما أراه محاولة من الاحتلال لأن يمنع الفلسطينس
من تحقيق أحلامه وطموحاته.
أقرأوا القصيدة : كل قلوب الناس جنسيتي فلتسقطوا
عني جواز السفر
قصيدة : جواز سفر لـ محمود درويش:
لم يعرفوني في الظلال التي
تمتصّ لوني في جواز السفر
و كان جرحي عندهم معرضا
لسائح يعشق جمع الصور
لم يعرفوني، آه.. لا تتركي
كفي بلا شمس
لأن الشجر
يعرفني ..
تعرفني كل أغاني المطر
لا تتركيني شاحبا كالقمر !
كلّ العصافير التي لاحقت
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح ،
كل السجون،
كل القبور البيض
كل الحدود ،
كل المناديل التي لوّحت ،
كل العيون
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر
عار من الاسم من الانتماء؟
في تربة ربيتها باليدين ؟
أيوب صاح اليوم ملء السماء:
لا تجعلوني عبرة مرتين !
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألّوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
و من يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس ..جنسيتي
فلتسقطوا عني جوار السفر !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق