الخميس، 21 أبريل 2016

كيف ترجمت آيات من سورة "الإسراء" إلى اللغة العبرية:

..........................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم
"فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيد
ٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مّفْعُولاً" (5)
الترجمة:
וַיְהִי בְּבוא הָרִאשונָה לִשְתֵּי פְקֻדּותֵינוּ, וַנִּשְלַח עֲלֵיכֵם עֲבָדִים לָנוּ אַנְשֵי עוז קָשִים, וַיְחַפְּשוּ חַדְרֵי הַמִּשְכָּנות, וַיָקָם הַדָּבָר וַיֶּהִי :
(5)

ترجمة الترجمة:
وكان بمجيء أول أمرينا, بعثنا عليكم عبادًا لنا جبابرة أشداء, فتشوا حجرات المساكن, وتحقق الأمر.
ملاحظات:
• استخدم "ريڤلين" قواعد تدوين نصوص التوراة وطبقها على ترجمة معاني القرآن الكريم, وكما أشرنا سابقًا أننا نذكر عبارة ترجمة معاني القرآن الكريم حرصًا منا واحترامًا للقرآن الكريم, في حين أنهم ترجموا النص الأصلي ولم يترجموا المعاني مع أن ذلك كان سيسهل عليهم المهمة كثيرًا .
• من المعروف أن "إذا" تستخدم ظرفًا لما يستقبل من الزمان, وهذا دليل على أن أولى الإفسادتين لم تحدث بعد, لكن "ريڤلين" جعل الحدث في الزمن الماضي باستخدام الفعل "وكان".
• أسقط المترجم كلمة "وعد" من الترجمة, التي تؤكد على أن الإخبار عن حدث مستقبلي لأن الوعد لا يكون بشيء مضى وإنما بشيء مستقبل, وهذا يخل بالمعنى المراد إخلالا كبيرًا. ولأن الوعد بالإفسادة الأولى غير الإفسادة نفسها. وأدى الحذف إلى تغيير في المركب الإضافي فبدلا من "وعدُ أولاهما", أتى بـ "أول أمرينا", وهذا تبديل غير مبرر لأن "الأمرين" غير محددين ما هما في حين أن "أولاهما" القرآنية, تحدد أولى الإفسادتين المذكورتين في الآية الكريمة.
• ترجم "ريڤلين" "بعثنا عليكم" بـ "أرسلنا عليكم" مع أن أرسل يتعدى بحرف الجرّ إلى لكنه استخدم اللفظ المتاح في العبرية, وخالف الاستخدام اللغوي العبري. واستخدام عليكم في البعث القرآني تدل على الفجأة والعلو والسيطرة والقدرية.
• ترجم "ريڤلين" "عبادًا لنا" بـ "عبيد لنا", وهنا مغالطة لأن كلمة "عباد" تطلق في لغة القرآن الكريم على المؤمنين, في الغالب, ذلك لأنها ذكرت حوالي 90 مرة عند الحديث عن المؤمنين, أما كلمة "عبيد" فقد ذكرت 5 مرات عند الحديث عن الكافرين, على أن "عباد" أطلقت على الكافرين أيضًا.
وهذا يغير المعنى ولا تؤدي "عبيد" مراد الله لأن لا ترادف في كلمات القرآن, فضلا عن أن العبيد لا يقومون بعمل ممدوح.
• ترجم "ريڤلين" "أولي بأس شديد" بـ "جبابرة أشداء", مع فارق بين العبارتين فالشدة في الأولى صفة للبأس في حين أنها صفة للجبابرة في عبارة الترجمة. والعبارة في القرآن الكريم هى صفة للمؤمنين المجاهدين الصابرين.
• ترجم المترجم "فجاسوا خلال الديار" بـ "فتشوا حجرات المساكن".
وجاسوا أي: طافوا بها وتخللوها, والجوس طلب الشيء باستقصاء ذاهبين وجائين, وقيل: وقتلوا لم يتركوا أحدًا. ولذلك لا تفي عبارة المترجم "فتشوا حجرات المساكن" بالمعنى المراد من الآية, فضلا عن كونها تقصر معنى "جاسوا" على تفتيش الحجرات, وليس عموم التفتيش والبحث والتحري, في كل مكان.
• ترجم "ريڤلين" "وكان وعدًا مفعولا" بـ "وتحقق الأمر", ولم يذكر كلمة "وعدًا", ذلك لأنه تجاهل كلمة "وعد" في صدر الآية. وفي التعبير بكلمة "الأمر" تجاهل لسلطان الله على هذه الأحداث, فالمعنى المراد : أن القضاء كائنا لا خلف فيه، وكان وعد عقابهم لا بد أن يفعل، أي لا بد من وقوعه، مقضيا أي مفروغ منه. هذا فضلا عن استخدام الفعل كان, في الترجمة العبرية, للدلالة على مضي الحدث.
(يتبع)

رابط لتفسير الشيخ الدكتور /عمر عبد الكافي للآيات

http://www.youtube.com/watch?v=TbVYK1uwOjg&feature=related

رابط لرأي الشيخ محمد متولي الشعراوي عليه رحمة الله تعالى في نهاية اليهود:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق