يحتفل المسيحيون بمناسبة رأس السنة الميلادية في ثلاثة تواريخ منفصلة, هى ليلة 24 ديسمبر ويوم 25, ويوم 1 يناير, وليلة 6 يناير, ويوم 7 يناير. يمكن بحسب المصادر تعليلها على النحو التالي:
25 ديسمبر: هو تذكار ‹الميلاد الجسدي للسيد المسيح عليه السلام
1 يناير: هوعيد رأس السنة، وهو عيد الميلاد بحسب التقويم اليهودي وأساس التقويم الميلادي، وذكرى ختان المسيح. ومعلوم أن المسيح ولد في كنف اليهودية التي توجب الختان في اليوم الثامن من ميلاد الطفل (حتى لو مات يختن قبل دفنه!).
7 يناير: وهو عيد الغطاس، والميلاد الروحي للسيد المسح عليه السلام.
جدير بالذكر أن يوم 25 ديسمبر كان قبل النصرانيية, عيدًا وثنيًا لتكريم الشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لميلاد السيد المسيح عليه السلام فقد حدد آباء الكنيسة الأوائل عيد الشمس كموعد لتلك الذكرى، ورمز لكون المسيح "شمس العهد الجديد" و"نور العالم" – وهو إنما بعث لبني إسرائيل, الذين كانوا قد ضلّوا طريق الهداية!
تذكر المصادر أن النصرانية المبكرة لم يكن تحتفل بعيد الميلاد، لكن لاحقًا مع بدء ترتيب السنة الطقسيّة اقترحت تواريخ متعددة للاحتفال بالعيد في تاريخ 25 ديسمبر بعد نقاشات مستفيضة حول التاريخ الأنسب للاحتفال. غير إن هناك توارخ عدّة لهذا الاحتفال طبقًا لاختلاف التقويمين اليولياني الشرقي, والجريجوري الغربي, واختلاف الكنائس في الفصل أو الجمع بين تاريخي الميلاد والغطاس.
ويمكننا القول إن الطوائف المسيحية المختلفة لا تعتبر الاحتفال تاريخًا واقعيًا لذكرى ميلاد المسيح، بقدر اعتباره تذكارًا لقدومه إلى العالم وما حمل ذلك من معاني روحية بعدما حادت اليهودية عن طريق الرب وراح اليهود يرتكبون المعاصي ويقترفون الآثام الشنيعة آنذاك فكانوا ينتظرون ميلاد هذا المسيح وهو أحد مفاهيم الخلاص (في اليهودية).
يتبقى أن نسأل إذا كانت المسيحية تعدّ ختان عيسى عليه السلام هو علامة رابطة بينه وبين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي قدّم ولده على المذبح امتثالا لأمر الرب! وإذا كان هو نفسه قد اختتن في اليوم الثامن للميلاد فلماذا إذن أبطلت المسيحية شريعة الختان؟
كان الختان الجسدي يدل على الختان الروحي، "ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك فتحيا( سفر التثنية 30/6
ولهذه الآية ترجمة أخرى تبدل فيها كلمة يختن بـ يطهّر! أي يبقى المعنى على المجاز (تطهير القلب والنفس).
(وَيُطَهِّرُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ قُلُوبَكُمْ وَقُلُوبَ نَسْلِكُمْ لِتُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ لِتَحْيَوْا مُطْمَئِنِّينَ)
لكن بقطع النظر عن معنى الختان هنا أهو مادي أو مجازي فإن النص يؤكد على شريعة الختان على جميع النسل! فلماذا حادت النصرانية عن ذلك التشريع الأصيل؟
من استطلاع النصوص التي تتناول هذا الموضوع يمكننا القول إن إبطال شريعة الختان وكذلك قواعد طعام الكاشير اليهودي طُبقا على الداخلين الجدد من الوثنيين في الدين الجديد بحجة التخفيف من على كاهلهم ليقبلوا الدخول إلى النصرانية وكانت حديثة عهد وفي حاجة إلى جموع يذودون عن الدين الجديد, وكان هؤلاء الوثنيون ينظرون إلى الختان على أنه من شرائع اليهود المكروهة عندهم فكان الحلّ – في نظر المبشرين النصارى – هو إبطال هذه الشريعة لقبول أعداد غفيرة من المؤمنين بالنصرانية.
ويمكن قراءة المزيد عن هذا الموضوع في سفر أعمال الرسل (15).
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر
25 ديسمبر: هو تذكار ‹الميلاد الجسدي للسيد المسيح عليه السلام
1 يناير: هوعيد رأس السنة، وهو عيد الميلاد بحسب التقويم اليهودي وأساس التقويم الميلادي، وذكرى ختان المسيح. ومعلوم أن المسيح ولد في كنف اليهودية التي توجب الختان في اليوم الثامن من ميلاد الطفل (حتى لو مات يختن قبل دفنه!).
7 يناير: وهو عيد الغطاس، والميلاد الروحي للسيد المسح عليه السلام.
جدير بالذكر أن يوم 25 ديسمبر كان قبل النصرانيية, عيدًا وثنيًا لتكريم الشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لميلاد السيد المسيح عليه السلام فقد حدد آباء الكنيسة الأوائل عيد الشمس كموعد لتلك الذكرى، ورمز لكون المسيح "شمس العهد الجديد" و"نور العالم" – وهو إنما بعث لبني إسرائيل, الذين كانوا قد ضلّوا طريق الهداية!
تذكر المصادر أن النصرانية المبكرة لم يكن تحتفل بعيد الميلاد، لكن لاحقًا مع بدء ترتيب السنة الطقسيّة اقترحت تواريخ متعددة للاحتفال بالعيد في تاريخ 25 ديسمبر بعد نقاشات مستفيضة حول التاريخ الأنسب للاحتفال. غير إن هناك توارخ عدّة لهذا الاحتفال طبقًا لاختلاف التقويمين اليولياني الشرقي, والجريجوري الغربي, واختلاف الكنائس في الفصل أو الجمع بين تاريخي الميلاد والغطاس.
ويمكننا القول إن الطوائف المسيحية المختلفة لا تعتبر الاحتفال تاريخًا واقعيًا لذكرى ميلاد المسيح، بقدر اعتباره تذكارًا لقدومه إلى العالم وما حمل ذلك من معاني روحية بعدما حادت اليهودية عن طريق الرب وراح اليهود يرتكبون المعاصي ويقترفون الآثام الشنيعة آنذاك فكانوا ينتظرون ميلاد هذا المسيح وهو أحد مفاهيم الخلاص (في اليهودية).
يتبقى أن نسأل إذا كانت المسيحية تعدّ ختان عيسى عليه السلام هو علامة رابطة بينه وبين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي قدّم ولده على المذبح امتثالا لأمر الرب! وإذا كان هو نفسه قد اختتن في اليوم الثامن للميلاد فلماذا إذن أبطلت المسيحية شريعة الختان؟
كان الختان الجسدي يدل على الختان الروحي، "ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك فتحيا( سفر التثنية 30/6
ولهذه الآية ترجمة أخرى تبدل فيها كلمة يختن بـ يطهّر! أي يبقى المعنى على المجاز (تطهير القلب والنفس).
(وَيُطَهِّرُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ قُلُوبَكُمْ وَقُلُوبَ نَسْلِكُمْ لِتُحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ نُفُوسِكُمْ لِتَحْيَوْا مُطْمَئِنِّينَ)
لكن بقطع النظر عن معنى الختان هنا أهو مادي أو مجازي فإن النص يؤكد على شريعة الختان على جميع النسل! فلماذا حادت النصرانية عن ذلك التشريع الأصيل؟
من استطلاع النصوص التي تتناول هذا الموضوع يمكننا القول إن إبطال شريعة الختان وكذلك قواعد طعام الكاشير اليهودي طُبقا على الداخلين الجدد من الوثنيين في الدين الجديد بحجة التخفيف من على كاهلهم ليقبلوا الدخول إلى النصرانية وكانت حديثة عهد وفي حاجة إلى جموع يذودون عن الدين الجديد, وكان هؤلاء الوثنيون ينظرون إلى الختان على أنه من شرائع اليهود المكروهة عندهم فكان الحلّ – في نظر المبشرين النصارى – هو إبطال هذه الشريعة لقبول أعداد غفيرة من المؤمنين بالنصرانية.
ويمكن قراءة المزيد عن هذا الموضوع في سفر أعمال الرسل (15).
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق