الخميس، 1 سبتمبر 2016

انفجار الصاروخ (فالكون 9) الحامل لقمر الاتصالات والتجسس (عاموس 6)

انفجر ظهر اليوم الخميس, الأول من سبتمبر, صاروخ (فالكون9) الحامل لقمر الاتصالات والتجسس الإسرائيلي Amos 6 (عاموس6), على منصة الإطلاق بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية, أثناء تجارب روتينية تمهيدًا للإطلاق الذي كان مقررًا له في الأسابيع القليلة القادمة, ولم تعرف بعد أسباب الانفجار التي امتدت آثاره لمسافة كيلومترات من مركز الإطلاق (كنيدي). 

وصف أحد الفنيين في مبنى على بعد كيلومترات من موقع الانفجار بأنه اعتقد أن صاعقة من السماء دمرت المبنى.
جدير بالذكر أن (عاموس6) الذي دمِّر بالكامل كان من المخطط له تغطية سماء قارة إفريقيا! بتقديم خدمات الانترنت ومهام التجسس أيضًا.
ومن المهم أيضًا ذكر أن إسرائيل فقدت في العام الماضي 2015 الاتصال بالقمر (عاموس5), لأسباب مجهولة حتى الآن.
. . . . . . . . . . . . . . .
لكن - وبالمناسبة - ما هى قصة صاحب الاسم الذي يحمله هذا القمر Amos عاموس ؟
وهو اسم القمر (آموس) الذي يبث قنوات إسرائيل على أطباق الدش, ولا يعرف عنه الناس أي شيء آخر!!
يحتل سفر النبي "عاموس" مكانة كبيرة بين أسفار التوراة لأنه يهتم بموضوع الرؤى التي أراه الله إياها. حيث تبدأ تلك الرؤى بعبارة : "هكذا أراني الرب". وموضوع "أن الرب يزمجر من صهيون, ويعلن صوته من أورشليم". كما يهتم السفر بفكرة إيقاع العقاب بالبلاد المجاورة لإسرائيل.
من هذا المنطلق جاء اختيار اسم قمر التجسس والاتصالات الإسرائيلي ليحمل اسم نبي يرتبط اسمه برؤى أراه الله, وفي الإصحاح التاسع يرى "عاموس" الله نفسه.
عاش "عاموس" (النصف الأول من القرن الثامن ق.م), في وقت طغى فيه الأغنياء على الفقراء, حتى اضطروهم إلى الاقتراض منهم بالربا الفاحش, ولما عجزوا عن السداد دفعوهم لبيع ما تبقى من متاع هزيل, وباعوهم عبيدًا لقضاء ديونهم. ليس هذا وحسب بل رشوا القضاة لظلم الفقراء. يقول "عاموس" :
"من أجل ذنوب إسرائيل.. لا أرجع عنه لأنهم باعوا البار بالفضة, والبائس لأجل نعلين".
ويصف عاموس ساعة الانتقام الإلهي, فيقول:
"يوم الرب, هو ظلام لا نور, كما إذا هرب إنسان من أمام أسد فصادفه الدب, أو دخل بيته ووضع يده على الحائط فلدغته حيَّة".
وتتضمن رؤى عاموس , بالإضافة إلى عقاب الإسرائيليين, في المملكة الشمالية قديمًا, عقاب شعوب بلاد مجاورة, ويمكننا أن نقول إن عقاب مصر, وبابل (العراق), وكنعان (فلسطين), ودمشق (سوريا), هو قاسم مشترك في رؤى الأنبياء كافة.
فكأن "عاموس" اختصه الله برؤى عدة, حول هذه البلاد والشعوب, ولذلك اختير اسم النبي "عاموس" ليطلق على قمر التجسس والاتصالات وبث القنوات التليفزيونية, تفاؤلا برؤى النبي, وكأن الرب هو الذي يوجه هذا القمر. 
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق