من أين جاءت تسمية (البصخة)؟
كلمة (بصخة) هى نقل صوتي للغة اللاتينية Pascha عن السريانية بِسْحَا, التي هى في كل اللغات السامية فسح פסח : بِسَح (فصح/فسح), بحرف حاء في آخره, ولأن الأوربيين لا ينطقون حرف الـ (ح) وينطقونه (خ) فنطقت بسخا, ثم أصبحت بصخة!. وقد شاع النطق الآرامي المنتهي بالمدّ بِسْحَا/فِسْحَا لانتشار الآرامية في منطقة الشرق القديمة في زمن السيد المسيح عليه السلام.ويطلق على هذا المصطلح, في اللغة الإنجليزية, إيستر (Easter), المنقول عن أصل ألماني أوسترن (Ostern), الذي ربما على اسم الإلهة أوسترا (Eostre), وربما على اسم شهر ربيع الأول الذي كان من أسمائه أوستريمونت (Eostremonat) على اسم الإلهة التي ترمز لمقدم الربيع. وورد أن هذا العيد يحمل أفكارًا أسطورية عند بعض الطوائف, مثل قصة الأرنبة التي تضع بيضًا! وهى التي تبدو صورها أحيانًا على هيئة رأس أرنبة والبيض هو رمز الخصوبة. ويسمى الفصح في الفرنسية Les Pâques, وبالإسبانية Pascua, وبالإيطالية Pasqua.
وصلاة البصخة هى عشر ساعات صلاة يومية خمس منها ليلية وخمس نهارية, وتقرأ فيها أناجيل متى, ومرقس, ولوقا, ويوحنا.
ويحتفل المسيحيون على اختلاف طوائفهم بعيد الفصح والاختلاف يكون في موعده وبعض طقوسه. وهو احتفال بذكرى قيامة السيد المسيح عليه السلام بعد صلبه ودفنه بثلاثة أيام, بحسب المعتقد المسيحي. والرابط بين العيدين؛ الفصح اليهودي والفصحا المسيحي هو تجدد الحياة ففي اليهودية إطلاق اليهود من سجن العبودية بمصر يعدّ بعثًا جديدًا وميلادًا, وفي المسيحية قيامة المسيح عليه السلام بعد الموت بالصلب! تعدّ بداية حياة وبعثًا جديدًا أيضًا, ولذا يأتي هذا العيد في أول شهور الربيع الذي يرمز لتجدد تقريبًا كل مظاهر الطبيعة وبعثها من جديد.
والفصح عيد يهودي في الأصل يحتفل به بمناسبة نجاتهم من فرعون حين خرج بهم موسى عليه السلام من مصر قديمًا, ويسمّى فصحًا وهى كلمة عبرية لكونها لغة سامية بمعنى الاجتياز والعبور وجاء هذا المعنى من انشقاق اليم حين رفع موسى عصاه فأفسح الله طريقًا لبني إسرائيل للمرور على يابسة في حين شكّلت المياه طودين عظيمين على جانبي هذا الطريق! وهى معجزة من المعجزات الربانية التي أجراها الله على يد موسى لإنجاء بني إسرائيل وإغراق فرعون وآله بعد ذلك.
وفسح في اللغة العربية هى السعة الواسعة من الأرض, فسح المكان فساحة وتفسّح وانفسح, وفي التنزيل : إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم) سورة المجادلة/الآية 11
والفُسْحة السعة والمتسع, والسعة بين عملين للراحة, وفسحة التلاميذ هى وقت قصير للراحة بين الحصص, وهى النزهة أيضًا وخرج للفسحة أي لمكان فسيح للتنزّه والراحة, والفسحة مساحة خالية أمام البيت, ومنزل فُسح وفسيح واسع ومريح, وفي هذا الأمر فسحة من الوقت أي متسع للتفكير والتروّي.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق