"إن الفرق بين الروح اليهودية وأرواح غير اليهود هو أعظم وأعمق من الفرق بين روح الإنسان وأرواح الماشية".فللتلمود دور آثم في بناء شخصية اليهودي, حتى غدا اليهودي أشدّ المخلوقات عداوة لبني البشر, كما أنه وضع أسس بناء الذهنية الحاخامية, على تكريس الانعزال وانغلاق اليهودي وتكبره, وغطرسته, وهو الأمر الذي وقف حائلا دون تفاعله مع المجتمعات الإنسانية أيًا كانت, فوطن اليهودي هو المعبد, والتوراة والتلمود, وما قضى به "يهوه", زورًا بالطبع, من قتل وإبادة جماعية.
ويصنف غير اليهود في مرتبة أدنى من البشر وأعلى من القرد, بما أن لديهم وجه وملامح الإنسان وفطنة أعلى من القرد. وهذا هو رأي "موسى ابن ميمون" علامة اليهود في القرون الوسطى الذي عاش في كنف الحكم الإسلامي للأندلس وتمتع بسماحة الإسلام !!
وللأغيار أو غير اليهود في التلمود, وفي المصادر اليهودية بشكل عام أسماء مختلفة حسب الظروف التاريخية مثل: الكنعانيون؛ وهم سكان فلسطين القدماء، أو "الكوتيون", وهم السامريون, أو "عوڤدي عڤوداه زاراه", وهو مصطلح يعني وثنيون, أو "عكوميم", وتعني؛ عبدة الكواكب، وهناك أيضًا "النوخريم" وهم الأغراب, وغير ذلك من أسماء. أما الاسم الأكثر شيوعًا في التلمود, وفي المصادر اليهودية بشكل عام لوصف غير اليهودي فهو "جُويْ" والذي يعني غير اليهودي.
والأغيار في التلمود دنسون مثل "الغائط" منذ طفولتهم فولد الأغيار يكون نجسًا, منذ بلوغه سنّ التاسعة ويوم واحد، لأنه, في نظر التلمود, يكون عندئذ قادر على المضاجعة, أما بنت الأغيار فتكون نجسة منذ بلوغها سنّ ثلاث سنوات ويوم واحد لأنها, بحسب التلمود, تكون اعتبارًا من هذه السنّ ملائمة للفراش وصالحة للمضاجعة ! وتعدّ في بعض الآراء "نجسة منذ ولادتها وإلى الأبد".
وورد بالتلمود, على لسان يهوه : أحتقر كل شعوب العالم لأنني خلقتهم من بذرة نجسة، أما أنتم بني إسرائيل فلقد خلقتكم من بذرة طيبة.
وحكم الأغيار, في الهلاخاه؛ الشق التشريعي من التلمود هو الموت. ويستثنى من حكم الموت هذا من يطلق عليهم في التوراة, والتلمود "جير توشاف" وهم غير اليهود الذين يعيشون بشكل دائم وسط اليهود.
والأغراب أو غير اليهود في الوقت الحاضر لا ينطبق عليهم مصطلح "جير توشاف" ويعدّون كفرة, أو وعبدة أوثان, وتستحقون الموت. حتى أولئك الذين يؤمنون بالتوراة وتعاليمها من الأغراب لا يستحقون لقب "جير توشاف", ويستحقون الموت أيضًا. والمسيحيون كذلك يعدّون في المصادر اليهودية عبدة أوثان، والبوذيون, والكونفوشيوسيون, وغيرهم من سكان هذه الأرض يستحقون حكم الموت. أما المسلمون فهم محل خلاف الحاخامات؛ فهناك من يعدّهم أصحاب ديانة توحيدية ويستحقون معاملة الـ "جير توشاف" وهم بذلك يستثنون من الحكم بالموت, وهناك من يخالف هذا الحكم فيعدّهم عبدة أوثان لأنهم يستعملون في عباداتهم رموزًا وثنيّة مثل الطواف حول الكعبة, والسعي بين الصفا والمروة, ورمي الجمرات, وبذلك يستحقون الموت.
ويجب على كل يهودي أن يبادر بقتل الأغيار وواجب حتى على اليهود الكفرة عبدة الأوثان, أو الذين يرفضون تعاليم الشريعة. وقد أثار هذا الحكم موجة من الاستياء والغضب شديدة بين غير اليهود, في أوربا وآسيا,مما جعل المؤسسة الحاخامية اليهودية تعلن أن هذا الحكم أصبح مستحيل التطبيق, وأوقفت حكم قتل الأغيار. أما إذا قام يهودي بقتل أحد الأغيار فإن الحكم على اليهودي القاتل يؤجل إلى الآخرة ولا يجوز بتاتًا أن يحاكم بواسطة المحاكم الأرضية. أما إذا قام أحد الأغيار بقتل يهودي فيجب أن حكم عليه بالموت.
وهذه الأحكام والأفكار التلمودية المعادية لبني البشر هى التي أدت إلى ارتكاب مذابح في روسيا, في القرن قبل الماضي, ضد اليهود, وكذا في ألمانيا, واسبانيا, في القرن الماضي, فضلا عن المذابح النازية ضدهم, وهو ما يعرف بالـ "هولوكوست", فنحن لا ننكر وقوعها لهذه الاسباب التي خرجت من كتبهم المقدسة خاصة التلمود, وسلوكهم العدواني, تجاه غيرهم, لكننا ننكر تلك الأعداد المبالغ فيها.
فأحكام التلمود هذه, إذن, هى التي تسمح للحاخامات اليهود, حاليًا, في فلسطين, بالافتاء بقتل الفلسطينيين والعرب. وهذا هو ما يمحو الفرق بين جندي إسرائيلي يحمل السلاح وأدوات الحرب والدمار, ومستوطن إسرائيلي يحمل يحمل السلاح, ويحمل أيضًا أفكار التلمود وأحكامه, التي تنادي بقتل غير اليهود, فهما متساويان ولا فرق بينهما فكل اليهود بالتالي على أرض فلسطين هم أعداء وقتلة يجب معاملتهم على هذا الأساس.
د. سامي الإمام.
أستاذ ورئيس قسم اللغة العبرية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق