جاء, في مراجع غير موثوقة أن "شفرة" تعني "جميلة", أو "زهرة", أو "وَلُود", و"فوعة" تعني "صادقة", أو "مُعطّرة", أو "صارخة"! وهذان المعنيان الأخيران جاءا على خلفية اعتماد المصريات على امراتين حين الولادة على كرسي الولادة؛ إحداهما تهتم بالمولود حيث تجففه وتطيبه بعطور أو بخور, لذا سميت بالمُعطّرة, في حين تهتم الأخرى بالمرأة الوالدة بالحث على الولادة والتشجيع وقراءة التعاويذ لذا سميت بالصارخة لأنها كانت تنتقى جهيرة الصوت.
لم ترد سيرة القابلتين شفرة وفوعة, في التوراة, في غير نصّ سفر الخروج, الذي ذكرناه سابقًا, ولذا كان هناك نقص في المعلومات عنهما جعل الباحثين يجدّون في محاولة كشف حقيقتهما؛ فهناك من يعتقد أن هاتين القابلتين كانتا عبريتين في حين يعتقد آخرون أنهما كانتا مصريتين! يرجع الاختلاف في الرأيين إلى موقع كلمة (العبريات), في الجملة؛ هل هى مفعول به؟ أم صفة؟ بحسب اللغة العبرية.
كان ملك مصر انتابه خوف من العبريين لئلا يتواطؤوا مع أعدائه ضده! في ظروف تاريخية معينة فأمر بقتل كل مولود ذكر لهم أوإلقائه في النهر, وتحقيقًا لذلك أمر القابلات المصريات بمراقبة النساء العبرانيات عند الولادة. ولم يكن من السهل على القابلتين عدم تنفيذ أوامر الملك. وهذا رأي "المؤرخ يوسف بن متاتياهو".
يرى آخرون (بحسب مختارات شمعونية) أن القابلتين شفرة وفوعة كانتا مصريتان ثم تهودتا وانضمتا إلى جماعة بني إسرائيل! - وهذا الرأي لا يستند على دليل أو برهان.
وهناك فريق ثالث يرى أن القابلتين كانتا مصريتين لأنه لا يعقل أن تكونا عبرانيتان ويطلب منهما قتل أولاد العبرانيات!
ورد عنهما في فصل "سوطه" بالمشنا, أنهما كانتا امرأة وابنتها, وفي قول آخر : عروس وحماتها. وذكر من قال إنها امرأة وابنتها أنهما يوكابد (أم موسى) ومريم (ابنتها). وذكر من قال إنها عروس وحماتها أنهما يوكابد وأليشباع حماتها.
أمّا الباحثة "نحما ليبوفيتش", المهتمة بدراسات حول القصة, فتشير إلى سند جديد لاعتبار القابلتين مصريتين وهو وصفهما بعبارة " غَيْرَ أَنَّ الْقَابِلَتَيْنِ كَانَتَا تَخَافَانِ اللهَ"! لأنهما لو كانتا عبرانيتين ما كانت هناك ضرورة لذكر هذه العبارة لأنهما أصحاب عقيدة في بيئة وثنية ,وهو دليل يرى إلى اعتباره استنتاجًا.
أما مكافأة القابلتين على خوفهما من الله واستحيائهما لأبناء العبرايات, الذكور فكان أن الله يسير زواجهما وكثّر نسليهما, وهو ما يستنتجه مفسرون من عبارة "وأحسن إليهن ... وأقام لهن بيوتًا", أو "كثّر نسلهما"!!
لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد ولم يستسلم الفرعون, الذي لم يذكر اسمه! لفعل القابلتين وراح يأمر كل شعب مصر :
(اطْرَحُوا كُلَّ ابْنٍ (عِبْرَانِيٍّ) يُوْلَدُ فِي النَّهْرِ، أَمَّا الْبَنَاتُ فَاسْتَحْيُوهُنَّ).
يتبع
د. سامي الإمام
كرسي الولادة عند قدماء المصريين - كانت القابلتان المسئولتان عن هذا الكرسي تسمى إحداهما "المُعطّرة" لأنها تهتم بتلقي المولود وتطييبه بالعطر والبخور, والأخرى "الصارخة" لأنها كانت تهتم بالمرأة الوالدة تحثها على الولادة وتشجعها بالدعاء . . أو التعاويذ ! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق