تعدّ اليهودية القرائية أحد التيارات اليهودية, ويعرف أتباعها بالقرائين. ويختلف اليهود القراءون عن اليهود الربانيين/الأرثوذكس بأنهم لا يعترفون بجهود الحكماء أو أي عمل من أعمال الربانيين على المقرا (التناخ بأجزائه الثلاثة؛ التوراة والأنبياء والمكتوبات أو الكتب), وهى الأعمال التفسيرية المسمّاه التوراة الشفهية.
يرتبط ظهور القرائية كحركة دينية بشخصية الحكيم عنان بن داود, في القرن الثامن الميلادي بحسب عدد من الباحثين, وعلى ذلك فقد كان عدد القرائين 40% من إجمالي عدد اليهود في القرنين التاسع والعاشر, في حين يصل تعدادهم الآن القرن ال 21, أقل من 1%.
يدعى القراءون أيضًا باسم "أبناء المقرا" و"أصحاب المقرا", ويرجع ذلك إلى أنهم يعترفون بالقرا فقط دون المشنا والتلمود أو ما يسمى التوراة الشفهية. كما يسمون أيضًا التناخيين (نسبة إلى التناخ/أجزاء الكتاب المقدس اليهودي الثلاثة: توراة وأنبياء وكتب), لكنه أقل شيوعًا من التسمية الأخرى. ويطلق عليهم أحيانًا "العنانيين" على اسم المجموعة الرائدة التي انشقت عن الجسد اليهودي الكبير؛ الربانيين, وتسمت باسم زعيمها "عنان بن داوود".
ويؤمن القراءون بألوهيم فقط كإله, وبأنبياء المقرا كمبعوثيه وبأقوالهم كأقوال ألوهيم. وهم لا يعترفون بالتوراة الشفهية أو أية إضافات أخرى متأخرة للتناخ, وبذلك يكونون يعترفون بالتوراة والأنبياء فقط ويعدذون المكتوبات, القسم الثالث من المقرا كحكم مكتسبة من الحياة على خلفية التوراة.
مصادر شريعتهم
• المقرا: وهى ال 24 سفرًا من التناخ, الذين يضمون جميع الوصايا؛ افعل او لا تفعل التي تسلمها أو تلقاها موسى عليه السلام في جبل سيناء, المدونة بالتوراة وأسفار الأنبياء والمكتوبات.
• القياس: وهو الطرق التي يتوصل بها حكماء الشريعة إلى الحكم في أمور مستجدّة لم ترد صراحة في التوراة, وتتم بالاستعانة بقياسات لغوية من مواضع مختلفة بالتوراة أو باستخدام المنطق, ويتضمن ذلك سبعة عناصر:
1. الغموض في موضع والوضوح في موضع آخر. 2. من الحكم العام يعرف الخاص. 3. قياس القيمة (مبدأ التساوي). 4. قياس "كم بالأحرى". 5. قياس قوّة النصّ. 6. قياس التغليب. 7. قياس جملة الشبه.
وكان حكماء القراءين في الماضي الذين يوضحون الأحكام عن طريق القياس يورثون لقب "قيّاس ابن قيَّاس", إذا استنبط الحفيد حكمًا عن طريق القياس.
• معاناة التقاليد - المسماة أيضًا النسخ المتسلسل – وهو جميع العادات التي كانت تمارس في الماضي، وفي بعض الحالات حتى قبل إعطاء التوراة، وتم نقلها من جيل إلى جيل (مثل كيفية تنفيذ الذبح الطقسي, أو طريقة الختان). كل ذلك بشرط عدم الاصطدام أو التعارض مع التوراة المدونة بالإضافة إلى أن ذلك مرتبط بطريقة التنفيذ الدقيقة لوصية معينة مكتوبة بالتوراة (في حالة الذب- - وصية تحريم أكل الدم). لا يدعي القراءون أن هذه العادات قد أعطاها الله، لكنهم يرفضون أي تقليد آخر يتناقض مع هذه التقاليد.
ينظر القراءون إلى التوراة على أنها كتاب الله المقروء في حين أو في مقابل الكون ككتابه المنظور. وتذكر مصادر أن ظهور القرائين واكب ظهور المسيح عليه السلام, وأنهم هم المنشقون الأوائل الذين تحدثت عنهم لفائف مخطوطات البحر الميت التي عثر عليها في كهوف قمران, وقيل إنهم آمنوا بالمسيح مخالفين بذلك اليهود الربانيين, باعتباره من أولياء الله العارفين بأحكام التوراة, وليس باعتباره نبيًا مرسلا صاحب شريعة جديدة ناسخة لشريعة موسى عليه السلام, وأما الإنجيل فهو أحواله كما عايشها حواريوه.
وتنكر اليهودية الربانية هذه العلاة بين هذه الجماعات المنشقة الأولى والقرائين, وإلا فأين كانوا طوال خمسمائة سنة من تاريخ نهاية هذه الجماعات إلى تاريخ ظهور القرائين متأثرين بفكر المعتزلة في الإسلام, المتمثل في فرقهم الأولى؛ العيسوية والمغارية واليودجانية والموشكانية.
ويذكر الربانيون أن ظهور القرائين كان بتأثير من المتكلمين المسلمين خاصة فرقة المعتزلة ولذا يسمّى القراءون بمعتزلة اليهود ومعظمهم من الظاهريين وأخذوا عن المسلمين القياس والإجماع في الأحكام الشرعية ويقولون بالاجتهاد ورفضوا مثلهم التشبيه.
وينسب القراءون إلى شخصين هما عنان بن داود مرجع العنانية, وبنيامين بن موسى النهاوندي الذي قيل إنه أول من تسمّى القراءون باسمهم في عهده, والأول يؤكد على الاجتهاد والثاني هو فيلسوف الجماعة الذي استعان بفلسفة اليونان لينفي التشبيه عند اليهود.
ولكي يجمع عنان حوله أكبر قدر من اليهود الذين يؤمنون بفرقته انتقل من القدس إلى مصر ونشر هناك أخبار فرقته وتمكن بذلك من تكوين جالية قرائية ضخمة جدًا بين الربانيين في مصر.
ومن مؤلفات عنان بن داود:
1. كتاب الوصايا (ספר המצוות), المتضمن جميع الوصايا الواجبة على اليهودي, وهو مدوّن بالآرامية, وضمنه أيضًا مبادي العقيدة القرائية.
2. تفسير التوراة (פירוש התוה), ويتضمن تفسيرًا للأسفار الخمسة الأولى من كتاب التناخ, على حسب البشاط (التفسير البسيط), دون التطرق إلى منهج الدراش, كما فسره الربانيون.
3. كتاب بدلخا (פדלכה), وهو تفسير مختصر لفهم الشريعة.
يتبع
د. سامي الإمام
يرتبط ظهور القرائية كحركة دينية بشخصية الحكيم عنان بن داود, في القرن الثامن الميلادي بحسب عدد من الباحثين, وعلى ذلك فقد كان عدد القرائين 40% من إجمالي عدد اليهود في القرنين التاسع والعاشر, في حين يصل تعدادهم الآن القرن ال 21, أقل من 1%.
يدعى القراءون أيضًا باسم "أبناء المقرا" و"أصحاب المقرا", ويرجع ذلك إلى أنهم يعترفون بالقرا فقط دون المشنا والتلمود أو ما يسمى التوراة الشفهية. كما يسمون أيضًا التناخيين (نسبة إلى التناخ/أجزاء الكتاب المقدس اليهودي الثلاثة: توراة وأنبياء وكتب), لكنه أقل شيوعًا من التسمية الأخرى. ويطلق عليهم أحيانًا "العنانيين" على اسم المجموعة الرائدة التي انشقت عن الجسد اليهودي الكبير؛ الربانيين, وتسمت باسم زعيمها "عنان بن داوود".
ويؤمن القراءون بألوهيم فقط كإله, وبأنبياء المقرا كمبعوثيه وبأقوالهم كأقوال ألوهيم. وهم لا يعترفون بالتوراة الشفهية أو أية إضافات أخرى متأخرة للتناخ, وبذلك يكونون يعترفون بالتوراة والأنبياء فقط ويعدذون المكتوبات, القسم الثالث من المقرا كحكم مكتسبة من الحياة على خلفية التوراة.
مصادر شريعتهم
• المقرا: وهى ال 24 سفرًا من التناخ, الذين يضمون جميع الوصايا؛ افعل او لا تفعل التي تسلمها أو تلقاها موسى عليه السلام في جبل سيناء, المدونة بالتوراة وأسفار الأنبياء والمكتوبات.
• القياس: وهو الطرق التي يتوصل بها حكماء الشريعة إلى الحكم في أمور مستجدّة لم ترد صراحة في التوراة, وتتم بالاستعانة بقياسات لغوية من مواضع مختلفة بالتوراة أو باستخدام المنطق, ويتضمن ذلك سبعة عناصر:
1. الغموض في موضع والوضوح في موضع آخر. 2. من الحكم العام يعرف الخاص. 3. قياس القيمة (مبدأ التساوي). 4. قياس "كم بالأحرى". 5. قياس قوّة النصّ. 6. قياس التغليب. 7. قياس جملة الشبه.
وكان حكماء القراءين في الماضي الذين يوضحون الأحكام عن طريق القياس يورثون لقب "قيّاس ابن قيَّاس", إذا استنبط الحفيد حكمًا عن طريق القياس.
• معاناة التقاليد - المسماة أيضًا النسخ المتسلسل – وهو جميع العادات التي كانت تمارس في الماضي، وفي بعض الحالات حتى قبل إعطاء التوراة، وتم نقلها من جيل إلى جيل (مثل كيفية تنفيذ الذبح الطقسي, أو طريقة الختان). كل ذلك بشرط عدم الاصطدام أو التعارض مع التوراة المدونة بالإضافة إلى أن ذلك مرتبط بطريقة التنفيذ الدقيقة لوصية معينة مكتوبة بالتوراة (في حالة الذب- - وصية تحريم أكل الدم). لا يدعي القراءون أن هذه العادات قد أعطاها الله، لكنهم يرفضون أي تقليد آخر يتناقض مع هذه التقاليد.
ينظر القراءون إلى التوراة على أنها كتاب الله المقروء في حين أو في مقابل الكون ككتابه المنظور. وتذكر مصادر أن ظهور القرائين واكب ظهور المسيح عليه السلام, وأنهم هم المنشقون الأوائل الذين تحدثت عنهم لفائف مخطوطات البحر الميت التي عثر عليها في كهوف قمران, وقيل إنهم آمنوا بالمسيح مخالفين بذلك اليهود الربانيين, باعتباره من أولياء الله العارفين بأحكام التوراة, وليس باعتباره نبيًا مرسلا صاحب شريعة جديدة ناسخة لشريعة موسى عليه السلام, وأما الإنجيل فهو أحواله كما عايشها حواريوه.
وتنكر اليهودية الربانية هذه العلاة بين هذه الجماعات المنشقة الأولى والقرائين, وإلا فأين كانوا طوال خمسمائة سنة من تاريخ نهاية هذه الجماعات إلى تاريخ ظهور القرائين متأثرين بفكر المعتزلة في الإسلام, المتمثل في فرقهم الأولى؛ العيسوية والمغارية واليودجانية والموشكانية.
ويذكر الربانيون أن ظهور القرائين كان بتأثير من المتكلمين المسلمين خاصة فرقة المعتزلة ولذا يسمّى القراءون بمعتزلة اليهود ومعظمهم من الظاهريين وأخذوا عن المسلمين القياس والإجماع في الأحكام الشرعية ويقولون بالاجتهاد ورفضوا مثلهم التشبيه.
وينسب القراءون إلى شخصين هما عنان بن داود مرجع العنانية, وبنيامين بن موسى النهاوندي الذي قيل إنه أول من تسمّى القراءون باسمهم في عهده, والأول يؤكد على الاجتهاد والثاني هو فيلسوف الجماعة الذي استعان بفلسفة اليونان لينفي التشبيه عند اليهود.
ولكي يجمع عنان حوله أكبر قدر من اليهود الذين يؤمنون بفرقته انتقل من القدس إلى مصر ونشر هناك أخبار فرقته وتمكن بذلك من تكوين جالية قرائية ضخمة جدًا بين الربانيين في مصر.
ومن مؤلفات عنان بن داود:
1. كتاب الوصايا (ספר המצוות), المتضمن جميع الوصايا الواجبة على اليهودي, وهو مدوّن بالآرامية, وضمنه أيضًا مبادي العقيدة القرائية.
2. تفسير التوراة (פירוש התוה), ويتضمن تفسيرًا للأسفار الخمسة الأولى من كتاب التناخ, على حسب البشاط (التفسير البسيط), دون التطرق إلى منهج الدراش, كما فسره الربانيون.
3. كتاب بدلخا (פדלכה), وهو تفسير مختصر لفهم الشريعة.
يتبع
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق