يستغل الصهاينة المناسبات الدينية للحث على زيارة أماكن فلسطينية تم تهويدها بغرض نشر ما يؤصل - كذبًا - لما يريدون. من ذلك الترويج لزيارة تلّة "مصعدة" الفلسطينية القديمة, في مناسبة "عيد الظلل" الذي يحل غدًا 23 أكتوبر 2016
فما هى الحكاية وكيف تبدو في نظر الباحثين؟
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ماسادا : قصة حصار قلعة يهودية, في فلسطين, تحصّن بها عدد من اليهود ورفضوا الاستسلام للمحاصِرِين الرومان, وفضلوا الانتحار على تسليم أنفسهم والوقوع في الأســر !!
هل هذه القصة حقيقية أم أسطورية لا أساس لها على أرض الواقع ؟
ماسادا: اسم عربي تم عبرنته أو تهويده, أصله العربي هو مسعَدة/مصعدة, ويدوَّن بالإنجليزية كنقل صوتي للنطق العربي Masada, وكان المكان يضم عددًا من التلال المرتفعة التي تتطلب جهدًا في صعودها لذلك سميت بـ "مصعدة/مسعدة.
والحقيقة أن جميع أسماء القرى والبلدات في إسرائيل الآن هى معبرنة أو مهوَّدة عن الأصول العربية, هكذا أراد الصهاينة المحتلين محو الهويّة العربية لكل فلسطين وبذلوا ويبذلون كل ساعة جهودًا كبيرة لتحقيق هذا الغرض! سأذكر هنا – في عجالة – بعضًا من أسماء القرى والكفور والبلدات الفلسطينية التي تم عبرنة أسمائها كنوع من محو هويتها العربية الفلسطينية:
أبو سلام : تم عبرنته إلى : كيرم شالوم.
أدومة : تم عبرنته إلى : أدوميم.
الأثل : تم عبرنته إلى : إيشل.
الأشرفيّة : تم عبرنته إلى : رشافيم.
أعبلين : تم عبرنته إلى : إبلين.
أم دومانة : تم عبرنته إلى : ديمونة.
أم الشقف : تم عبرنته إلى : شقيف.
البصّة : تم عبرنته إلى : بيتست.
باب الواد (ي) : تم عبرنته إلى : شَعَر هَجّيء.
ومن يجيد العبرية من رواد الصفحة وأصدقائها يدرك بسهولة العلاقة الوثيقة بين التسمية العربية الأصل والتسمية العبرية المعبرنة.... وغير ذلك مئات القري والمدن الفلسطينية تم تهويد أسمائها لترسيخ أسطورة الوجود اليهودي القديم في فلسطين وما كان اليهود عبر التاريخ غير جالية صغيرة بين الغالبية الغالبة من الكنعانيين وشعوب المنطقة الأخرى. ولحكمة أرادها الله أنزل الشريعة اليهودية على رجل منهم وجعله نبيّ من أولي العزم, موسى عليه السلام, حين كانوا ضيوفًا على أرض مصر بسبب مجاعة اجتاحت بلاد الشام آنذاك وكانت مصر عامرة كعهدها على مرّ الزمان – حمى الله مصرنا الحبيبة – فرحبت بهم وعاشوا على أرضها يرفلون في عزّها وخيراتها.
كان تمرد يهودي حدث في فلسطين ضد الوجود الروماني , حوالي سنة 70 م, وكانت فلسطين من البلاد الواقعة تحت سلطة الامبراطوية الرومانية آنذاك.
وكان تل مسعدة/مصعدة الفلسطيني مكانًا استراتيجيًا لأوقات الحرب نظرًا لارتفاعه واشرافه على المنطقة المحيطة لمسافات بعيدة, من أجل ذلك بني "هيرودس" عليها قصرًا وحصنه بالحراسات والدفاعات وعرف بالقلعة, للجوء إليه وقت الحاجة, لكن الرومان احتلوا هذه التلّة الاستراتيجية, بلغة اليوم, واستطاعت مجموعة من اليهود المتشددين الاستيلاء عليها, وقتلوا جميع أفراد الحراسة الرومان الذين كانوا في هذه القلعة, بعد أن وعدوهم بالأمان إن هم استسلموا؛ وهذا ما يفسر عدم استسلام اليهود بعد ذلك.
كانت هذه المجموعة منشقّة عن يهود القدس تحت قيادة شخص يدعى "مناحم الجليلي" لكنه كان ادّعى أنه المَشِيَّح الذي ينتظره اليهود ولذلك قُتل في القدس على يد متمردين.
لكن بقية جماعة مناحم فروا الى القلعة وتحصنوا بها بقيادة شخص يدعى "اليعازر بن يائير", وهو أحد أفراد عصبة تسمى "عصبة الخنارجر", واختبأوا داخل القلعة حتى نهاية الحرب ولم يقدموا اية مساعدة ليهود القدس الذين كانوا محاصرين.
ترك الرومان قلعة ماسادا إلى أن فرغوا من الإجهاز على التمرد اليهودي نظرًا لعدم أهميتها بالنسبة لأماكن أخرى . ثم قامت قوّة رومانية بقيادة شخص يدعى "فلافيوس سيلفا" بحصارها الذي دام حوالي ثمانية أسابيع, شقّت خلالها طريقًا ارتفاعه حوالي 170 مترًا, واحدث ثغرة في جدرانها, وكاد أن يجهز على من فيها لكن القائد اليهودي "اليعازر بن يائير" (بحسب رواية المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس) تمكن من اقناع رفاقه بممارسة انتحار جماعي بدلا من الوقوع أسرى في أيدي الرومان.
وزعم اليعازر بأن الانتحار هو ما تأمر به الشريعة, على الرغم من ان ذلك يتنافى ما تأمر به الشريعة من ضرورة الحفاظ على الحياة واختيارها (سفر التثنية 30 : 19), ما أدى إلى انتحار حوالي 1000 رجل وامرأة وطفل, كما أضرموا النار في منازلهم وفي مخازن المؤن.
يزعم المؤرخ "يوسيفوس" أن امرأتين وخمسة أطفال اختبأوا في أحد الكهوف أثناء تنفيذ العملية, وهم الذين رووا حكاية الانتحار. وقد تحولت ماسادا بعد تلك الحادثة إلى موقع عسكري روماني ثم إلى قلعة صليبية.
وقد أثارت قصة ماسادا هذه شكوكاً كثيرة، حتى عند بعض علماء الآثار اليهود الذين يؤكدون أنها قصة خرافية وأسطورة ملفقة، إذ لا يمكن البرهنة تاريخياً على سلامة الاكتشافات الأثرية التي تستند إليها هذه القصة. والمصدر الوحيد للقصة هو يوسيفوس، وهو كاتب لا يُعتد به كمؤرخ.
...................................................................
جل هذه التفاصيل القليلة مقتبس من موسوعة الأستاذ الدكتور/عبد الوهاب المسيري, عليه رحمة الله تعالى, (اليهود واليهودية والصهيونية).
بتعديلات يسيرة
وهى أصح اجتهاد - في نظري - يقتنع به المرء في هذه القصة.
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق