يقول حاخام كنيس جزيرة
"جربة" بتونس:
إن لديهم معلومات من تراث
الطائفة اليهودية تفيد بأن آباءهم قدموا إلى تونس في أعقاب خراب البيت الأول (هيكل
أورشليم, سنة 586 ق.م)!
وأتوا معهم بأحد مصاريع
أبواب الهيكل الذي تمكنوا من إنقاذه من الحريق الذي التهم الهيكل بأكمله, وأودعوه كنيس
جِرْبَة.
ويعدّ معبد اليهود في
"جربة" من أهم أثار اليهود المقدسة في بلاد شمال إفريقيا. يقال إن الكنيس
أقيم في النصف الأول من القرن التاسع عشر, في مكان كان به كوخ تسكنه فتاة غامضة (غريبة)
وفي إحدى ليالي الشتاء بينما كانت مستلقاة على السرير اندلع حريق أتى على كل شيء إلا
أنها لم تصب بسوء, وبناء على ذلك اعتقد يهود جربة أنها مقدسة ولذلك أقاموا في مكان
بيتها ذلك المعبد الذي سمي كذلك باسمها "غريبة" أو جربة – بحسب المصادر اليهودية.
تبدأ احتفالات اليهود بزيارة
كنيس جربة المقدس في اليوم الثالث والثلاثين من عيد يسمى "العومر" أي الحزمة
وهى حزمة من أول حصاد المحاصيل (تبدأ في 14 آيار), وتتضمن طقوس الاحتفال بزيارة المعبد
وتقديم التبرعات أو الصدقات والصلاة والأهازيج الدينية.
يتوافد جمهور الزائرين من
أنحاء تونس, وفرنسا, وإسرائيل. من مظاهر الاحتفال يقوم الزائرون بدفع عربة تسير على
ثلاث عجلات عليها منارة (شمعدان) ضخمة مزخرفة برموز هوية الزوار, وأسباط إسرائيل, وأسماء
حاخامات لهم قدرهم في تونس, وأسماء الآباء الثلاثة – إبراهيم , وإسحاق, ويعقوب عليهم
السلام – والأمهات الأربع – سارة, رفقة , وراحيل, وليئة, أمهات اليهود, وكذلك مجسم
أو صورة للأواح العهد (ألواح الوصايا العشر).
وفي هذا الاحتفال يحي اليهود
ذكرى إصعاد "تابوت العهد" أي إدخاله مكانه المقدس وهو حجرة "قدس الأقداس"
في خيمة موسى (خيمة الاجتماع : طقس قديم يعود إلى 1300 ق.م). بينما يمثل هذا الطقس
الديني الآن علاقة غيبية بين جماعة إسرائيل والخالق.
وفي قاعة الصلاة بالكنيس,
تحت "تابوت القدس" وهو تابوت خشبي أو بنائي يكون بالمعابد تذكرة بتابوت العهد,
يوجد مدخل يقود إلى مغارة صغيرة, يقول اليهود المحليون أن فيها حجر منقوش عليه عبارة
:
"إلى هنا وصل يوآب
بن صرويا, وزير جيوش الملك داود".
ومن التقاليد الشائعة الموروثة
عن يهوديات جربة كتابة توسلاتهم ودعواتهم على البيض ووضعه داخل المغارة في هذه المناسبة,
هذا البيض ينضج بسبب النيران التي تشعل لأغراض أخرى ومن ثم تتناوله النساء اليهوديات
بنية كل واحدة منهن فإن كانت أكلت بنية الحمل يكون الاعتقاد بأنها ستحمل ولدًا بإذن
الله, ومن أكلت بنية الشفاء من مرض أصابها يكون اعتقادها أنها ستبرأ بإذن الله.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق