أتحدّث عن الناسخ والمنسوخ, بشكل عام وفي اليهودية بشكل خاص, ليس من قبيل التسلية أو استهلاكًا لمجهود يضيع سدى لا, بل لأن المستشرقين الإسرائيليين, وأعداء الإسلام, الآن!,
يستخدمون هذه القضية ويعدّون النسخ تحريفًا وابتعادًا متعمدًا عن سماحة الإسلام وأخلاق العفو فيه, وانحرافًا بالنصوص والآيات إلى ما يخدم روح الانتقام العربية الإسلامية, ونقرأ أعمالا هجومية طاعنة تحت عناوين مثل:
(جذور الإرهاب في الإسلام)
(قرآن محمد)
(هل الإسلام دين سلام)؟
(القرآن وقتل اليهود),
(الناسخ في القرآن دليل كراهية محمد لليهود)
(جذور كراهية اليهود في القرآن)
(القرآن كتاب التحريض على اليهود)
(القرآن كمحرك للإرهاب)!!
ومئات من عناوين الكتب التي تروج لفهم خاطئ لمعاني النسخ وحدوده واستعمال القضية للهجوم على الإسلام وتشويه حقيقته في السماحة وعدم الإكراه في الدين, وحسن معاملة أهل الكتاب, واحترامهم بالقدر الذي يبادلون به المسلمين في تعاملهم.
وأوضح مثال على ذلك هو ما يقال ويشاع من أن آيات القتال أو ما يعرف بآية السيف, في مثل قوله تبارك وتعالى: (قاَتِلُوا الّذينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ) (سورة التّوبة/ الآية 29)، أو قوله تبارك وتعالى: (وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتنَةٌ).
قيل إن هذه الآيات وغيرها جاءت ناسخة لآية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ), التي تبدي التسامح والحرية العقدية وحقّ المواطنة. وهو قول وادعاء بحسب آراء العلماء غير صحيح.
إن قضية النسخ من القضايا الإسلامية التي لم توضّح بصورة جيدة على الأقل بالنسبة لغير المسلمين, ولذا تستخدم كثغرة توجه منها السهام, على الرغم من وجود الناسخ والمنسوخ في العقائد السابقة وليس كما جاء في رأي أحد المفسرين القدماء من أن النسخ خاص بالإسلام فقط!
لذا رأيت أن أقوم بتوضيحها هنا وتقديم أدلة وجوده وضرب الأمثلة على ذلك.
تعريف النسخ
إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه, والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه, ورفْعُ شيءٍ وإثباتُ غيرِهِ مكانَ, .والنسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى. وهو على ذلك رفع حكم شرعي بدليل.
وأمثلته في القرآن الكريم كثيرة, يمكن الرجوع إليها في أي مقال علمي يتناول النسخ.
والنسخ قسَّمه العلماء إلى أنواع؛ الأول: ما نسخت تلاوته وحكمه معا, والثاني: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته, والثالث: ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
وأكثر ما يحتاج ملاحظة ودقّة في هذه الأنواع الثلاثة هو النوع الثاني ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته لأن النص المنسوخ يكون موجودًا بلفظة في القرآن ولكن حكمه ملغي بحكم آخر, ومن هنا يقع اللبس في الأخذ بحكمه الملغي!
لكن لماذا النسخ؟
الإجابة في الآية الكريمة: (ما نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وهل يكون النسخ في كل القضايا؟
يكون النسخ في مسائل التكليف فقط ولا يكون لا في العقائد ولا في الأخبار, ويكون في داخل الدين الواحد كما يكون بين الديانات السماوية. فقد نسخ الإسلام ما كان قبله من ديانات, والمقصود بذلك هو نسخ الشرائع وليس الجوانب العقدية لنها ثابتة ولا تتغير.
وكما نوهت قبل ذلك أنني لن أخوض في غمار البحث في الناسخ والمنسوخ في القرآن لأنها:
أولا: ليست من تخصصي الدقيق.
ثانيًا: يمكن تحصيل ما كتب فيه وما دار من مناقشات حوله وما استقر عليه الوضع بالنسبة له, في أعمال وجهود قام بها متخصصون في دراسة علوم القرآن.
أما أنا فلدىّ مهمة أخرى الآن هى هل في اليهودية ناسخ ومنسوخ؟
وهو ما سأتناوله بالمنشور التالي مع صور للنسخ وأغراضه في كتاب اليهود المقدّس؛ العهد القديم.
يتبع
د. سامي الإمام
يستخدمون هذه القضية ويعدّون النسخ تحريفًا وابتعادًا متعمدًا عن سماحة الإسلام وأخلاق العفو فيه, وانحرافًا بالنصوص والآيات إلى ما يخدم روح الانتقام العربية الإسلامية, ونقرأ أعمالا هجومية طاعنة تحت عناوين مثل:
(جذور الإرهاب في الإسلام)
(قرآن محمد)
(هل الإسلام دين سلام)؟
(القرآن وقتل اليهود),
(الناسخ في القرآن دليل كراهية محمد لليهود)
(جذور كراهية اليهود في القرآن)
(القرآن كتاب التحريض على اليهود)
(القرآن كمحرك للإرهاب)!!
ومئات من عناوين الكتب التي تروج لفهم خاطئ لمعاني النسخ وحدوده واستعمال القضية للهجوم على الإسلام وتشويه حقيقته في السماحة وعدم الإكراه في الدين, وحسن معاملة أهل الكتاب, واحترامهم بالقدر الذي يبادلون به المسلمين في تعاملهم.
وأوضح مثال على ذلك هو ما يقال ويشاع من أن آيات القتال أو ما يعرف بآية السيف, في مثل قوله تبارك وتعالى: (قاَتِلُوا الّذينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ) (سورة التّوبة/ الآية 29)، أو قوله تبارك وتعالى: (وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتنَةٌ).
قيل إن هذه الآيات وغيرها جاءت ناسخة لآية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ), التي تبدي التسامح والحرية العقدية وحقّ المواطنة. وهو قول وادعاء بحسب آراء العلماء غير صحيح.
إن قضية النسخ من القضايا الإسلامية التي لم توضّح بصورة جيدة على الأقل بالنسبة لغير المسلمين, ولذا تستخدم كثغرة توجه منها السهام, على الرغم من وجود الناسخ والمنسوخ في العقائد السابقة وليس كما جاء في رأي أحد المفسرين القدماء من أن النسخ خاص بالإسلام فقط!
لذا رأيت أن أقوم بتوضيحها هنا وتقديم أدلة وجوده وضرب الأمثلة على ذلك.
تعريف النسخ
إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه, والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه, ورفْعُ شيءٍ وإثباتُ غيرِهِ مكانَ, .والنسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى. وهو على ذلك رفع حكم شرعي بدليل.
وأمثلته في القرآن الكريم كثيرة, يمكن الرجوع إليها في أي مقال علمي يتناول النسخ.
والنسخ قسَّمه العلماء إلى أنواع؛ الأول: ما نسخت تلاوته وحكمه معا, والثاني: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته, والثالث: ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
وأكثر ما يحتاج ملاحظة ودقّة في هذه الأنواع الثلاثة هو النوع الثاني ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته لأن النص المنسوخ يكون موجودًا بلفظة في القرآن ولكن حكمه ملغي بحكم آخر, ومن هنا يقع اللبس في الأخذ بحكمه الملغي!
لكن لماذا النسخ؟
الإجابة في الآية الكريمة: (ما نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وهل يكون النسخ في كل القضايا؟
يكون النسخ في مسائل التكليف فقط ولا يكون لا في العقائد ولا في الأخبار, ويكون في داخل الدين الواحد كما يكون بين الديانات السماوية. فقد نسخ الإسلام ما كان قبله من ديانات, والمقصود بذلك هو نسخ الشرائع وليس الجوانب العقدية لنها ثابتة ولا تتغير.
وكما نوهت قبل ذلك أنني لن أخوض في غمار البحث في الناسخ والمنسوخ في القرآن لأنها:
أولا: ليست من تخصصي الدقيق.
ثانيًا: يمكن تحصيل ما كتب فيه وما دار من مناقشات حوله وما استقر عليه الوضع بالنسبة له, في أعمال وجهود قام بها متخصصون في دراسة علوم القرآن.
أما أنا فلدىّ مهمة أخرى الآن هى هل في اليهودية ناسخ ومنسوخ؟
وهو ما سأتناوله بالمنشور التالي مع صور للنسخ وأغراضه في كتاب اليهود المقدّس؛ العهد القديم.
يتبع
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق