برز في تونس بعض اليهود
من رعايا إيطاليا, عشية الاحتلال الفرنسي, من أمثال يعقوب, وكوستلنوافو, والطبيب أبراهام
لومبروزو, ويعقوب جوطيرس من أبرز الشخصيات التي عملت بالتجارة, وهؤلاء جميعًا من مواليد
مدينة "ليفورنو" الإيطالية.
وكان كوستلنوافو, ولومبروزو
طبيبين خصوصيين للحاكم أحمد صدوق (1837 – 1855) وكذلك محمد صدوق (1855 – 1859).
تنكب بعض يهود تونس مناصب
كبيرة في الدولة وكان منهم أعضاء في البرلمان التونسي, ومنهم من بعث لإبرام اتفاقيات
تجارية مع إيطاليا والتوقيع عليها (في حكم الباي محمد 1868), كما تمتعوا بحرية تأسيس
شركات استثمارية خاصة بهم ومنهم من تولى مناصب عسكرية رفيعة أيام حرب القرم فكان قائدًا
لسلاح المعونات الطبية بالجيش التونسي الذي أرسل للجبهة لمساندة الامبراطورية العثمانية.
ومن الجدير بالذكر أن معظم
الديون التي استدانتها تونس من البنوك الأوروبية كانت لرجال أعمال يهود كان بعضعم من
رعايا فرنسا وبريطانيا وكان من بينهم "داود سنتيانا" الذي كان من أبرز رجال
البنوك في تونس, ورجل البنوك "موشيه ليفي" من مدينة "سوسة".
وكان للتحولات الاقتصادية
التي عمت بلاد شمال إفريقيا في العصر الحديث أثرًا سلبيًا على يهود تونس من رعايا
"الباي", حيث اضطر يهودي يدعى "نسيم شمامة" وكان وزيرًا للاقتصاد
بين عامي 1860 -1864, للرحيل عن تونس بعد أن وجهت له تهمة اختلاس أموال من خزانة الدولة.
وبعد الحرب العالمية الأولى،
حصل اليهود، بموجب مرسوم "بيليكال"، على مجلس إدارة بالإضافة إلى ذلك، حصل
السكان على حق التمثيل في جميع المجالس الاستشارية؛ الغرف التجارية، ومستشارية الرؤساء
وعلى مقاعد في المجالس الكبرى.
في عام1931، شيد أكبر كنيس
في تونس. وبصرف النظر عن أحداث الشغب التي وقعت في 1932 في صفاقس في عام 1934، وأريانة،
نعمت الجالية اليهودية بفترة من السلم والنمو الاستثنائي. وعلى أعتاب الحرب العالمية
الثانية، بلغ عدد اليهود التونسيون 56240، يضاف إليهم 7000 يهودي فرنسي و 3000 يهودي
ايطالي.
بحلول الهدنة في 25 يونيو
1940، بقيت تونس تحت سيطرة الحكومة الفرنسية، وممثلها الأدميرال "استيفا"،
القائم العام بأعمال فرنسا في تونس. ثم أعيد العمل بجميع القوانين التمييزية ضد اليهود
التي كانت الدولة الفرنسية قد أصدرتها بحسب مرسوم "بيليكال"، والمعمول بها
في مجلس الوصاية على العرش.
من نوفمبر 1942 الى مايو
1943، احتلت قوات المحور كامل الأراضي في تونس الشرقية. كما فرضت سلطات الاحتلال غرامات
كبيرة على الجماعات اليهودية. وصودر العديد من الشقق السكنية، معرضين بذلك العائلات
اليهودية للبقاء في الشوارع. كما صودرت المجوهرات، والأثاث، وأدوات العمل ووضعت تحت
تصرف المحتل الألماني. إلا أنهم، وخلافاً لليهود في معظم البلدان التي عرفت الاحتلال
الألماني، أعفي يهود تونس من تقلّد النجمة الصفراء.
في 6 كانون الأول 1942،
استبدلت القيادة العليا الألمانية، بموافقة الباي، مجلس ادارة الجالية اليهودية بلجنة
من تسعة أعضاء، وظيفتها تقديم قائمة من 2000 يهودي من أجل العمل لحساب قوات الاحتلال.
وبما أن السلطات قد تاخرت في تقديم القائمة المطلوبة، قام الألمان بعمليات اعتقال وصفت
بالوحشية ، كما عمدوا الى زيادة عدد عمال السخرة من 3000 الى4000. .
وقتل تحت وطأة الاحتلال
الألماني، 350 يهودياً تحديداً في تونس، وأكثر من ثلاثين عاملا بالسخرة نتيجة لقصف
قوات التحالف، كما مات 600 الى 700 شخص بسبب سوء التغذية والأوبئة.
بدءا من منتصف عام 1950،
بدأت الهجرة اليهودية الى اسرائيل وفرنسا بشكل واسع النطاق. نحو 25000 يهودياً غادروا
تونس بين عامي1948 و1955.
أما اليوم، فقد اختفى آخر
آثر لذلك الماضي. وعلى الرغم من الجهود الحقيقية المبذولة من جانب الحكومة التونسية
والجمعيات التي نشأت، لمناصرة يهود تونس بشهادات أساتذة باحثون في معهد واشنطن لدراسات
الشرق الأوسط فمن التونسيين من أنقذ فتيات يهوديات ونساء من عمليات اغتصاب كان يقوم
بهل ضباط ألمان, على الرغم من ذلك تداعت المقابر، وأغلقت المعابد.
ولم يعد في تونس اليوم سوى
بضع مئات من اليهود يعيشون على أنهم يهود تونسيون وليسوا جالية يهودية بتونس.
المصادر : يهودية
دكتور سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق