الثلاثاء، 20 فبراير 2018

الوشم وفكر القبالا #כתובת_קעקע_וקבלה

الوشم, هو طباعة رسومات, أو نقوش, أو كتابات على الجسم, بإدخال أصباغ ملونة بين طبقتي الجلد السطحية والتحت سطحية, بحيث تُحبس هذه الأصباغ الملونة في الغالب ولا تتاح لها فرصة الزوال بسهولة.
وكان الوشم من العادات الشائعة لدى شعوب الشرق الأدنى القديم, وغيرها, بغرض التعريف بالانتماء الطبقي, أو الطائفي, أو العقدي, أو القبيلي. كما كان من وسائل دفع الضرر واتقاء الحسد. وكان أيضًا للتمييز العقابي, كما في ختم قرعة في خلف الرأس لتمييز الأسرى, والعبيد, أو الفرز العنصري, أو لتسجيل إهانة معينة.
وترى اليهودية أن الوشم الذي يعدّ نوعًا من التمائم هو عادة وثنية, حرمته اليهودية ووقفت ضده بشدة.
وعلى الرغم من هذا التحريم نجد كتاب "العهد القديم" يحتفظ بإشارات لهذه العادة, وذلك في مثل ملاك الرب الذي وضع علامات على جباه الصديقين, حين غضب الرب على أهل أورشليم وأمر بقتل المفسدين ولكي ينجو الصالحون والصديقون أمر رجله بوضع علامة وشم على جباههم :
«اجتز وسط مدينة أُورشليم وارسم سمة على جباه الرجال الّذين يئنون ويزفرون على كل ما ارتكب من أرجاس فيها. ثم قال للستة الآخرين على مسمعي: اعبروا في المدينة خلفه واقتلوا. لا تترَّأف عيونكم ولا تعفوا. أهلكوا الشيخ والشاب والعذراء والطّفل والنساء. ولكن لا تقربوا من أَي إنسان عليه السمةُ، وابتدئوا من مقدسي. فابتدأُوا يهلكون الرجال والشيوخ الموجودين أَمام الهيكل. وقال لهم: نجسوا الهيكل واملأوا ساحاته بالقتلى، ثم اخرجوا. فاندفعوا إلى المدينة وشرعوا يقتلون.
وكذا في قصة العلامة التي وضعها الرب "لقايين" على جبهته لكي لا يقتله كل من وجده! حين طرده, في قصة قتل قايين لأخيه هابيل :
" فقال قايين للرب: عقوبتي أعظم من أن تحتمل. ها أنت اليوم قد طردتني عن وجه الأرض، ومن أمام حضرتك أختفي، وأكون شريدًا طريدًا في الأرض، ويقتلني كل من يجدني. فقال الرب له: «سأعاقب كل من يقتلك بسبعة أضعاف العقوبة التي عاقبتك بها. ووسم الرب قايين بعلامة تحظر على من يلقاه اغتياله".
هذه العلامات التي أمر بها الرب لتكون إشارة في حالات معينة هى التي اتخذت حجة لشيوع الوشوم في اليهودية, على الرغم من ورود تحريمه في نصّ التوراة؛ في سفر اللاويين:
"وكتابة وسم لا تجعلوه فيكم".
والتحريم مطلق دون التقيد بشرط, وهذا هو ما يستدل به على حرمة حتى وشم "مجين دفيد/نجمة داود" عند من يتعلل بأنها من الوشوم المباحة. ولا يباح عمل الوشم حتى لأغراض التجميل كما في حالات صلع الرأس مثلا.
في حين أباح بعض الحاخامات ذلك بشرطين أساسيين: ألا تكون النية لتركها للأبد بل لعدد محدد من السنين, وأن يكون الوشم في طبقة الجلد السطحيّة فقط, فلا يكون غائرًا فيه. وينصح بإزالة الوشوم من الأجسام شريطة ألا يؤدي إزالتها إلى ما يشبه الوشوم الجديدة, وألا يؤدي إلى الإضرار بالجلد.
وتنتشر الوشوم بين الإسرائيليين العلمانيين, رجالا ونساءً, ويفضل الرجال وشم "نجمة داود", وبعض العبارات المقتبسة من "العهد القديم", ورسومات بعض الشخصيات الخارقة, في حين تفضل النساء وشوم الطيور والأزهار, والرسومات الأسطورية خاصة النساء المجنحات تشبهًا بالملائكة.
وتختلف أماكن الوشم فيفضل الرجال الوشم على الذراع, والصدر, والظهر في حين تفضل النساء الوشم على الصدر, وخلف الكتف, والبطن, والفخذ, والأرجل, والقدم.
وهناك معاهد متخصصة في عمل الوشوم في إسرائيل, ويعدّ الوشم من الأعمال الفنيّة الرفيعة, لذلك لا تُحدد قيمة أغلب الوشوم إلا بعد الانتهاء منها, ولا ينصح الوشامون زبائنهم بأي وشم بل يتم الاختيار من كتالوج معين, ويترك للزبون حريّة الاختيار, اتقاء للخلاف والندم بعد الانتهاء من العمل, وبعض الوشوم لا تستغرق أكثر من دقيقتين في حين هناك وشوم يستغرق أحدها عشرين ساعة.
وأما الأسعار فتحدد بنوع الوشم, والأصباغ المستخدمة فيه وألوانه, والمكان الذي يرغب الزبون عمله فيه, والزمن الذي يستغرقه, وأخيرًا المكان الذي يفضل الزبون إتمام عملية الوشم فيه؛ أهو المعهد أم في بيت الزبون!
وتتراوح أسعار الوشم, بشكل عام, الآن ما بين 300 شيكل (الشيكل حوالي 2 جنيه مصري), وبين 3000 شيكل (بتقدير 2007).
جدير بالذكر ان المؤسسات الحاخامية تصدر كل حين تحذيرات تحث فيها الشباب الإسرائيلي على الالتزام بوصايا التوراة, وعدم الانجرار وراء الغرب والشرق في موضوع الوشم, الذي يعدّ صورة من صور الوثنيّة التي أخذت ينتشر في السنين الأخيرة بشكل ملحوظة!!
وللحديث بقية في الوشم حسب فكر القبالا
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق