دفعنا إلى كتابة هذا المنشور حديث في سلسلة الأحاديث النبويّة الصحيحة يقول إن موسى عليه السلام حين جاءه ملك الموت ليقبض روحه صكه على وجهه وفقأ عينه!
من هو ملك الموت (في اليهودية)
لم يرد الاسم عزرائيل في التوراة أو الكتاب المقدّس اليهودي, كاسم لملك الموت, لكنه يأتي بهذا الاسم في مدونات أخرى خارجية عزرائيل/عزريئيل/عرزيئيل/عزراديل. وربما قصد ملك الموت ساريئيل المستخدم في كتابات يهودية خارجية. يسكن ملك الموت السماء الثالثة وله هيئة غاية الضخامة وأربعة آلاف جناح وأعداد لا تحصى من العيون والألسن تمثل أعداد بني الإنسان على سطح البسيطة!.
موت موسى:
تفيد نصوص آخر سفر التثنية الذي هو بدوره آخر أسفار التوراة, أن موسى عليه السلام جاء قبل موته إلى أعلى قمة جبل (نابو), في سهول موآب مقابل أريحا, ومن هناك أراه الرب عيانًا جميع الأرض الممتدة من أرض يهودا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط غربًا, وكذلك النقب في الجنوب, ووادي نهر الأردن, وأريحا مدينة النخيل (وفي التحليل اللغوي هى مدينة القمر, من יריח),... وقال له الرب: هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحقَ وَيَعْقُوبَ أَنَّنِي سَأَهَبُهَا لِذُرِّيَّتِهِمْ. قَدْ جَعَلْتُكَ تَرَاهَا بِعَيْنَيْكَ وَلَكِنَّكَ إِلَيْهَا لَنْ تَعْبُرَ».
مات موسى هناك في أرض موآب, ودفن في الوادي, مقابل بيت "فاعور"! (ولا يعرف شيء عن بيت فاعور هذا!) وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ!
فلا يُعرف بالضبط أي يوم هذا الذي قيلت فيه هذه الآية أو العبارة, أو متى دوِّنت, أو حتى مَنْ قائلها؟ فمِن المعقول جدًا الاعتقاد في أن شخصًا غير موسى هو من قالها, لأنها تتحدث عن مكان قبر موسى, فكيف تأتي في التوراة على لسان موسى نفسه عليه السلام؟!
وحكايات ملك الموت (في اليهودية) كثيرة, نسوق بعضها هنا:
ملك الموت والقصَّاب (الجزَّار/اللحام)
تحكي القصة أن قصّابًا عجوزًا توجه إلى المسلخ ليذبح ثورًا. وفي طريقه قابل ملك الموت الذي كان متوجهًا إليه ليقبض روحه. طلب القصّاب من ملك الموت مهلة ساعتين أو ثلاث لحين الانتهاء من الذبح بحجة: تحضير ذبيحة السبت لأهل مدينته, وقال لملك الموت: فإذا أنت أمهلتني إلى ما بعد ذبح الثور ولما بعد فحصه والتأكد من صلاحيته فأنت تساعد في تيسير بهجة السبت حيث إنك تعلم أن لا بهجة أو سعادة بدون اللحم!, ولكي أتمكنمن ذبح الثور بسكين صالحة وتحلّ عليها البركة, عندئذ سيكون لحمها حلال وصالح لطعام السبت, وهى وصايا الرب!. استجاب ملك الموت لطلب القصَّاب.
بعد أن انتهى القصّاب من ذبحه تفاجأ مرة أخرى بملك الموت يقف أمامه فطلب منه مهلة جديدة – وخاطب نفسه لمَ لا, مادام أمهلني في المرة الأولى, وعلى الفور وجد حجة أخرى, فقال لملك الموت: انتظرني إلى أن أتناول وجبة طعام ثم أصعد إلى سريري وأمدّد قدماي وأموت كما يموت أغلب بني البشر, ولا يرضيك أن أموت في السوق كالبهيمة"! استجاب ملك الموت لطلبه!.
توجه القصَّاب العجوز إلى الكنيس وراح يصلي, قرأ جزءًا من التوراة وآية الأسبوع, وانصرف من هناك إلى بيته, تناول وجبة المساء التي جهزتها له زوجته, وبعد أن اعترف (تذَّكر ذنوبه) خلع ثيابه وارتقى سريره وقرأ الـ شِمَاعْ (صلاة يهودية), وراح ينتظر لهذا الذي يأتي حتى بدون أن يكون الشخص في انتظاره". جاء ملك الموت وبما تميَّز به من رحمة استجاب ملك الموت لطلب القصَّاب لمنحه مهلة أخرى! إلى ما بعد منتصف اليوم, بعد أن ذكَّر ملك الموت! بفضل: من مات مساء السبت فهى بشارة طيبة له!
استيقظ القصَّاب وتوجه إلى الكنيس ليصلي, وبعد ذلك انهمك في تجهيزات السبت وعند ختام السبت (ليلة الأحد) جاء ملك الموت. طلب منه الجزار أن يمنحه فرصة الاستمتاع بتناول وجبة الملك داود (نوع من الطعام عبارة عن فطائر مصنوعة على هيئة ضفيرة), فهى التي تسكّن بعض آلامه, وأضاف قائلا: وبعد أن أتناول هذه الوجبة سأسلمك نفسي تصنع بها كما يأمرك ربنا".
استجاب ملك الموت لطلبه, لكنه حذره قائلا: حينما أعود إليك بعد أن تتناول وجبة الملك داود لا تسوِّفني ولا تقول اذهب وعُد!
أنهى القصَّاب مراسم وصيّة السبت, وفي ختام السبت قام بقراءة بركة الهبدالا (هى بركة تقرأ على الخمر للفصل بين السبت المقدس وبقية أيام الأسبوع العادية غير المقدّسة). وصل إلى بيته أبناؤه وبناته وحموه وأحفاده لتناول وجبة (الملك داود). بعد أن غادر الضيوف صعد القصّاب إلى سريره وقرأ صلاة الشماع ونام. صعدت روحه إلى الخالق جلّ وعلا وطلبت منه الرحمة ولأن المحسنين من يقومون بفعل الخيرات وتنفيذ الوصايا فقد تركه الرب على قيد الحياة, وأضاف إلى عمره أيامًا وسنين. وعاش عمرًا مديدًا صحيحًا معافى. ومنحت العمر والصحة والمعافاة نفسها زوجته أيضًا. أما ملك الموت فأرضاه الرب بعبارة (المجرمون هم المستحقون للموت من التوراة)!
والقصة خيالية بالطبع لكنها تشير إلى فضيلة فعل الخيرات وأثرها في إطالة العمر!
وجاء في كتاب (الأمانات والاعتقادات) أن ملك الموت الذي يرسله الخالق ليُفرِّق بين الروح والجسد كان يظهر للإنسان على هيئة نار خضراء مملوءة عيون من نار زرقاء! وبيده سيف بتَّار حين يراه الإنسان يعتريه خوف شديد تنفصل روحه عن جسده من جراء منظره.
وكيف تكون حال النفس عند خروج الروح؟
ورد أن داود عليه السلام كان رأى ملك الرب واقفًا بين الأرض والسماء ممسكًا سيفًا مسلولا مشروعًا في سماء أورشليم!
فلما رأه هكذا راح يصلي ويقرأ أدعية, فتكلم الرب إلى الملك فأعاد سيفه إلى غمده.
ويعلل عدم رؤية الأرواح عند مغادرتها الأجساد أن الأرواح صافية وأقرب ما يكون شكلها إلى الهواء فهل يُرى الهواء؟ وتبقى الروح منعزلة عن الجسد إلى أن تنتهي عملية الفصل بين الأرواح والأجساد التي خلقها الله وقدر لها حياة, حينئذ يكون البعث! (أورد التلمود أن الله انتهى من خلق جميع الأنفس والأرواح منذ البدء وإنما لكل نفس ميعاد ظهور هو الميلاد مع الجسد).
ويؤمن بعض اليهود المعتقدين في تناسخ الأرواح أن ملك الموت يأخذ أرواح بعض الناس (يهود), وينقلها إلى أجساد آخرين؛ ومثَّل لذلك بالعبارة: روح رأوبين تكون في شمعون, وبعد ذلك في لاوي, وبعد ذلك في يهودا, وهكذا!
ويؤمن بعض آخر بأن أرواح بعضهم ينقلها ملك الموت إلى حيوانات, والعكس ينقل أرواح حيوانات إلى بعض البشر!.
وليس لهذه المعتقدات مصداقية موثوقة ولذا تعدّ من قبيل المبالغة في الخيال! ومع ذلك تشيع وتنتشر وتترك آثارها في سلوك اليهود وفكرهم.
وهل ملك الموت هو الشيطان (في اليهودية)
جاء في الجمارا (شروحات التلمود), في بابها الأخير, أن (الشيطان هو ملك الموت هو الشرّ). وتفسير الشيطان هنا ليس تلك الأشكال المفزعة أو المخيفة التي يتخيلها الناس عنه, ككائن أسود مقرّن أومذيّل!, بل هو ما يلازم دخيلة الإنسان من طبيعة سيئة ونفس شريرة, التي تدفع الإنسان إلى الغواية والحيد عن طريق الله ومجانبة الأعمال الطيبة والنزوع إلى ارتكاب الشر والمعاصي.
ويوصف الشيطان كمخلوق غير سيء أو شرير بل يؤدي وظيفة كلفه الله بها وليجعل العالم مكانًا للتجربة والاختبار وعلى الإنسان أن يجبره (الشيطان/طبيعة النفس السيئة) على فعل الخيرات, ولذلك خلق الشيطان.
الشيطان يبحث عن موسى:
حين قال الله لملك الموت : اذهب وأقبض روح موسى. ذهب ووقف أمامه وقال: يا موسى, أعطني روحك, قال له موسى: ليس لك أن تكون في المكان الذي أكون فيه, فكيف تطلب روحي؟ هكذا صاح موسى في ملك الموت ووبخه!.
ذهب ملك الموت وقصّ ما حدث على الله. أمره مرة أخرى: اذهب واقبض بروح موسى. ذهب ملك الموت إلى مكان موسى وبحث عنه لكنه لم يجده. ذهب إلى البحر وسأله: هل رأيت موسى؟ قال البحر: منذ عبر ببني إسرائيل عن طريقي لم أره. ذهب إلى الجبال والتلال وسألهم : هل رأيتم موسى؟ قالوا: منذ تسلّم التوراة على جبل سيناء لم نره. ذهب إلى جهنم وسألها: هل رأيت موسى؟ قالت له: سمعت عن اسمه لكن لم أره. ذهب إلى الملائكة وسألهم: هل رأيتم موسى؟ أجابوه: الله يعرف طريقه, فهو الذي ادخره للعالم الآتي ولا يعرف مخلوق أين هو.
يتبع
د. سامي الإمام
من هو ملك الموت (في اليهودية)
لم يرد الاسم عزرائيل في التوراة أو الكتاب المقدّس اليهودي, كاسم لملك الموت, لكنه يأتي بهذا الاسم في مدونات أخرى خارجية عزرائيل/عزريئيل/عرزيئيل/عزراديل. وربما قصد ملك الموت ساريئيل المستخدم في كتابات يهودية خارجية. يسكن ملك الموت السماء الثالثة وله هيئة غاية الضخامة وأربعة آلاف جناح وأعداد لا تحصى من العيون والألسن تمثل أعداد بني الإنسان على سطح البسيطة!.
موت موسى:
تفيد نصوص آخر سفر التثنية الذي هو بدوره آخر أسفار التوراة, أن موسى عليه السلام جاء قبل موته إلى أعلى قمة جبل (نابو), في سهول موآب مقابل أريحا, ومن هناك أراه الرب عيانًا جميع الأرض الممتدة من أرض يهودا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط غربًا, وكذلك النقب في الجنوب, ووادي نهر الأردن, وأريحا مدينة النخيل (وفي التحليل اللغوي هى مدينة القمر, من יריח),... وقال له الرب: هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحقَ وَيَعْقُوبَ أَنَّنِي سَأَهَبُهَا لِذُرِّيَّتِهِمْ. قَدْ جَعَلْتُكَ تَرَاهَا بِعَيْنَيْكَ وَلَكِنَّكَ إِلَيْهَا لَنْ تَعْبُرَ».
مات موسى هناك في أرض موآب, ودفن في الوادي, مقابل بيت "فاعور"! (ولا يعرف شيء عن بيت فاعور هذا!) وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ!
فلا يُعرف بالضبط أي يوم هذا الذي قيلت فيه هذه الآية أو العبارة, أو متى دوِّنت, أو حتى مَنْ قائلها؟ فمِن المعقول جدًا الاعتقاد في أن شخصًا غير موسى هو من قالها, لأنها تتحدث عن مكان قبر موسى, فكيف تأتي في التوراة على لسان موسى نفسه عليه السلام؟!
وحكايات ملك الموت (في اليهودية) كثيرة, نسوق بعضها هنا:
ملك الموت والقصَّاب (الجزَّار/اللحام)
تحكي القصة أن قصّابًا عجوزًا توجه إلى المسلخ ليذبح ثورًا. وفي طريقه قابل ملك الموت الذي كان متوجهًا إليه ليقبض روحه. طلب القصّاب من ملك الموت مهلة ساعتين أو ثلاث لحين الانتهاء من الذبح بحجة: تحضير ذبيحة السبت لأهل مدينته, وقال لملك الموت: فإذا أنت أمهلتني إلى ما بعد ذبح الثور ولما بعد فحصه والتأكد من صلاحيته فأنت تساعد في تيسير بهجة السبت حيث إنك تعلم أن لا بهجة أو سعادة بدون اللحم!, ولكي أتمكنمن ذبح الثور بسكين صالحة وتحلّ عليها البركة, عندئذ سيكون لحمها حلال وصالح لطعام السبت, وهى وصايا الرب!. استجاب ملك الموت لطلب القصَّاب.
بعد أن انتهى القصّاب من ذبحه تفاجأ مرة أخرى بملك الموت يقف أمامه فطلب منه مهلة جديدة – وخاطب نفسه لمَ لا, مادام أمهلني في المرة الأولى, وعلى الفور وجد حجة أخرى, فقال لملك الموت: انتظرني إلى أن أتناول وجبة طعام ثم أصعد إلى سريري وأمدّد قدماي وأموت كما يموت أغلب بني البشر, ولا يرضيك أن أموت في السوق كالبهيمة"! استجاب ملك الموت لطلبه!.
توجه القصَّاب العجوز إلى الكنيس وراح يصلي, قرأ جزءًا من التوراة وآية الأسبوع, وانصرف من هناك إلى بيته, تناول وجبة المساء التي جهزتها له زوجته, وبعد أن اعترف (تذَّكر ذنوبه) خلع ثيابه وارتقى سريره وقرأ الـ شِمَاعْ (صلاة يهودية), وراح ينتظر لهذا الذي يأتي حتى بدون أن يكون الشخص في انتظاره". جاء ملك الموت وبما تميَّز به من رحمة استجاب ملك الموت لطلب القصَّاب لمنحه مهلة أخرى! إلى ما بعد منتصف اليوم, بعد أن ذكَّر ملك الموت! بفضل: من مات مساء السبت فهى بشارة طيبة له!
استيقظ القصَّاب وتوجه إلى الكنيس ليصلي, وبعد ذلك انهمك في تجهيزات السبت وعند ختام السبت (ليلة الأحد) جاء ملك الموت. طلب منه الجزار أن يمنحه فرصة الاستمتاع بتناول وجبة الملك داود (نوع من الطعام عبارة عن فطائر مصنوعة على هيئة ضفيرة), فهى التي تسكّن بعض آلامه, وأضاف قائلا: وبعد أن أتناول هذه الوجبة سأسلمك نفسي تصنع بها كما يأمرك ربنا".
استجاب ملك الموت لطلبه, لكنه حذره قائلا: حينما أعود إليك بعد أن تتناول وجبة الملك داود لا تسوِّفني ولا تقول اذهب وعُد!
أنهى القصَّاب مراسم وصيّة السبت, وفي ختام السبت قام بقراءة بركة الهبدالا (هى بركة تقرأ على الخمر للفصل بين السبت المقدس وبقية أيام الأسبوع العادية غير المقدّسة). وصل إلى بيته أبناؤه وبناته وحموه وأحفاده لتناول وجبة (الملك داود). بعد أن غادر الضيوف صعد القصّاب إلى سريره وقرأ صلاة الشماع ونام. صعدت روحه إلى الخالق جلّ وعلا وطلبت منه الرحمة ولأن المحسنين من يقومون بفعل الخيرات وتنفيذ الوصايا فقد تركه الرب على قيد الحياة, وأضاف إلى عمره أيامًا وسنين. وعاش عمرًا مديدًا صحيحًا معافى. ومنحت العمر والصحة والمعافاة نفسها زوجته أيضًا. أما ملك الموت فأرضاه الرب بعبارة (المجرمون هم المستحقون للموت من التوراة)!
والقصة خيالية بالطبع لكنها تشير إلى فضيلة فعل الخيرات وأثرها في إطالة العمر!
وجاء في كتاب (الأمانات والاعتقادات) أن ملك الموت الذي يرسله الخالق ليُفرِّق بين الروح والجسد كان يظهر للإنسان على هيئة نار خضراء مملوءة عيون من نار زرقاء! وبيده سيف بتَّار حين يراه الإنسان يعتريه خوف شديد تنفصل روحه عن جسده من جراء منظره.
وكيف تكون حال النفس عند خروج الروح؟
ورد أن داود عليه السلام كان رأى ملك الرب واقفًا بين الأرض والسماء ممسكًا سيفًا مسلولا مشروعًا في سماء أورشليم!
فلما رأه هكذا راح يصلي ويقرأ أدعية, فتكلم الرب إلى الملك فأعاد سيفه إلى غمده.
ويعلل عدم رؤية الأرواح عند مغادرتها الأجساد أن الأرواح صافية وأقرب ما يكون شكلها إلى الهواء فهل يُرى الهواء؟ وتبقى الروح منعزلة عن الجسد إلى أن تنتهي عملية الفصل بين الأرواح والأجساد التي خلقها الله وقدر لها حياة, حينئذ يكون البعث! (أورد التلمود أن الله انتهى من خلق جميع الأنفس والأرواح منذ البدء وإنما لكل نفس ميعاد ظهور هو الميلاد مع الجسد).
ويؤمن بعض اليهود المعتقدين في تناسخ الأرواح أن ملك الموت يأخذ أرواح بعض الناس (يهود), وينقلها إلى أجساد آخرين؛ ومثَّل لذلك بالعبارة: روح رأوبين تكون في شمعون, وبعد ذلك في لاوي, وبعد ذلك في يهودا, وهكذا!
ويؤمن بعض آخر بأن أرواح بعضهم ينقلها ملك الموت إلى حيوانات, والعكس ينقل أرواح حيوانات إلى بعض البشر!.
وليس لهذه المعتقدات مصداقية موثوقة ولذا تعدّ من قبيل المبالغة في الخيال! ومع ذلك تشيع وتنتشر وتترك آثارها في سلوك اليهود وفكرهم.
وهل ملك الموت هو الشيطان (في اليهودية)
جاء في الجمارا (شروحات التلمود), في بابها الأخير, أن (الشيطان هو ملك الموت هو الشرّ). وتفسير الشيطان هنا ليس تلك الأشكال المفزعة أو المخيفة التي يتخيلها الناس عنه, ككائن أسود مقرّن أومذيّل!, بل هو ما يلازم دخيلة الإنسان من طبيعة سيئة ونفس شريرة, التي تدفع الإنسان إلى الغواية والحيد عن طريق الله ومجانبة الأعمال الطيبة والنزوع إلى ارتكاب الشر والمعاصي.
ويوصف الشيطان كمخلوق غير سيء أو شرير بل يؤدي وظيفة كلفه الله بها وليجعل العالم مكانًا للتجربة والاختبار وعلى الإنسان أن يجبره (الشيطان/طبيعة النفس السيئة) على فعل الخيرات, ولذلك خلق الشيطان.
الشيطان يبحث عن موسى:
حين قال الله لملك الموت : اذهب وأقبض روح موسى. ذهب ووقف أمامه وقال: يا موسى, أعطني روحك, قال له موسى: ليس لك أن تكون في المكان الذي أكون فيه, فكيف تطلب روحي؟ هكذا صاح موسى في ملك الموت ووبخه!.
ذهب ملك الموت وقصّ ما حدث على الله. أمره مرة أخرى: اذهب واقبض بروح موسى. ذهب ملك الموت إلى مكان موسى وبحث عنه لكنه لم يجده. ذهب إلى البحر وسأله: هل رأيت موسى؟ قال البحر: منذ عبر ببني إسرائيل عن طريقي لم أره. ذهب إلى الجبال والتلال وسألهم : هل رأيتم موسى؟ قالوا: منذ تسلّم التوراة على جبل سيناء لم نره. ذهب إلى جهنم وسألها: هل رأيت موسى؟ قالت له: سمعت عن اسمه لكن لم أره. ذهب إلى الملائكة وسألهم: هل رأيتم موسى؟ أجابوه: الله يعرف طريقه, فهو الذي ادخره للعالم الآتي ولا يعرف مخلوق أين هو.
يتبع
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق