الخميس، 29 مارس 2018

المرأة الفاضلة – الأم (في اليهوديَّة) (1) #אשת_חיל_מי_ימצא

المرأة/الأم المثالية:
نبدأ في هذا المنشور بنص من (كتاب الأمثال) يوصّف توصيفًا بديعًا للمرأة المثالية التي وصفت بالفاضلة, وهى التي يبحث عنها كل مُرِيد عاقل, وسوف نلحظ بجلاء إنها هى نفسها صفات المرأة التي حضّ عليها حديث رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه, وإن تم التعبير عنها بكلمات ومفاهيم أخرى لا تبتعد عن مفاهيم الأصول الإسلامية الغنية بالمفردات والمعاني الناطقة.

ونلاحظ أنها تخاطب الناس بمفردات زمان نزولها حين كانت الحياة بدائية لكنها تحافظ على الفضيلة وأسباب السعادة والاستقرار العائلي, فنقرأ :
(من يعثر على المرأة الفاضلة؟ إِن قيمتها تفوق اللَّآليء. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى ما هو نفيس. تسبغ عليه الخير دون الشّر كل أيام حياتها. تلتمس صوفًا وكتَّانًا وتشتغل بيدين راضيتين، فتكون كسفن التاجر التي تجلب طعامها من بلاد نائية. تنهض والليل ما بَرِح مُخيّمًا، لِتُعدّ طعامًا لأهل بيتها، وتدبِّر أعمال جواريها تتفحّص حقلاً وتشتريه، ومن مكسب يديها تغرس كرمًا تنطق حقويها بالقوّة وتشدّد ذراعيها. وتدرك أن تجارتها رابحة، ولا ينطفيء سراجها في الليل. تقبض بيديها على المغزل وتمسك كفّاها بالفلكة. تبسط كفَّيها للفقير وتمدّ يديها لإغاثة البائس. لا تخشى على أهل بيتها من الثلج، لأن جميعهم يرتدون الحُلل القرمزيّة. تصنع لنفسها أغطية مُوَشَّاةً، وثيابها مُحاكَة من كتَّان وأُرجوانٍ. زوجها معروف في مجالس بوابات المدينة، حيث يجلس بين وجهاء البلاد. تصنع أقمصة كتَّانيّة وتبيعها، وتزوّد التاجر الكنعانيّ بمناطق. كساؤها العزّة والشرف، وتبتهج بالأَيام المقبلة. ينطق فمها بالحكمة، وفي لسانها سُنَّة المعروف. ترعى بعناية شؤون أهل بيتها، ولا تأْكل خبز الكسل. يقوم أبناؤها ويغبطونها، ويطريها زوجها أيضًا قائلا: نساء كثيرات قمن بأعمال جليلة، ولكنك تفوقت عليهن جميعًا». الحسن غشّ والجمال باطل، أما المرأة الْمُتّقِيّة الرب فهي التي تمدح. أعطوها من ثمر يديها، ولتكن أعمالها مصدر الثّناء عليه). الأمثال 31 : 10 – 30
وصفات المرأة الفاضلة هى كلمات نشيد يؤدى ليل السبت عند مائدة السبت, قبل قراءة الأدعية (قِدُّش). فهى مادة تلحن لتكون كأغنية جميلة في خواطر الجميع حرصًا على مكانة هذه المرأة وسعيًا وراء اقتنائها والحصول عليها كجوهرة نادرة!
وقد شاع استخدام عبارة (المرأة الفاضلة) على الجواهر والحلي التي تزين الصدور والمعاصم وفي كثير من النقوش والزخارف التي تحض على التذكير بصفات المرأة الفاضلة هذه.
جدير بالذكر أن التوراة توعّدت الابن العاق لوالديه بعقوبة الموت! ما لم يوقّرهم ويبرّهم ويحسن معاملتهم.
وفي فكر القبالا الذي أصبح ينافس التوراة ومصادر الشريعة التقليدية بل ينافس كل فلسفات الغرب أيضًا يعلل مقولات قديمة تسيء للمرأة كأن يقال :
نزلت على العالم عشرة أنصبة من الثرثرة وأخذت النساء منها تسعًا !!
ويقول فكر القبالا إن هذا أمر طبيعي حيث تحتاج النساء إلى كثرة الكلام مع أطفالهن وأبنائهن في مرحلة التربية والتعليم ويحتجن للكلام الكثير لتوصيل المراد للطفل وهدهدته وتدليله. ويذكرني ذلك بحاخام يشرح إساءة فهم مثل هذه العبارة فيقول:
لو أنك وزوجتك قابلتما صديقًا لك قديمًا مع زوجته وطفلهما الصغير, أنت سترحب به وبعائلته بخمس أو ست كلمات! أما زوجتك فسترحب بهما بأكثر من عشرين كلمة؛ للصديق ولزوجته وسيستأثر الترحيب بالطفل الوليد ومداعبته وتدليله كلمات كثيرة تشيع معنى الحب الودّ - هذه هى ثرثرة المرأة! إنما تشيع جوًا من البهجة والسرور وروح الودّ. أو أن المرأة تبذل مجهودًا صبورًا ومتواصلا من أجل إطعام طفلها الصغير فتتحايل عليه بشتى الطرق ليأكل أما الرجل فسيقول كلمة واحدة: لو جوعان سيأكل! وكذلك تستهلك المرأة كثيرًا من الكلام في اختيار ملابس أولادها بل وحتى زوجها, من حيث الألوان والخامات والتفصيلات والفصول المختلفة بالإضافة إلى عنايتها بشئون الطعام وما يستدعيه ذلك من معرفة غنية بأنواعه وخصائصه؛ الجيد من الرديء, وغير ذلك في حياتها كثير يجعلها محتاجة للكلام أكثر من الرجل. ويقول العلماء إن الله خلق عقل المرأة بما يناسب هذه المهام وخلق عقل الرجل بما يناسب مهمة عمله أيضًا, فكيف نعدّ ذلك عيبًا في المرأة؟
وفي اليهودية امهات أربع مقدّسات؛ هنّ نساء الآباء الثلاثة, سارة زوج إبراهيم عليه السلام, ورفقة زوج إسحاق, وراحيل وليئة زوجا يعقوب عليهم جميعًا السلام. ودرج العرف على كنيتهن بـ (امنا ..) فيقال (أمنا سارة), وأمنا رفقة), وأمنا (راحيل), و(أمنا ليئة), كلما ورد ذكرهنّ في الحديث, وكان المقصود أولائي الأمهات الأوائل.
دفن ثلاث من أولائي الأمهات؛ سارة ورفقة وليئة, إلى جوار أزواجهنّ في (مغارة المكفيلة) بحفرون التي هى مدينة الخليل. اما راحيل فدفنت بمفردها في بيت لحم.
ولا تعدّ بلهة وزلفة من الأمهات على الرغم من انهنّ انجبن بنين ليعقوب وهم ضمن الأسباط, غير إن السبب يرجع لاعتبارهنّ جاريتين – على الرغم من أنهن ورد ذكرهن في التوراة كامهات!.
يتبع
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق