السبت، 30 أبريل 2016

رسالة إلى الإسرائيلي الصهيوني (Dvir Usinger) אגרת אל הישראלי הציוני (Dvir Usinger)

أنت في كل الأحوال ممثل للصهاينة المحتلين للأرض والوطن. كنتم مشردون في أنحاء الأرض, كما كتب الرب عليكم في التوراة. وكما أمرت مشيئته في نبوءات الأنبياء.
أين كان اليهود عبر ما يقرب من 1800 عام ؟, منذ أخرجهم الروماني "هادريان" سنة 136م من فلسطين, إلى احتلالها عام 1948م؟؟

أين كان اليهود؟ هل كانوا في فلسطين؟ أم أن الشتات الذي حدثتكم عنه التوراة لم يكن واقعًا ملموسًا على أرض الواقع؟ ألم تكونوا تهيمون على وجوهكم في شتى بقاع الأرض؟
هل أذكرك بالتذمّر على نبيكم موسى عليه السلام, في سيناء؟ أم أذكرك بعبادة العجل الذي لا تزالون تتبعون أثره في عبادتكم للمال, وإدمانكم للانحراف واتخاذ سبيل الإجرام والتعالي على بقية البشر؟ والغطرسة التي تميزتم بها فأردتكم قتلى كالكلاب, وهى عبارة شاعركم "حاييم نحمان بياليق".
سأذكرك بجو مذبحة اليهود في "كشنيف", بروسيا, وبجو محارق وإعدامات هتلر, في ألمانيا, وبجو الاضطهاد في بلدان أخرى ..... هل كان الفلسطينيون هم الفاعل ؟
هل تذكر مذابح "كشنيف" في روسيا التي قامت فيها قوات القيصر بقتل أسلافكم كالخراف واغتصاب نساءكم, وتمزيق أشلاء أطفالكم!!
سأذكرك بجو المذبحة كما صوره شاعركم اليهودي الفذ "حاييم نحمان بياليق" لتستعيد جو المذبحة وتعيد توجيه غضبك وحقدك وسلاطة لسانك إلى الاتجاه الصحيح :
يقول حاييم نحمان بياليك :
انهض الآن واذهب إلى مدينة المذبحة
ستفضي بك قدماك إلى ساحتها غادية أو رائحة
ستلمس هنالك بيدك, وستنظر بعيني رأسك
الشجرة أو الحجر او السور أو الطلاء ليدلك
على الدم المسفوح والجماجم الميتة
وتقدم بعدئذ إلى الخرائب والجدران المتداعية
حيث تزداد شقوق الجدران اتساعًا ويزداد الهياج ترويعًا
وحيث المواقد المطفأة بين الجدران المهدمة الأكثر التياعًا
لتجد أفواهًا مثل الجروح المفتوحة التي لا علاج لها
إنها مستحيلة العلاج ويستحيل بالفعل شفاؤها
وستغوص قدماك هنالك, ولسوف تتعثر خطواتك
فوق حطام أعيد تحطيمه ونثار ينساب إلى الوثائق
فيالق ضد حطام فيالق
فلا تتوقف عند هذا الحطام, وأمض إلى غيره من الطرائق.
***
ثم اهبط إلى زنازن المدينة
حيث يتم إتلاف كل عذراء حزينة
وحيث يطرح كل سبعة رجال امرأة أرضًا
وينهشون الأم في حضور ابنتها أيضًا
ثم ينهشون البنات أمام الأمهات عِرْضًا فعرضًا
قبل المذبحة, أثناء المذبحة, بعد المذبحة !
وتستطيع أن تلمس بيدك الوسادة المُجَرَحَة
تلمس الوسادة تحمل آثار الدماء
هذا مكان وحوش الغابة وذئاب الحقول الجبناء
وبمخلب كل واحد بلطة دامية لإجبار البنات على الاستسلام
كأنهم وحوش أو خنازير وليسوا من الأنام !
ولا يفوتنك أن تلاحظ بدقة أيها الزميل
في الركن المظلم وخلف ذلك البرميل
زوجات خائفات, وأزواج مرعوبين, يحملقون بين الشقوق
يتطلعون إلى الأجساد المجروحة وهى تصارع
من أجل الحصول على أنسام الهواء في تلك الشوارع
الشوارع القذرة التي تبتلع دمّ القصير والفارع
والحشود الفاسقة تبحث عن غنيمة,
وفي ثنايا لحوم البشر ينشدون الوليمة.
وإذ كان العار يسحقهم رأوا كل شيء
ولم يتحرك اخوتنا ولم يحركوا أي شيء
ولم تنخلع عيونهم.
ولم يخبطوا رؤسهم في جدرانهم !
وربما كان كل من يرقب الشوارع يصلي في قلبه
نريد معجزة يارب ! يريد أن ينقذه الرب من كربه !
وأولئك الذين نجوا من تلك المجزرة وذلك الخطب المدلهم
اعتبروا أن حياتهم قد لُوثت وأن نور دنياهم قد أظلم
كيف يتقبل الناس ذلك ؟ كيف يرتضون أغلال الأسير ؟
لقد حَبَوْا زاحفين من شقوقهم هاربين إلى بيت الإله الكبير
شكروه, والشكر أحلى كلام يمكن للبشر أن يتفوهوه
إن أبناء كوهين قد جاءوا إلى معبد الرابي الذي هجروه
سألوه: قل لي أيها الرابي: اتستحق زوجتي الغفران للاعتداء عليها ؟
ويجيب الرابي سؤال كل منهم بقوله: المسألة منتهية ولا شيء يترتب عليها
وكل شيء قد تم كما كان مقدرًا قبل أن أوجد أنا أو انتم عليها !
***
تعال الآن, سأصل بك إلى كل مخبأ ناء
وإلى حانة خمر يختبيء بها كبار الكتاب من الأبناء
أبناء اليهود المرتجفي السيقان, الحشمونيين,
مختبئين, مرتجفين, وهم أبناء المكابيين !
إنهم بذرة القديسين. إنهم أبناء الأسود
الذيا احتشدوا في المعابد يحيط بهم اليوم عار الجحود.
قال لهم الله "سبحوا باسم الله"
ومن رحمته هربوا, وليس لهم ملجأ سواه.
هربوا من رحمة الله يَجْرون مثل الهوام
فماتوا ميتة الكلاب بين الأنام !
......................................................
والسؤال : لماذا تفعلون أيها الصهاينة ما تفعلون بالفلسطينيين ؟ ولماذا تضمرون كل هذه الكراهية للعرب والمسلمين ؟ الذين آووكم في بلادهم وعلى تراب اوطانهم وكان باستطاعتهم إبادتكم كما فعل القيصر في روسيا, او في بولندا, او كما فعل هتلر في ألمانيا!!
أم أن هذا هو أصدق تعبير عن طبيعتكم اغدر والخيانة ؟!
(يتبع)
مصدر الشعر من: نصوص يهودية, نقلها إلى العربية على الجوهري, مكتبة الإيمان, المنصورة, أمام جامعة الزهر. 1996.
أ.د/ سامي الإمام.

أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق