****************************
على الرغم من أن تفسيرات الحكماء لأصول العقيدة اليهودية خلقت أسبابًا للكراهية المتبادلة بين اليهود وسائر الأمم إلا أنها تحتفظ بومضات ساطعة بمقياس الإنسانية المحايدة!! وهى دليل أكيد على أن الدين, أي دين سماوي, لابد أن يحتوي على ما يجمع البشرية كلها, تحت مباديء متفق عليها وعلى نجاعتها؛ فلو فتّشنا في المصادر اليهودية؛ سواء في كتاب اليهودية الأول المقدّس, أو في الملحقات التي ربما احتلّت مكانة مرموقة أكثر من الأصول, سنجد ما يركن إليه في العثور على ومضات إنسانية لا تقلّ روعة عن تلك التي جاءت في القرآن الكريم أو في الإنجيل. ومن مبادي الحبر الأعظم هلّيل, في ذلك:
* "ابحث عن السلام واقتف أثره." - وكان هذا هو شعار أتباع هليل.
* "أن الصالح العام لا بد أن يعدّ على حساب بؤس الأفراد أو سعادتهم"!
* كان هلّيل عدوًا للتقي الأحمق, وللنفاق, وللرؤية المتعصبة التي تحاول رفض قيم هذا العالم والعزف على مبادئ العالم الآخر.
* عارض هلِّيل استغلال الطقوس والشعائر التقليدية والأعباء التشريعية فقد يصعب على الناس تحمّل تلك الأعباء.
* اعتبر هلّيل أن الشهرة مثل السلطة الدينية البارزة لجيله فقد استمر يعمل في جو من الدخان والسخام ويكسب عيشه من مهنة الحدادة. كما كان في الوقت ذاته مدافعًا بليغًا عن العقيدة اليهودية أمام العالم الخارجي. فإن عاش حياة بسيطة فذلك لأنه لم يستخدم " التوراة باعتبارها إكليلا" بمعنى : أداة للزينة دون العمل بها!!.
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق