الجمعة، 29 أبريل 2016

من رحلة أبرام . . إلى السبي البابلي ממסעו של אברם . . אל גלות בבל


انتقل أبرام/إبراهيم من أور الواقعة في جنوب بابل على الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى حاران التي تقع في أقصى شمال بابل. ومن حاران إلى جهة الغرب ثم الانعطاف جنوبًا بمحاذاة البحر المتوسط, أو على شاطئه مباشرة, والوصول إلى نابلس وبيت إيل, وبئر سبع, ومنها إلى مصر, هو وزوجه سارة, وأخوه لوط, ومكثا في مصر وقتًا, فيه قصة سارة التي شاع عنها الجمال الباهر, وحكايتها مع ملك مصر, وغير ذلك من أحداث لا تتسع المساحة هنا لسردها كاملة.

وقعت المملكة الشمالية "إسرائيل" في قبضة الأشوريين, واخذ سكانها (القبائل العشرة) أسرى (722 ق.م), كما وقعت المملكة الجنوبية "يهودا", في يد نبوخذ نصر البابلي (586ق.م), وأعمل فيها الخراب وهدم هيكلها, هيكل أورشليم, للمرة الأولى في تاريخ بني إسرائيل, ولذلك يسمى بالهيكل الأول. وأخذ يهود كثر أسرى إلى بابل وهو ما اشتهر في التاريخ بالسبي البابلي. اجتاح الفرس بابل, بعد سنوات عدة, وأمر الملك الفارسي كورش/قوروش بالسماح للمسبيين اليهود بالعودة إلى فلسطين (538ق.م). وإعادة بناء الهيكل من جديد.
لم يعد جميع اليهود من بابل بل فضل أغلبهم البقاء هناك لظروف مختلفة. وبظهور النبيَين "عزرا" و"نحميا" (450 ق.م), فضل اليهود البقاء في بابل, تجنبًا للمشكلات التي ظهرت في فلسطين جراء إعادة بناء الهيكل الذي لم يكم مرحبًا بإعادة بناءه من قبل القبائل العربية هناك خاصة قبيلة "جشم/جاسم". بالإضافة إلى حدوث تغير جوهري في العبادة وهو انتقالها من الطابع القرباني الذي كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بوجود الهيكل والكهنة واللاويين ومركزية العبادة القربانية, إلى التعبد بالصلاة في مكان (معبد) أيًا كان موقعه, وهذا تغير أباح لليهود في بلاد الشتات العبادة القلبية؛ الصلاة, وحللهم من ضرورة الانتقال في الأعياد والمناسبات الدينية إلى الهيكل بعد هدمه.
(يتبع)

د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.

ملحوظة: بالصورة الملك قوروش الفارسي الذي اعتلى عرش بابل واليهود يلتفون حوله مثنين على مرسومه بالسماح لهم بالعودة من الأسر إلى فلسطين, ومع ذلك فضل أغلبهم البقاء في بابل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق