الاثنين، 10 أكتوبر 2016

اليوم يبدأ صوم "يوم الغفران/كيبور) #היום_מתחיל_צום_יום_כיפור

يبدأ صوم يوم الغفران اليهودي في تمام الساعة الخامسة و17 دقيقة مساء بتوقيت القدس, الموافق 11/أكتوبر/2016, وينتهي في تمام الساعة السادسة مساء و48 دقيقة يوم الأربعاء الموافق 12/أكتوبر/2016. 
يعد يوم كيبور أو الغفران أهم الأعياد اليهودية على الإطلاق ويحل في العاشر من تشري (السابع في التقويم العبري), وهو يوم الغفران الكبير من الرب والعفو عن الخطايا والآثام. مطلوب من اليهودي, طبقًا للتوراة, أن يعذّب/يجعل نفسه تعاني فيه وقد فسّر الحكماء معاناة النفس هذه بخمسة ممنوعات؛ الطعام والشراب, التطيّب, الاغتسال, انتعال النعل, والمضاجعة.
 أما مناسبة هذا العيد المقدَّس والأحتفال فيه وجعله يومًا للفرح والسرور فيرجع – بحسب التوراة – إلى أنه اليوم الذي أتي فيه موسى عليه السلام بـ (ألواح وصايا) جديدة بدلا عن تلك التي كسَّرها حين شاهد بني إسرائيل يعبدون العجل الذهبي في رحلة الجبل في زمن موسى (حوالي 1350 ق.م). وكان رجع مرة أخرى ومكث في الجبل 40 يومًا أخرى, استجاب الله فيها لطلبه أن يغفر لهم خطيئة عبادة العجل. فهو يوم ذكرى غالية عند اليهود.
ولذلك حدد (يوم الغفران) يومًا سنويًا في التقويم العبري للعفو عن خطاياهم والمغفرة عن طريق الصلاة وإجراء طقوس عيد الغفران أيضًا (سبت السبوت), و(النداء المقدّس للاحتفال بالوصايا).
وتتم الكفارة في العصر الحالي عن طريق تقديم (ديك) كأضحية, ويجوز استبدال الطائر بالنقود وهو ما يعادل (20 شيقل بسعر اليوم – الشيقل حوالي جنيهين مصريين), أو ما يعادل تكلفة وجبة غذائية متوسطة. هذا عن كل فرد في العائلة.
ويفضل ان يقوم الشخص بتمرير الطائر عن نفسه أولا (في إجراءات التقديم كأضحية) ثم عن بقية أفراد أسرته. وتتم التضحية حتى عن الأفراد الغائبين الذين لم يحضروا طقوسر تقديم الأضحية للتكفير عن ذنوبهم, ولها عبارات مخصوصة. وعلى اليهودي أن يفكّر في العفو والغفران الذي يناله وقت تقديم الأضحية. أما أموال العيد التي تجمع بدلا من تقديم ذبيحة الأضحية فتجمع وتقدّم كصدقات للفقراء والمحتاجين. 
وكما قلنا يمنع لعمل تمامًا في ذلك اليوم ومن يعمل فلن يرى بركة أبدًا من عمله في هذا اليوم. وهو يوم إجازة في لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات, ونصف يوم إجازة للعاملين.
وعلى من يستوجب الغسل في المغطس ولم يستطع التوجه إلى المطهر القريب منه أن يغتسل بمقدار اثني عشر لترًا ونصف اللتر من المياه!
وعلى من يشعرون بالذنب وتؤنبهم ضمائرهم أن يجلدوا 39 جلدة كما قلنا في منشور سابق.
وتسري هذه الطقوس على النساء كما تسري على الرجال شريطة أن يبلغن سن الحلم او التكليف الشرعي (12 سنة ويوم واحد للفتاة و13 سنة ويوم واحد للصبي).
ولا يغفر للشخص في ذلك اليوم ما لم يصطلح مع من أخطأ في حقه ويسترضيه بكل السبل. وعليه ردّ المظالم والديون أو الأموال التي يكون سلبها بطريقة أو بأخرى. وهو شرط قبول التوبة والغفران.
وعلى الشخص ان يلّح في طلب الصفح ممّن أخطأ في حقّه وإذا امتنع عن مسامحته والعفو عنه عليه تكرار ذلك 3 مرات في حضور 3 أشخاص يشهدون على ذلك وإذا لم يصفح ولم يعفو لا يعاود طلب الصفح منه بل عليه ذكر ما حدث امام 10 رجال أو 10 نساء, وليس عليه عمل شيء آخر.
وإذا مات صاحب الحقّ على المخطيء اصطحاب 10 أفراد والذهاب للاعتراف بالخطأ عند قبر هذا الشخص أمامهم.
وطوبى للشخص الذي يصفح عن الناس في هذا اليوم ويعفو عنهم بإعلانه ذلك ويقول إن هذا هو ما يرضي نفسي حيًا وميتًا. ومن مظاهر عيد الغفران ارتداء الملابس الجديدة وإشعال الشموع في موعدها ووضع بساط جديد على مائدة الطعام. وضع شال الصلاة على الكتفين (طَلِّيت), والتفرغ لقراءة صلوات هذه المناسبة وتراتيلها, والامتناع عن ممارسة أية أعمال.
من يخالف هذه الطقوس والشعائر خاصة الامتناع عن آداء أي عمل عقوبته – في التوراة – القتل. 
وهذا بالطبع لا مجال له الآن خصوصًا بعد أن وضع الحكماء بدائل للتحايل على قواعد عيد الغفران!!





د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق