يقول الحكماء: الاعتبار في الأحلام لثلاثة أمور:
السنة الطيبة, والملك العادل, والحلم الجميل. ويرجعون السبب في ذلك إلى أنها أمور في يد الخالق ولا تدخّل للمخلوق فيها! وقال الحكماء أيضًا إن الحلم يعدّ واحدًا على 60 من النبوءة, ويأتي لينبّه الإنسان إلى إصلاح النفس والسعي لما يجعلها مستحقة لحياة العالم الآخر وتكون في معيَّة الرب تبارك اسمه. قال رابي يوحنان: ثلاثة أحلام تتحقق؛ حلم في الصباح الباكر, وحلم حلمه شخص لصاحبه, وحلم تم تفسيره داخل حلم آخر, ويضيف آخرون: وحلم تكرر مرتين. وزمن الحلم قصير جدًا ويستطيع الإنسان أن يرى في الحلم, في لحظات وجيزة جدًا, ما لا يستطيع أن يدركه في اليقظة في سنة كاملة!
والأحلام ثلاثة أنواع:
حلم الطبيعة الذي يأتي للإنسان حسب حالته المزاجيَّة والروحية التي تغلّب عليه جراء تناول أطعمة معينة قبيل النوم, فهى ترسل أبخرة وشبه دخان إلى الدماغ حيث تختلط هناك بأشياء خيالية عدّة. ويتقسم حلم الطبيعة إلى نوعين:
أ. حلم يأتي للإنسان من خلال ما يفكر به خلال النهار كما يُحكَى في الجمارا عن:
ملك سأل الحاخام يهوشوع: إذا كنت حكيمًا، أخبرني ما سأحلم به الليلة،
أجاب يهوشوع: سترى في حلمك الليلة أنك ستقع في أسْر الفُرس، وسوف يجبرونك على رعي خنازير بعصا من الذهب،
فكر الملك طوال ذلك اليوم في كلمات الحاخام يهوشوع, ويبدو انه راقه ان يمسك عصا من ذهب, وفي الليل حلم الحلم!.
فالأحلام من هذا النوع تكون نتيجة الفكر والخيال خلال النهار ومن المرجح أن تقع للإنسان في حلم الليل.
ب. وأحلام تأتي على يد شيطان بطرق مختلفة حيث يقف بجوار الإنسان المريد للنوم أثناء بداية نومه نومًا خفيفًا ويلقي في أذنه أمورًا مخيفة وعندئذ يخاف الإنسان ويرتعد قلبه منها في حين تقف الشياطين تتبادل الضحك عليه ولما يحاول النوم تعاود الشياطين الكرّة مرة بعد مرّة ولا مفرّ للإنسان منهم بغير قراءة صلاة الشماع الخاصة بالمضجع, ولذلك فإن معظم الأحلام المفزعة السيئة من نوع الكوابيس لا تأتي للإنسان في غير مواقيت النوم الخفيف؛ في بداية النوم أو في نهايته وهو ما يقال عنه: لا قمح بدون تبن, او لا قمح بلا زوّان (نباتات تنمو بينيَّة تؤذي الزرع!). والمقصود بالعبارة الأخيرة أن الأحلام لابد فيها ما يوصف بالغث بجانب السمين!
وبعبارة أخرى "الأحلام الكاذبة تتحدث"! وفي المجمل فإن الأحلام الحسنة تكون من مَلَك, أما الأحلام السيئة فتكون من شيطان.
وهناك أحلام العناية الحقيقية التي تأتي للإنسان لتبشّره بشرى طيبة أو لتدلّه على خطئه كي يصحح مساره. ويكشف الله في الحلم لأحبائه القدر المكتوب لهم كي يسعوا للفرار منه, وهذه النوعية من الحلام تأتي عن طريق مَلَك.
والقاعدة في ذلك أن الحلم القادم على يد ملَك يكون الإنسان نائمًا نومًا عميقًا وقرب وقت الاستيقاظ ولا يساوره خوف أثناء رؤيته للحلم ويكون الحلم مركزًا حول موضوع واحد وغير مختلط بأمور عدّة بعضها ببعض ويكون مرتبًا ويرى الإنسان نفسه في مثل هذه النوعية كما في يقظة حقيقية فمثل هذه الأحلام يتأكد الشخص أنها من قبل ملك وأن حلمه ضمن الواحد على ستين من النبوءة.
جاء بالجمارا, في فصل البركات, عن المعلّم شموئيل أنه حين كان يحلم حلمًا سيئًا كان من المعتاد أن يقول: الأحلام الكاذبة تتكلم! أما حين كان يرى حلمًا طيبًا فكان يتساءل: هل الأحلام الكاذبة تتكلم؟
الحلم النبوئي كحلم يعقوب, ودانيئيل, فهو حلم نبوئي حقيقي, ويحدث أثرًا عظيمًا على نفس الإنسان الحالم به وله شعور خاص ولذلك حين يريد الخالق جل وعلا أن يكشف سرًا لعبيده الأنبياء كان يجعله يحلم كهذا الحلم ويكشف له ما سيقع في المستقبل بغرض تنبيهه للتوبة سواء هو أو أهل بيته أو أبناء قريته وكل ذلك يرجع إلى مكانة الإنسان عند ربّه.
وكل ذلك يأتي في إشارات خفية ورموز مبهمة ولذلك قيل لا يبوح حالم بحلمه لصاحبه لأن الأحلام تتوقف على تفاسيرها.
قال رابي "نهوراي": كان في أورشليم 24 مفسرًا للأحلام وذات مرة حلمت حلمًا فذهبت إليهم جميعًا وما فسّره لي أحدهم لم يفسره آخر وكلهم تحققوا بي وقيل إن جميع الأحلام تتبع كلام الفم (أي تتوقف على تفسيرها).
وكما حُكي عن "بار هديا" الذي كان يتكسب من تفسير الأحلام, أن من كان يدفع له أكثر كان كان يفسر له حلمه كبشرى طيبة, أما من لم يكن يدفع ما يرضيه فكان يفسر له حلمه تفسيرا سيئًا, ومع ذلك يقال إن جميع تفسيراته سواء منها الطيب أو السيء قد تحققت للأشخاص الحالمين.
جاء بالتوسافوت (شروحات على التلمود وتعليقات), أن حظ لإنسان منذ ساعة الميلاد, ولا يتعلق الأمر بحكمة ما, وجاء في سجل "إجابات من السماء" لرابي "عقيبا مقوربيل" الذي اندهش وسأل كيف يمكن لحلم أن يغير قرارات السماء (يقصد الأقدار) على يد مفسّر الأحلام؟ وأجاب على ذلك إن الأمر كله قد حُسم سلفًا, وسأل مرة أخرى لكن لم يحصل على إجابة, كما حدث من قبل, وحزن لهذا الفعل وسأل ثانية وأجاب بهذه العبارة :
ألم تعرف ولم تسمع أن هناك اناسًا حظهم منذ الميلاد أن تكون أعينهم سيئة وألسنتهم أيضًا وأن عليهم سيدًا/مَلَكًا سيئًا وأن كثيرًا من الأمراض والأسقام تحلّ بالمرء جراء الحسد بل وكثيرون يموتون بسببه, وأن أحيانًا يطلق للشيطان العنان ليعيث فسادًا كما يريد, وأن هناك أناسًا يعدّون سببًا في السعادة (قدم سعد). وأن هناك أناسًا حظ ميلادهم أن يكونوا مفسّري أحلام وأن تتحقق تفسيراتهم سواء أكانت حسنة أم كانت طيبة.
من بين الأحلام البارزة التي سجلتها صفحات التلمود الأورشليمي أن "رافا وآفاي" حلما حلمين متشابهين وراحا كل بمفرده, إلى "بار هديا" لكي يقوم بتفسير الحلم. ولآن أفاي دفع زوزًا واحدًا (عملة قديمة), ورافا لم يدفع فسّر بار هديا كل تفاصيل حلم أفاي تفسيرًا حسنًا أما حلم رافا الذي لم يدفع شيئًا, فقد فسره بار هديا تفسيرًا سيئًا وجعل حياته سلسلة من الكوارث الرهيبة! وعلى سبيل تقريب الصورة فإن كليهما رآى في حلمه الآية : 31يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلاَ تَأْكُلُ مِنْهُ) (التي تأتي في سياق ما يحلّ ببني إسرائيل حال معصيتهم للرب, من عقوبة دنيوية), فسرها بار هديا عند أفاي بأن من فرط سعادته جراء نجاحاته المتواصلة لن يكون بوسعه الأكل! في حين فسرها لدى رافا أن ذلك سيكون عقوبة على فشله المتواصل, ولأن رافا يعرف أسلوب بار هديا فقد استهزأ به وحقّره, وهو ما أدى إلى إرساله إلى منفى في روما حيث قتل هناك بطريقة وحشيَّة!
ورسالة هذا التفسير واضحة: أن تفسير الحلم حسب منطوقه! وتعني أن معنى الحلم يرتبط بما فسّره المفسرون! وليس على حقيقته!
وعلى ذلك يخلص الكاتب إلى أننا يجب ألا نسلّم بآراء المفسرين كـ "أن هذا الطفل غير كفء لمواصلة الدراسة! أو "هذه الفتاة لن تحصل على شهادة تعليمية"! أو "هذا الشخص لن يعيش لأكثر من عام من الآن"! فكل هذه الأمثلة تعدذ من الناحية العلمية غير صحيح وليست أفضل من تفسيرات بار هديا! ومن شأنها أن تتحقق لو آمن بها الناس!
......................................................................
وهناك معاجم لنماذج الأحلام وما معانيها وهى مفهرسة أبجديًا ليسهل الوصول إلى نموذج الحلم الذي يريد الحالم أن يسترشد بالمعجم عن مغزاه؛ مثل الحيَّة هل تجب مواجهتها في الحلم أم تجنبها والهروب منها؟
والعنكبوت ماذا يعني وأي خطر يمثله هذا المخلوق الضعيف - في الحلم - الذي يفسَّر غالبًا بسيِّدة قويَّة!
والحيوانات المفترسة التي تأتي في كوابيس تقض مضاجع الرجال! ما مغزى ظهورها في الأحلام؟ وغير ذلك كثير.
ويذكرني هذا النموذج الأخير - مجيء الحيوانات المفترسة في الأحلام - بفترة من حياتي كانت تهاجمني فيها - في الأحلام - أسود ونمور! لكن بفضل الله تعالى وقراءتي للأذكار قبل النوم كنت في هذا الموقف أرفع ذراعيَّ في الهواء فيتحولان إلى جناحين يحملاني فوق هذا الوحش المفترس الذي يهاجمني! فأبتعد عنه وأنجو من وحشيته!
وللحديث بقية . .
السنة الطيبة, والملك العادل, والحلم الجميل. ويرجعون السبب في ذلك إلى أنها أمور في يد الخالق ولا تدخّل للمخلوق فيها! وقال الحكماء أيضًا إن الحلم يعدّ واحدًا على 60 من النبوءة, ويأتي لينبّه الإنسان إلى إصلاح النفس والسعي لما يجعلها مستحقة لحياة العالم الآخر وتكون في معيَّة الرب تبارك اسمه. قال رابي يوحنان: ثلاثة أحلام تتحقق؛ حلم في الصباح الباكر, وحلم حلمه شخص لصاحبه, وحلم تم تفسيره داخل حلم آخر, ويضيف آخرون: وحلم تكرر مرتين. وزمن الحلم قصير جدًا ويستطيع الإنسان أن يرى في الحلم, في لحظات وجيزة جدًا, ما لا يستطيع أن يدركه في اليقظة في سنة كاملة!
والأحلام ثلاثة أنواع:
حلم الطبيعة الذي يأتي للإنسان حسب حالته المزاجيَّة والروحية التي تغلّب عليه جراء تناول أطعمة معينة قبيل النوم, فهى ترسل أبخرة وشبه دخان إلى الدماغ حيث تختلط هناك بأشياء خيالية عدّة. ويتقسم حلم الطبيعة إلى نوعين:
أ. حلم يأتي للإنسان من خلال ما يفكر به خلال النهار كما يُحكَى في الجمارا عن:
ملك سأل الحاخام يهوشوع: إذا كنت حكيمًا، أخبرني ما سأحلم به الليلة،
أجاب يهوشوع: سترى في حلمك الليلة أنك ستقع في أسْر الفُرس، وسوف يجبرونك على رعي خنازير بعصا من الذهب،
فكر الملك طوال ذلك اليوم في كلمات الحاخام يهوشوع, ويبدو انه راقه ان يمسك عصا من ذهب, وفي الليل حلم الحلم!.
فالأحلام من هذا النوع تكون نتيجة الفكر والخيال خلال النهار ومن المرجح أن تقع للإنسان في حلم الليل.
ب. وأحلام تأتي على يد شيطان بطرق مختلفة حيث يقف بجوار الإنسان المريد للنوم أثناء بداية نومه نومًا خفيفًا ويلقي في أذنه أمورًا مخيفة وعندئذ يخاف الإنسان ويرتعد قلبه منها في حين تقف الشياطين تتبادل الضحك عليه ولما يحاول النوم تعاود الشياطين الكرّة مرة بعد مرّة ولا مفرّ للإنسان منهم بغير قراءة صلاة الشماع الخاصة بالمضجع, ولذلك فإن معظم الأحلام المفزعة السيئة من نوع الكوابيس لا تأتي للإنسان في غير مواقيت النوم الخفيف؛ في بداية النوم أو في نهايته وهو ما يقال عنه: لا قمح بدون تبن, او لا قمح بلا زوّان (نباتات تنمو بينيَّة تؤذي الزرع!). والمقصود بالعبارة الأخيرة أن الأحلام لابد فيها ما يوصف بالغث بجانب السمين!
وبعبارة أخرى "الأحلام الكاذبة تتحدث"! وفي المجمل فإن الأحلام الحسنة تكون من مَلَك, أما الأحلام السيئة فتكون من شيطان.
وهناك أحلام العناية الحقيقية التي تأتي للإنسان لتبشّره بشرى طيبة أو لتدلّه على خطئه كي يصحح مساره. ويكشف الله في الحلم لأحبائه القدر المكتوب لهم كي يسعوا للفرار منه, وهذه النوعية من الحلام تأتي عن طريق مَلَك.
والقاعدة في ذلك أن الحلم القادم على يد ملَك يكون الإنسان نائمًا نومًا عميقًا وقرب وقت الاستيقاظ ولا يساوره خوف أثناء رؤيته للحلم ويكون الحلم مركزًا حول موضوع واحد وغير مختلط بأمور عدّة بعضها ببعض ويكون مرتبًا ويرى الإنسان نفسه في مثل هذه النوعية كما في يقظة حقيقية فمثل هذه الأحلام يتأكد الشخص أنها من قبل ملك وأن حلمه ضمن الواحد على ستين من النبوءة.
جاء بالجمارا, في فصل البركات, عن المعلّم شموئيل أنه حين كان يحلم حلمًا سيئًا كان من المعتاد أن يقول: الأحلام الكاذبة تتكلم! أما حين كان يرى حلمًا طيبًا فكان يتساءل: هل الأحلام الكاذبة تتكلم؟
الحلم النبوئي كحلم يعقوب, ودانيئيل, فهو حلم نبوئي حقيقي, ويحدث أثرًا عظيمًا على نفس الإنسان الحالم به وله شعور خاص ولذلك حين يريد الخالق جل وعلا أن يكشف سرًا لعبيده الأنبياء كان يجعله يحلم كهذا الحلم ويكشف له ما سيقع في المستقبل بغرض تنبيهه للتوبة سواء هو أو أهل بيته أو أبناء قريته وكل ذلك يرجع إلى مكانة الإنسان عند ربّه.
وكل ذلك يأتي في إشارات خفية ورموز مبهمة ولذلك قيل لا يبوح حالم بحلمه لصاحبه لأن الأحلام تتوقف على تفاسيرها.
قال رابي "نهوراي": كان في أورشليم 24 مفسرًا للأحلام وذات مرة حلمت حلمًا فذهبت إليهم جميعًا وما فسّره لي أحدهم لم يفسره آخر وكلهم تحققوا بي وقيل إن جميع الأحلام تتبع كلام الفم (أي تتوقف على تفسيرها).
وكما حُكي عن "بار هديا" الذي كان يتكسب من تفسير الأحلام, أن من كان يدفع له أكثر كان كان يفسر له حلمه كبشرى طيبة, أما من لم يكن يدفع ما يرضيه فكان يفسر له حلمه تفسيرا سيئًا, ومع ذلك يقال إن جميع تفسيراته سواء منها الطيب أو السيء قد تحققت للأشخاص الحالمين.
جاء بالتوسافوت (شروحات على التلمود وتعليقات), أن حظ لإنسان منذ ساعة الميلاد, ولا يتعلق الأمر بحكمة ما, وجاء في سجل "إجابات من السماء" لرابي "عقيبا مقوربيل" الذي اندهش وسأل كيف يمكن لحلم أن يغير قرارات السماء (يقصد الأقدار) على يد مفسّر الأحلام؟ وأجاب على ذلك إن الأمر كله قد حُسم سلفًا, وسأل مرة أخرى لكن لم يحصل على إجابة, كما حدث من قبل, وحزن لهذا الفعل وسأل ثانية وأجاب بهذه العبارة :
ألم تعرف ولم تسمع أن هناك اناسًا حظهم منذ الميلاد أن تكون أعينهم سيئة وألسنتهم أيضًا وأن عليهم سيدًا/مَلَكًا سيئًا وأن كثيرًا من الأمراض والأسقام تحلّ بالمرء جراء الحسد بل وكثيرون يموتون بسببه, وأن أحيانًا يطلق للشيطان العنان ليعيث فسادًا كما يريد, وأن هناك أناسًا يعدّون سببًا في السعادة (قدم سعد). وأن هناك أناسًا حظ ميلادهم أن يكونوا مفسّري أحلام وأن تتحقق تفسيراتهم سواء أكانت حسنة أم كانت طيبة.
من بين الأحلام البارزة التي سجلتها صفحات التلمود الأورشليمي أن "رافا وآفاي" حلما حلمين متشابهين وراحا كل بمفرده, إلى "بار هديا" لكي يقوم بتفسير الحلم. ولآن أفاي دفع زوزًا واحدًا (عملة قديمة), ورافا لم يدفع فسّر بار هديا كل تفاصيل حلم أفاي تفسيرًا حسنًا أما حلم رافا الذي لم يدفع شيئًا, فقد فسره بار هديا تفسيرًا سيئًا وجعل حياته سلسلة من الكوارث الرهيبة! وعلى سبيل تقريب الصورة فإن كليهما رآى في حلمه الآية : 31يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلاَ تَأْكُلُ مِنْهُ) (التي تأتي في سياق ما يحلّ ببني إسرائيل حال معصيتهم للرب, من عقوبة دنيوية), فسرها بار هديا عند أفاي بأن من فرط سعادته جراء نجاحاته المتواصلة لن يكون بوسعه الأكل! في حين فسرها لدى رافا أن ذلك سيكون عقوبة على فشله المتواصل, ولأن رافا يعرف أسلوب بار هديا فقد استهزأ به وحقّره, وهو ما أدى إلى إرساله إلى منفى في روما حيث قتل هناك بطريقة وحشيَّة!
ورسالة هذا التفسير واضحة: أن تفسير الحلم حسب منطوقه! وتعني أن معنى الحلم يرتبط بما فسّره المفسرون! وليس على حقيقته!
وعلى ذلك يخلص الكاتب إلى أننا يجب ألا نسلّم بآراء المفسرين كـ "أن هذا الطفل غير كفء لمواصلة الدراسة! أو "هذه الفتاة لن تحصل على شهادة تعليمية"! أو "هذا الشخص لن يعيش لأكثر من عام من الآن"! فكل هذه الأمثلة تعدذ من الناحية العلمية غير صحيح وليست أفضل من تفسيرات بار هديا! ومن شأنها أن تتحقق لو آمن بها الناس!
......................................................................
وهناك معاجم لنماذج الأحلام وما معانيها وهى مفهرسة أبجديًا ليسهل الوصول إلى نموذج الحلم الذي يريد الحالم أن يسترشد بالمعجم عن مغزاه؛ مثل الحيَّة هل تجب مواجهتها في الحلم أم تجنبها والهروب منها؟
والعنكبوت ماذا يعني وأي خطر يمثله هذا المخلوق الضعيف - في الحلم - الذي يفسَّر غالبًا بسيِّدة قويَّة!
والحيوانات المفترسة التي تأتي في كوابيس تقض مضاجع الرجال! ما مغزى ظهورها في الأحلام؟ وغير ذلك كثير.
ويذكرني هذا النموذج الأخير - مجيء الحيوانات المفترسة في الأحلام - بفترة من حياتي كانت تهاجمني فيها - في الأحلام - أسود ونمور! لكن بفضل الله تعالى وقراءتي للأذكار قبل النوم كنت في هذا الموقف أرفع ذراعيَّ في الهواء فيتحولان إلى جناحين يحملاني فوق هذا الوحش المفترس الذي يهاجمني! فأبتعد عنه وأنجو من وحشيته!
وللحديث بقية . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق