الجمعة، 29 أبريل 2016

يهود اليمن . . عبر التاريخ (مختصر) יהודי תימן . . בהיסטוריה (קיצור)


هناك شهادة أخرى على وجود يهودي في مملكة "حِمْيَر" من المؤرخ الكنسي "فيلوسطرجيوس" الذي يحكي عن معارضة شديدة في هذا التجمع ضد اتجاه التبشير المسيحي الذي قاده زعيم مملكة أكسوم الحبشية في القرن الرابع الميلادي.
من المشهورين, في سيرة تلك المملكة, "سيف بن ذي يزن" الحميري الذي تذكر مصادر تاريخية أنه حرر اليمن من قبضة الأحباش, وقد خلط الخيال الشعبي في سيرته بين الحقيقة والخيال فذُكر أن أباه أنجبه من جنيّة ساحرة.

 كما يذكر في هذا الصدد مملكة "حِمْيَر" (115 ق.م – 525 م) التي تقول مصادر إن معتقداتهم اتسمت بأوصاف توحيدية كتعبير عن الاستقلال لا أكثر, على عكس الاعتقاد بأنهم اعتنقوا اليهودية دينًا.

ويقال إن "حِمْيَر"؛ جدّ الحميريين, هو ابن "سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان", وأشهر ملوكهم "يوسف ذو نواس" الحميري الذي اشتهر بحادثة الأخدود واضطهاده لمؤمني نصارى نجران, وقد ورد ذكرها في سورة البروج في القرآن الكريم.

وتفيد المصادر أن "ذو نواس" قُتل أثناء معركة ضد مملكة أكسوم الحبشيّة. وأن الحبش ارتكبوا مذابح في حق اليهود الحميريين ومن نجا منهم أجبر على التنصر, وبذلك قضى على مملكة حمير, ومنذ ذلك الحين حدث انعطاف خطير في أوضاع اليهود حيث تحولوا إلى عبيد في طبقة سفلى من طبقات المجتمع, بعد أن كانوا عِلْية القوم.

وبعد الاحتلال الفارسي (575م) توطدت صلات بين يهود اليمن ويهود بابل (العراق). وبعد الاحتلال الإسلامي (على حدّ تعبير المصدر اليهودي) لليمن ساءت مرة أخرى أحوال اليهود هناك.

وفي العصور الوسطى اتسمت حقبة ما بعد حكم الفاطميين بالكراهية الدينية من جانب المسلمين تجاه اليهود, وفي سنة 1165 حكم الملك عبد النبي, الذي ربما كان تابعًا لفرقة "الزيدية" (الزيدية إحدى فرق الشيعة, ترجع تسميتها إلى الإمام زيد بن على ابن الحسين) بتحول اليهود إلى الإسلام, وبتبني المسلمين لأيتام اليهود وتنشئتهم على تعاليم الإسلام, وربما لذلك كان اليهود اليمنيون يخفون الأيتام عن أعين السلطان خوفًا من إخضاعهم لتلك الأحكام.

هذه الأوضاع هى التي جعلت الراب موسى بن ميمون (رامبام) يدوِّن رسالة يشجع فيها يهود اليمن ويدعوهم للثبات على يهوديتهم أسماها "رسالة اليمن". وتحسنت أحوال اليهود تحت حكم الأيوبين (1174م) بفضل مواقف الراب موسى بن ميمون أيضًا, حيث ألغيت تلك الأحكام, ومن المعروف أن ابن ميمون عمل طبيبًا لـ "نور الدين على" أكبر أبناء صلاح الدين الأيوبي, وللقاضي الفاضل البيساني وزير صلاح الدين وقيل عمل طبيبًا خاصًا لصلاح الدين نفسه.

ساءت أحوال يهود اليمن مرة أخرى في ظل الحكم العثماني (1545) بسبب التوترات التي سادت بين الأتراك والسكان المحليين, ومن ذلك فرض بعض الحكام العثمانيين التحول على كثير من اليهود فضلا عن طرد يهود جنوب اليمن.
(يتبع)
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.


ملحوظة: بالصورة عروس يمنيّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق