الاثنين، 17 ديسمبر 2018

من الأجادا

********
لم تكن الأجادا (الجمارا غير التشريعية بالتلمود), مجرد خرافات وقصص مزيفة, بل كان الهدف من ورائها في كثير من حكاياتها نشر الحكمة وتعليم الناس. فكان مخزون القصص والحكايات عند من كتبها عبر العصور يحمل خبرة التجربة الإنسانية ووضعها في قالب قصصي وعظي يراد من ورائه حكمة لا تنكر ولم تأت من فراغ.

من ذلك:
• عاش ذئب في الغابة وجاء يومًا من تلقاء نفسه وأندسّ في قطيع من الغنم, كشفه الراعي وكان يقدّم له الطعام والشراب باهتمام, بل كان يصاحبه ويحبه أكثر من غنمه. قالوا له: أتصاحب هذا الذئب وتهتم به أكثر من غنمك؟! قال: كم تعبت في تربية غنمي, أخرجهم في الصباح وأعيدهم في المساء, وحتى الآن لم يكبروا بعد, أما هذا الذي كبر في الصحراء والغابات وجاءني من تلقاء نفسه وعاش بين غنمي, أفلا أحبه؟! (مختارات شمعونية).
• كان شخص يسير في الطريق, وشاهد مجموعة من الكلاب الضالة الشرسة, فخاف على نفسه منهم, وعلى الفور دفعه خوفه وذكاؤه إلى الجلوس بينهم وتقمّص هيئة كلب وسار على أربع, فلم يؤذوه!! (أجادوت حاييم نحمان بياليك)
• قال خنزير (وهو حيوان نجس في اليهودية) لحيوان طاهر:
أتريدون أن تحملوا لنا جميلا؟ - لولاني وأصحابي لم تكونوا تعرفون أنكم طاهرون!

• كان عصفور في قفص, وقف بجواره عصفور آخر (طليق), وقال له: ما أسعدك, بطعامك الوفير الذي بجوارك دائمًا, دون تعب!. قال له العصور المسجون في القفص: أرأيت الطعام ولم تر القفص؟!
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق