تذكر المصادر العبرية أن
معظم الأكراد في ذلك الزمن البعيد كانوا يسكنون المناطق التابعة للعراق وإيران حاليًا,
بينما سكنت أعداد قليلة منهم المناطق التابعة لتركيا وأرمينيا.
إن ما يميّز الأكراد اليهود
عن غيرهم من الأكراد في الدول المجاورة هو لهجة مشتركة مشوبة بالآرامية, التي تختلف
قليلا من منطقة إلى أخرى لكنها يجمعها ملامح متشابهة. وعلى الرغم من التشابه الكبير
بين الطوائف اليهودية المختلفة في كوردستان فإن كل منطقة تتميز بلهجة تختلف قليلا عن
الطوائف الأخرى, وبتقاليد خاصة, وطريقة حياة وعقلية مميزة.
بالإضافة إلى أنهم يتحدثون
اللغة الكرديّة, وهى لغة إيرانية غربية. فأكراد العراق, على سبيل المثال, تحدثوا بالإضافة
إلى الآرامية اللهجة الـ "كورمانجي".
يذكر يهود كردستان – بحسب
التراث – أن اليهود الأوائل وصلوا إلى أقليم كوردستان في عصر البيت الأول (الهيكل الأول)
وكانوا أحفاد القبائل العشرة.
وكان إلى جوار الإقليم الذي
سكنه يهود كوردستان, مملكة حدياب (חֲדָיֵבּ (סורית:
ܚܕܝܐܒ,) التي كان ممن
تولى الحكم عليها "مونبوز الثاني" مع أمه الملكة "هليني", التي
تنسبها بعض المصادر إلى أحد الحشمونيين الذي كان فقد وعاد إلى أهله. وإذا كانت مملكة
"حدياب" قد سكنت حقًا المناطق الجبلية من أقليم كوردستان فإن ذلك يدعم الافتراض
القائل بأن موجات عدة من اليهود أسست الطوائف اليهودية في الإقليم.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية
اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق