الخميس، 29 مارس 2018

قصص وحكم (لأطفال دور الرعاية) الكلب والنمر وقرد خائن! (2)

*****************************
تحكي القصة أن رجلا غنيًا اعتاد الخرج في رحلات سفاري في غابات إفريقيا ومعه كلبه الألماني الصغير. وذات يوم ضل الكلب طريقه في الغابة. وفجأة شاهد الكلب الصغير نمرًا يستعد للانقضاض عليه ليفترسه.
فكر الكلب بسرعة ! "ماذا يصنع"؟ رأى بعض العظام المتبقية من طعام على الأرض, وقرر أن يحتال فجلس إلى جوار العظام وأدار ظهره للنمر وتجاهله, وأمسك بعظمة بين فكيه وبينما كان النمر يقترب منه شيئًا فشيئًا تكلم الكلب بصوت مرتفع قائلا:
لقد كان طعم لحم النمر لذيذًا بالفعل, وليت هناك نمرًا آخر لذيذ الطعم في المنطقة ...".
سمع النمر كلام الكلب, وتوقف في الثانية الأخيرة على مشهد فظيع أمامه, وحدَّث نفسه قائلا:
"لقد كنت على وشك أن يأكلني هذا الكلب المفترس! كما أكل النمر الذي يتكلم عن لحمه اللذيذ ...!!
هكذا فكر النمر وأدار ظهره للكلب واختفى من المكان وهو يزحف خوفًا من أن ينتبه الكلب لوجوده! فيلحق به ويفترسه!
كان فوق الشجرة القريبة من هذا الحدث قرد يراقب كل شيء وقرر أن ينتهزها فرصة لعمل علاقات طيبة مع النمر. ماذا صنع؟ جرى خلف النمر حتى لحق به وحكى له كيف أن الكلب ضحك عليه, واحتال عليه! غضب النمر – حين سمع كلام القرد – وقال للقرد: تعال معي واجلس فوق ظهري لترى بعينيك أني سأقطِّع هذا الكلب اربًا اربًا!!
أما الكلب الذي لم يهدأ حتى تلك اللحظة شاهد فجأة من بعيد النمر يعود إليه وفوق ظهره القرد! وبدلا من أن يهرب فكر في حيلة أخرى وقرر أن يجلس وظهره للعدوين المهاجمين وقبل أن يصلا إليه تكلم الكلب بصوت مرتفع قائلا: أين هذا القرد الذي يثير غضبي؟! لقد طلبت منه قبل نصف ساعة أن يأتي إلى بنمر آخر .."
لكن هذه المرة هرب النمر وفي قلبه خوف ورعب شديدين من الكلب وفي الوقت نفسه تخلص من القرد الخائن وألقى به أرضًا.
المستفاد من القصة:
نحن نخاف أحيانًا مما تصوره لنا عقولنا, ولذا يمكننا تقليل أو تعظيم الخوف طبقا لتخيلنا وبالطريقة نفسها يمكننا التأثير على الآخرين!! بحيلة بسيطة لو عرفنا أن اعداءنا مثلنا ينتابهم الخوف والفزع أيضًا ويمكن تحقيق مكاسب من هذه المشاعر الطارئة.
.........................................................
تعدّ هذه القصص التي نقدمها كل حين - بإذن الله - جزءًا من برامج علاجية تقدم لأطفال دور الرعاية بغرض تنمية مهارات التعايش عندهم في مؤسسات علاجية لرعايتهم في إسرائيل.
ويميز هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين ال 8 - 18 عامًا, تعرضهم لأحداث في الحياة تجعلهم في حاجة إلى رعاية خاصة؛ فمنهم المرضى ومنهم الأيتام, ومنهم من يقضون فترة عقوبة!, وغير ذلك من الحالات. تتعهدهم جهات حكومية بالرعاية وتقدم لهم برامج تعليمية خاصة بهم وتناسب أحوالهم الخاصة.
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق