جاء في صحيفة كيكار هشَّابَّات, الناطقة باسم الحريديم المتشددين يوم الأحد 5/3/2017
أن متشددًا دينيًا من طائفة الحريديم كان خرجًا من معبد في حي بني باراك, الذي يسكنه المتشددون اليهود بالقدس,
في الوقت الذي تصادف مرور فتاة صغيرة تبلغ من العمر إحدى عشرة سنة فوجئت برجل يصيح عليها يا شكسا, وقذفها في وجهها بقدح من الفخّار المشطوف فأصابها في وجهها بشجّ عميق, شكت الأم بأسى أن ابنتها تعاني الآن بعد اتخاذ العلاج اللازم من أمرين خطيرين؛ الأول هؤلاء المتشددون الذين يشكلون خطرًا على بناتهن وهذه الندب وآثار الجرح الغائر في وجهها!! وطالبت السلطات هناك بتوفير حماية لبناتهن من هذا الرجل وأمثاله!!
فلماذا يحتقر الحريديم المرأة وينعتونها بلفظ (شيكسا) حتى لو كانت صبية صغيرة لم تبلغ الحلم بعد ولمجرد سيرها في الطريق سافرة بدون غطاء رأس؟!
فمن هى الشيكسا؟
***************
شِيكْسَا/شِيكْسَاع : صفة ذم كان اليهود يطلقونها, في بلاد المنفى – خارج إسرائيل – على الفتيات غير اليهوديات بهدف تشويه سمعتهنّ. والكلمة بلهجة اليديش؛ واليديش هى خليط من العبرية والألمانية ولغات أوروبية أخرى. وكانت تطلق على الطفلة الشقيّة, ثم أطلقت على الفتاة اللعوب ثم على الفتاة, أو المرأة غير سويّة الأخلاق والسلوك, والمنحرفة.
وللكلمة أصل عبري ورد في التوراة بمعنى شيء قبيح (שַׁקֵּץ תְּשַׁקְּצֶנּוּ) تستقبحه (التثنية 7 : 26), والشيء المكروه (תְּשַׁקְּצוּ) (اللاويين 11 : 13).
والكلمة مرت بتطور كالتالي:
שקץ/שקצה/ שיקצה/שיקצע/שיקסע
ويبدو جليًا أن لهذه اللفظة جذر مشترك في اللغات الساميّة؛ فالـ شَكِسٌ في اللغة العربية هو الصَّعْبُ الخُلُقِ العَسِرَهُ في المُبَايَعَةِ وغَيرِهَا وقال الفَرَّاءُ : رَجُلٌ شَكِسٌ عَكِصٌ, وشَكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ؛ صعب المعاملة, وسمي بها البخيل, وشكاسة الأخلاق شراستها.
جاء في التنزيل العزيز "ضرب اللَّه مثلاً رجلاً فيه شُرَكاء مُتَشاكِسون ورجلاً سلمًا لرجلٍ هل يَسْتَويانِ مثلاً" - أَي متضايقون مُتَّضادُّون. مختلفون.
وجاء عن ابنِ الأَعْرَابِيّ :
خُلِقْتُ شَكْساً للأَعادِي.
وقال عُبْدُ مَنَافٍ الهُذَلِيُّ :
وَأنا الَّذِي بَيَّتُّكُمْ فِي فِتْيَةٍ ... بِمَحَلَّةٍ شَكْسٍ ولَيْلٍ مُظْلِمِ
فالـ "الشكس" السيء الخلق في المبايعة وفي كل شيء.
وأكثر اليهود المتشددون/الحريديم هذه الأيام من استخدام الكلمة (شيكسا) كوصف للنساء غير المحتشمات – من وجهة نظرهم المتشددة – حيث يشددن عليهم سبل الحياة.
ولما سئل أحد الحاخامات عن مدى جواز شتم الفتيات والنساء ونعتهن بهذا الوصف المهين الذي تطور مدلوله إلى (المنحرفة/الداعرة/الباحثة عن الحرام!), من قبل الحريديم أجاب الحاخام بالنفي وبعدم جواز فعل ذلك!
لكن القول شيء والفعل شيئ آخر.
د. سامي الإمام
أن متشددًا دينيًا من طائفة الحريديم كان خرجًا من معبد في حي بني باراك, الذي يسكنه المتشددون اليهود بالقدس,
في الوقت الذي تصادف مرور فتاة صغيرة تبلغ من العمر إحدى عشرة سنة فوجئت برجل يصيح عليها يا شكسا, وقذفها في وجهها بقدح من الفخّار المشطوف فأصابها في وجهها بشجّ عميق, شكت الأم بأسى أن ابنتها تعاني الآن بعد اتخاذ العلاج اللازم من أمرين خطيرين؛ الأول هؤلاء المتشددون الذين يشكلون خطرًا على بناتهن وهذه الندب وآثار الجرح الغائر في وجهها!! وطالبت السلطات هناك بتوفير حماية لبناتهن من هذا الرجل وأمثاله!!
فلماذا يحتقر الحريديم المرأة وينعتونها بلفظ (شيكسا) حتى لو كانت صبية صغيرة لم تبلغ الحلم بعد ولمجرد سيرها في الطريق سافرة بدون غطاء رأس؟!
فمن هى الشيكسا؟
***************
شِيكْسَا/شِيكْسَاع : صفة ذم كان اليهود يطلقونها, في بلاد المنفى – خارج إسرائيل – على الفتيات غير اليهوديات بهدف تشويه سمعتهنّ. والكلمة بلهجة اليديش؛ واليديش هى خليط من العبرية والألمانية ولغات أوروبية أخرى. وكانت تطلق على الطفلة الشقيّة, ثم أطلقت على الفتاة اللعوب ثم على الفتاة, أو المرأة غير سويّة الأخلاق والسلوك, والمنحرفة.
وللكلمة أصل عبري ورد في التوراة بمعنى شيء قبيح (שַׁקֵּץ תְּשַׁקְּצֶנּוּ) تستقبحه (التثنية 7 : 26), والشيء المكروه (תְּשַׁקְּצוּ) (اللاويين 11 : 13).
والكلمة مرت بتطور كالتالي:
שקץ/שקצה/ שיקצה/שיקצע/שיקסע
ويبدو جليًا أن لهذه اللفظة جذر مشترك في اللغات الساميّة؛ فالـ شَكِسٌ في اللغة العربية هو الصَّعْبُ الخُلُقِ العَسِرَهُ في المُبَايَعَةِ وغَيرِهَا وقال الفَرَّاءُ : رَجُلٌ شَكِسٌ عَكِصٌ, وشَكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ؛ صعب المعاملة, وسمي بها البخيل, وشكاسة الأخلاق شراستها.
جاء في التنزيل العزيز "ضرب اللَّه مثلاً رجلاً فيه شُرَكاء مُتَشاكِسون ورجلاً سلمًا لرجلٍ هل يَسْتَويانِ مثلاً" - أَي متضايقون مُتَّضادُّون. مختلفون.
وجاء عن ابنِ الأَعْرَابِيّ :
خُلِقْتُ شَكْساً للأَعادِي.
وقال عُبْدُ مَنَافٍ الهُذَلِيُّ :
وَأنا الَّذِي بَيَّتُّكُمْ فِي فِتْيَةٍ ... بِمَحَلَّةٍ شَكْسٍ ولَيْلٍ مُظْلِمِ
فالـ "الشكس" السيء الخلق في المبايعة وفي كل شيء.
وأكثر اليهود المتشددون/الحريديم هذه الأيام من استخدام الكلمة (شيكسا) كوصف للنساء غير المحتشمات – من وجهة نظرهم المتشددة – حيث يشددن عليهم سبل الحياة.
ولما سئل أحد الحاخامات عن مدى جواز شتم الفتيات والنساء ونعتهن بهذا الوصف المهين الذي تطور مدلوله إلى (المنحرفة/الداعرة/الباحثة عن الحرام!), من قبل الحريديم أجاب الحاخام بالنفي وبعدم جواز فعل ذلك!
لكن القول شيء والفعل شيئ آخر.
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق