الثلاثاء، 27 فبراير 2018

القَبـَّالا (حكمة الباطن) #קבלה_חכמת_הנסתר

تعدّ القَبـَّالا, التي توصف بالحكمة تارة وبالفكر تارة أخرى وبالتوراة الخفيَّة تارة ثالثة, أحد أهم محاور الفكر اليهودي المعاصر. ويعلق عليها المشتغلون بها آمالا كبيرة تسعى إلى ملاحقة انصراف جلّ الأجيال المعاصرة من الشباب عن المصادر التقليدية لليهودية, تلك المصادر التي ظلّت عبر مئات السنين هى المعين الذي ينهل منه المفكرون وعلماء الدين.تأتي القبالا لتكشف عن الجانب المجهول أو الخفي تحت سطح روافد تلك المصادر التقليدية القديمة؛ التوراة, والمشنا, والتلمود, والمدراشيم أو الشروحات, والكتب الخارجيَّة, غير المعتمدة كذلك.
إن ظهور القبـَّالا كمنظومة, يُزعَم أنها تمتلك وسائل للسيطرة على جميع المشكلات المرتبطة بالوجود في القرن العشرين! لهو أمر مفاجيء لكثيرين خاصة بسبب عدم نجاح المؤسسات التقليدية في حلّ هذه المشكلات.
لقد عُدَّت اليهودية في نظر الأجيال الشابة حتى وقت قريب جدًا كمنظومة عفى عليها الزمن, جامدة, قوامها تشريعات وقوانين جبريّة ومحدودة كانت أهدافها تمكين أمة من العبيد من الثبات خلال سنين التيه الأربعين في الصحراء!.
يرى الجيل الشاب باستثناء تغيرات قليلة جدًا قام بها الحكماء أن هذه المنظومة تحجَّرت عبر السنين إلى أن تحولت إلى خزانة تضم ملامح تاريخية وآثارية, وهى غير مهيئة لتقديم إجابات للإنسان الذي يواجه مشكلات جوهرية بصفته يهوديًا يعيش في مجتمع عصري.!
ونفهم من ذلك أن القائمين على/والمهتمين بفكر القبالا يعتمدون عليها في مقاومة أمواج المدّ الإلحادية العاتية التي تهاجم التدين بكل أشكاله وعلى المستويات كافة.
.....................
لكن أخطر ما في فكر القبالا - في رأينا – هو التأكيد على أن تجدد فكر القبالا يعني إعادة الحياة لجميع عناصر الوجود؛ ومن هنا نعرف أن لا وجود للجبرية بجميع أشكالها, انطلاقًا من أن الخالق, القادر على كل شيء لم يجبرنا على فعل الخير!.
قيد العملد. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق