أحد رواد الجيل الثاني من التنائيم/حكماء المِشْنَا (في القرنين الأول والثاني الميلاديين), في زمن الهيكل الثاني, حرصت أمه على أن يشبَّ حكيمًا متدينًا من قبل أن يولد فكانت تطوف وهو لا يزال جنينًا في بطنها على المدارس الدينية بقريتها وتطلب من المعلمين أن يكثروا من الدعاء له بالرحمة وبأن ينشأ حكيمًا عالمًا في الدين. ولما وُلد جعلت مهده لا يغادر تلك المدارس بمعنى أنه ظل متعلِّق بها وبسماع التوراة وأحكامها ووصاياها.
حاول يوشع بعد أن أصبح فقيهًا حاذقًا ورئيسًا لإحدى أشهر المدارس الدينية بفلسطين, أن يسدّ الفجوة بين المثقفين والعوام, وجمع بين المتقين والمنافقين والأشرار وعدّهم أعداءً للإنسانية حين قال: "إن القديسين الحمقى, والأوغاد الماكرين, والزاهدات من النساء, ووباء الفريسيين (من يتمسكون بحرفية الدين فتشددوا وشددوا على الناس) جميعهم يدمرون العالم".
وجاء في تفسير ما كان يقصده الحاخام يوشع بكلمة القديس الأحمق:
إذا غرقت امرأة في النهر فمثل هذا الرجل يقول: "إن الشريعة تحرِّم أن أنظر إليها.
وفي تعريف الوغد الماكر بأنه الشخص المتساهل مع نفسه والصارم مع الآخرين.
وفي الزاهدات من النساء ووباء الفريسيين أولئك الذين يتظاهرون بتقليد الفريسيين الحقيقيين ولكنهم مخادعون ومنافقون.
. . . . . . . . . . . . . . .
وعلى ذلك فإن عبارة (وباء الفريسيين) قد أسيء فهمها حين تمت مساواتها بتهمة النفاق في العهد الجديد!
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق