الثلاثاء، 20 فبراير 2018

النَّبي يونا/يونس (في كتاب العهد القديم) #הנביא_יונה_בספר_התנ"ך

وردت قصة النبي يونا "يونس عليه السلام", في كتاب "العهد القديم", فما هى تفاصيل القصة.
"يونا" هو اسم النبي يونس في المصادر اليهودية, ويطلق عليه في المصادر المسيحية, "يونان", وكذلك في الترجمات العربية "للعهد القديم".

جاء بالسفر الذي يحمل اسمه في كتاب "العهد القديم" قصة هذا النبي؛ فنقرأ:
أمر الرب "يونان بن أمِتّاي": قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وبلِّغ أهلها قضائي، لأن شرّهم قد صعد إِليّ.
لكن يونان لم يمتثل لأمر الرب بل استعدّ ليهرب من الرب إلى مدينة كانت تسمى "ترشيش" (بالعبرية حجر الزبرجد).
فذهب يونان إلى مدينة يافا, على شواطيء كنعان (قديمًا), (فلسطين) الآن, حيث وجد سفينة مبحرة إلى هناك، فدفع أُجرتها وصعد إليها ليتوجّه مع بحارتها إلى ترشيش هربًا من الرب! فماذا حدث ؟
أرسل الرب ريحًا عاتية على البحر أثارت إعصارًا بحريًا، حتى أشرفت السفينة على الهلاك والغرق.
ففزع الملاحون واستغاث كل واحد منهم بإلهه (حيث كانوا من أقوام وأماكن عدة)، وطرحوا ما في السفينة من أمتعة ليخفّفوا من حمولتها.
وماذا صنع يونان ؟
لجأ يونان إلى جوف السفينة ورقد مستغرقًا في نوم عميق. فاقترب منه الربّان وقال له: ما بالك مستغرقًا في النوم؟ قم وتضرَّع إلى إلهك لعل اللهَ يذكرنا فلا نهلك.
البحث عن النجاة !
ثم قال كل واحد, من ملاحي السفينة لرفيقه: هَيَّا بنا نقترع لعلّنا نعرف من جرّ علينا هذا البلاء. فألقوا القرعة، فوقعت على يونان.
فسأل ملاحو السفينة يونان أسئلة عدة, هى كما جاءت بالسفر:
أخبرنا لماذا جرى علينا هذا البلاء؟ وما هي صنعتك؟ ومن أين جئت؟وما هي بلادك؟ ومن هم قومك؟ وكانت إجابة النبي يونا, أو "يونان" على تلك الأسئلة كما يلي:
أنا عبراني, وأنا أخشى الرب إله السماوات، صانع البحر والبر.
وبعد أن سمع البحارة كلام يونان اعتراهم خوف عظيم, وسألوه بعد أن أخبرهم أنه هارب من الرب:
لماذا صنعت هذا؟ ثم تساءلوا: ماذا نفعل بك حتى يسكن البحر عنا؟ - لأن البحر كان يزداد هياجًا.
فأجابهم : خذوني واطرحوني إلى البحر فيسكن، لأني موقن أن هذا الإعصار الجبار قد هاج عليكم بسببي.
النبي يونا/يونان (يونس) في "العهد القديم"...
إلقاء يونان في بحر لُجِّي
حاول البحارة جاهدين التجذيف باتجاه الشاطيء لكن دون جدوى فقد كان البحر هائجًا هياجًا عظيمًا.
فاستغاث البحارة بالرب, وقالوا: أيها الرب لا تهلكنا من أجل حياة هذا الرجل، ولا تُحمِّلنا دمًا بريئًا لأنك يارب فعلت كما شئت.
ثم أخذوا يونان وقذفوا به إلى البحر، فران عليه الهدوء وسكنت أمواجه.
فتملك الرجال خوف عظيم من الرب، وقرّبوا له ذبيحة ونذروا نذورًا.
وأما الرب فأعدّ حوتًا عظيمًا ابتلع يونان.
فمكث يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال.
يذكر السفر أن يونان لما ابتلعه الحوت صلى صلاة للرب إلهه في جوفه؛ قال:
"استغثت بالرب في ضيقي فاستجاب لي، ومن جوف الهاوية ابتهلت فسمعت صوتي. لأنك طرحتني إلى اللجج العميقَة في قلب البحار، فاكتنفني الغمر وأحاطت بي تيّاراتك وأمواجك فقلت: قد طردت من حضرتك، ولن أعود أتفرّس في هيكلك المقدّس. قد غمرتني المياه وأحدقت بي اللّجج، والتفّ عشب البحر حول رأْسي. انحدرت إلى أُسس الجبال وهبطت إلى أعماق الأرض حيث أُغلقت علي مزاليجها إلى الأبد. ولكنك تصعد حياتي من الهاوية أيها الرب إلهي. حينما وهنت نفسي في داخلي، تذكّرت إلهي، فحلّقت صلاتي إليك، إلى هيكلك المقدّس. إن الذين يُبجّلون الأصنام الباطلة يتخلّون عن مصدر نعمتهم. أما أنا فبهتاف الحمد أذبح لك، وما نذرته أُوفّي به، لأن للرب الخلاص".
تقبل الله صلاة يونان فأمر الرب الحوت فقذفه إِلى الشّاطيء.
الاستجابة لأمر الله بالدعوّة
وأمر الرب يونان ثانية: «قم امض إلى نينوى المدينة العظيمة، وأعلن لهم الرسالة الّتي أُبلّغك إياها».
فقام يونان وتوجه إِلى مدينة نَيْنَوَى كما أمره الرب، وابتدأ ينادي قائلا: "بعد أربعين يومًا تتدمّر المدينة". وكان هذا هو الإنذار الذي بعثه الرب على لسان يونان.
فآمن شعب نينوى بالرب، وأعلنوا الصيام وارتدوا المسوح من كبيرهم إلى صغيرهم. ثم بلغ إنذار النّبي ملك نينوى، فقام عن عرشه وخلع عنه حلّته، وارتدى المسح وجلس على الرّماد. وأذاع في كل نينوى مرسومًا ورد فيه:
"بأمر من الملك ونبلائه، يمتنع الناس عن الأكل والشرب، وكذلك البهائم والغنم والبقَر، لا ترع ولا تشرب ماءً. وعلى جميع الناس والبهائم أن يرتدوا المسوح، متضرّعين إلى الله تائِبين عن طرقهم الشرّيرة وعمّا ارتكبوه من ظلم. لعل الرب يرجع فيعدل عن احتدام سخطه فلا نهلك".
نجاة المدينة وأهلها
فلما رأى الله أعمالهم وتوبتهم عن طرقهم الآثمة عدل عن العقاب الذي كان مُزمِعًا أن يُوقعه بهم وعفا عنهم.
يونان يعتب على الرب, ويطلب الموت!
عفا الرب عن نينوى وأهلها فأثار ذلك غيظ يونان وغضبه الشديدين. وصلّى
إلى الرب قائلاً:
"أيها الرب، أليس هذا ما قلته عندما كنت في بلادي؟ لهذا أسرعت إلى الهرب إلى ترشيش، لأني عرفت أنك إله رحيم رؤُوف بطيء الغضب كثير الإحسان، ترجع عن العقاب. والآن دعني أيها الرب ألفظ أنفاسي لأنه خير لي أن أموت من أن أحيا.
فقال الرب : أَأَنت مُحقّ في غضبك؟
وخرج يونان من نينوى وجلس شرقي المدينة، بعد أن نصب لنفسه مظلّة جلس تحت ظلّها يرقب ما يجري على المدينة.
الدرس المستفاد
فلما رأى الرب منه ذلك, ماذا فعل:
فأعد الرب الإله يقطينة نمت وارتفعت حتى ظلّلت رأْس يونان لتقيه من شدّة الحرّ فلا يؤذيه.
فابتهج يونان باليقطينة ابتهاجًا عظيمًا.
ولكن في فجر اليوم التالي أعدّ الله دودة قرضت اليقطينة فجفّت.
ولما أشرقت الشمس، أرسل الرب ريحًا شرقية حارَّة لفحت رأْس يونان، فأصابه الإعياء وتمنّى لنفسه الموت قائلاً:
"خير لي أن أموت من أن أظل حيّا"
فقال الرب ليونان : أَأَنت محقّ في غضبك من أجل اليقطينة؟
فَأَجَابَ: أنا محقّ في غضبي حتى الموت.
فقال الرب:
"لقد أشفقت أنت على اليقطينة التي لم تتعب في تنميتها وتربيتها. هذه اليقطينة التي ترعرعت في ليلة وذوت في ليلة. أفلاَ أُشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يقيم فيها أكثر من مئة وعشرين ألف شخص ممّن لا يفرّقون بين يمينهم وشمالهم، فضلاً عما فيها من بهائم كثيرة؟".
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق