كيف عاش اليهود في مصر عبر مئات السنين, وحتى إعلان كيانهم "إسرائيل" ؟
كان لليهود في مصر نشاط اقتصادي مميز انتشرت فيه متاجرهم وأعمالهم الاقتصادية التي شملت مختلف نواحي الاقتصاد وميادينه ويأتي أهمها البنوك والتي منها بنك "موصيري", و"سوارس", وزلخة, والبنك العقاري, وغيرهم.
كما كان نشاطهم التجاري الشهير ومن أهم محلاتهم شركات بنزايون (بن صهيون), وشيكوريل, وشملا, وعدس, وريڤولي, والملكة الصغيرة, وكثير من متاجر الجملة والتجزءة التي تشهد لأصحاب تلك المحلات وموظفيها اليهود بالخبرة الواسعة.
وكان لهم أنشطة تجارية عظيمة عادت عليهم بالمكاسب الوفيرة, لكن للأسف فإن معظم تلك المكاسب والأموال هربت خارج مصر بأساليب ملتوية ليساهم أغلبها في النهاية في بناء إسرائيل ودعمها, لتضر بذلك الاقتصاد الوطني من ناحية وأمن مصر وسلامتها من ناحية أخرى.
هل هناك أكثر سماحة من أن الحاخام "حاييم ناحوم" أفندي الذي عين حاخامًا لطائفة اليهود الربانيين في مصر اعتبارًا من عام 1925 حتى وفاته عام 1960 عن عمر يناهز 88 عامًا, كان عضوًا في مجمع اللغة العربية.! ويوسف أصلان قطاوي, الذي كان نائبًا بالبرلمان عن دائرة كوم أمبو بعد ثورة 1919, وكان عضوًا في مجالس استشارية عدة لمؤسسات صناعية ومالية.
أراضي مصرية بالمجان :
واقتضت سماحة مصر واحترامها للأديان, ومعتنقيها, تقديم الأراضي التي بنيت عليها المعابد اليهودية وبعض المحافل والمقابر الخاصة بالطائفة بالمجان, كما منحت تيسيرات كبيرة لهم تتفق وحجم مصر.
فانتشرت دور العبادة اليهودية؛ المعابد, والكُنُس, والمحافل, وكذا المقابر, في مصر عبر التاريخ, فكانت في القاهرة والإسكندرية وعواصم الأقاليم, وكان مما ساعد على انتشارها تيسيرات الحكومة المصرية التي قدمت لهم الأرض بالمجان مع تيسيرات البناء.
وقد بلغ عدد تلك المعابد والمحافل 29 معبدًا في القاهرة وفي الإسكندرية بلغ 20 معبدًا وكنيسًا.
معابد القاهرة :
نذكر منها معبد ابن ميمون, ويرجع تاريخه إلى عام 1887, ومكانه حارة اليهود, ومحفل بني بريت (أبناء العهد/الحلفاء), وكانت أسسته طائفة الربانيين (وينتمي إليها غالبية اليهود) سنة 1911, ومعبد الإسماعيلية ومكانه شارع عدلي بوسط القاهرة, وشيدته عائلة موصيري سنة 1907, ومعبد ابن عزرا بحي مصر القديمة, وهو من أهم وأقدم معابد القاهرة, ومعبد نيڤيه شالوم بالسكاكيني وكان تأسس عام 1890, وهو أكبر من معبد الإسماعيلية وتحيط به حديقة واسعة وأعمدته من المرمر الثمين, وكنيس نسيم لليهود الأشكناز (الغربيين) وشيد عام 1894 بالقرب من ميدان الظاهر, وكنيس أسهايم يوحانان بشارغ غمرة, وكنيس آخر لليهود الأشكناز بالظاهر أسس سنة 1912, وكنيس خاص بعائلة موصيري أسس سنة 1905, وكنيس رابي, ومعبد راب إسماعيل بشارع الصقالية .
وهناك معابد وكُنُس أخرى عدة, بالإضافة إلى أحواش عائلات يهودية مثل جرين, ومزراحي, وقطاوي, وغيرهم.
تركز كثير من المعابد اليهودية التي ذكرت في الحي الإسرائيلي أو حارة اليهود ويرجع تاريخها إلى أكثر من مائتي عام ويحيط اليهود هذه المعابد بكثير من الروايات التي يغلب عليها طابع الخيال وحدوث البركات والاستجابة للدعوات, فمثلا معبد راب حاييم الذي سمي باسم صاحبه الذي كان قاضيًا لليهود في مصر وكان كفيف البصر, فيذكر عنه أن بعض المتخاصمين اتهموه بالظلم في حكمه فقال لهما : سأصعد إلى بيتي ثم أهبط فإن لم اعدل بينكما فسأظل اعمى كما أنا, أما إذا كنت عادلا فسأنزل إليكما وقد ارتدّ بصري, ولما هبط من منزله وجده المتخاصمان قد أصبح من المبصرين فآمنا به كما آمن به كثير من اليهود منذ ذلك الحين.
معابد الإسكندرية :
نذكر منها معبد الياهو جنابي وهو من أقدم معابد المدينة وقد أسس عام 1354, وأعيد تأسيسه عام 1850, ومعبد زراديل الذي انشأته عائلة زراديل سنة 1391, وأعيد تأسيسه عام 1880, ومقره بحي اليهود في سوق السمك القديم, ومعبد عزوز الذي تأسس من قرون بعيدة ولم يعرف تاريخ إنشائه, وجدد بناؤه سنة 1853, ومعبد مِنَشِيه وأسس سنة 1882 ومعبد جرين أسسته عائلة جرين في حي محرم بك سنة 1901, ومعبد يعقوڤ ساسون تأسس سنة 1910 بحي جليم, ومعبد كاسترو الذي تأسس سنة 1920 بمحرم بك, ومعبد شاعار تفيلاه الذي أسس سنة 1922 في كامب شيزار, ومعبد الياهو حزان الذي تأسس سنة 1937 في سبورتنج, ومعبد نزاح يسرائيل الذي تأسس سنة 1920. هذا إلى جانب معابد أخرى كانت تهدمت واندثرت من الوجود بفعل الزمن.
معابد أخرى:
كما انتشرت معابد يهودية أخرى في بعض مدن مصر التي سكنها بعض أعضاء الطائفة في مدينة طنطا كانت هناك كُنُس ومحافل هى محفل أوهيل موشيه (خيمة موسى), وكنيس المغاربة, وكنيس باخور موتق (البكر الجميل), وكنيس لونا بوتون الذي تأسس سنة 1924. وفي المنصورة يوجد محفل ماجن دڤيد (نجمة/درع داود), ومعبد حسون الذي أسسه إبراهيم حسون سنة 1898, ومعبد كوهين الذي أسس مخلوف كوهين وزوجته سيمحا سنة 1913. وفي مدينة المحلة كان هناك معبد الأستاذ الذي تأسس منذ قرون طويلة في حي خوخة اليهود وينسب إلى أحد أحبارهم وهو فضيل بن آبي أوي بن حنانئيل الأمشاطي. وفي بورسعيد محفل إسرائيل ثم معبد سوكات شالوم (مظلة السلام), وكنيس بينان, هذا إلى جانب معبد سويروس بدمنهور ومعبد هارون جيڤعاي بالزقازيق, ومعبد كليمان باردو بميت غمر.
ولليهود مقابرهم الخاصة ففي القاهرة توجد مقابرهم بحي البساتين, وقد حرصت الطائفة على العناية بأمرها عن طريق لجنة تسمى لجنة المقابر , وكانت مهمتها تنظيمها وتقسيمها لتسهيل معرفة أصحابها على الزوار, ووضعت الطائفة رسمًا للمقابر تقوم بجمعه من الموسرين وأفراد الطائفة, وذلك لعمل التوسعات المطلوبة وتقسيمات الأرض بالشكل الذي يجعلها تواكب حركة الزوار ومراسم الدفن واحتياجات الطائفة, وكانت الحكومة المصرية تساهم في هذه المساعدات المطلوبة للمقابر.
د. سامي الإمام.
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
كان لليهود في مصر نشاط اقتصادي مميز انتشرت فيه متاجرهم وأعمالهم الاقتصادية التي شملت مختلف نواحي الاقتصاد وميادينه ويأتي أهمها البنوك والتي منها بنك "موصيري", و"سوارس", وزلخة, والبنك العقاري, وغيرهم.
كما كان نشاطهم التجاري الشهير ومن أهم محلاتهم شركات بنزايون (بن صهيون), وشيكوريل, وشملا, وعدس, وريڤولي, والملكة الصغيرة, وكثير من متاجر الجملة والتجزءة التي تشهد لأصحاب تلك المحلات وموظفيها اليهود بالخبرة الواسعة.
وكان لهم أنشطة تجارية عظيمة عادت عليهم بالمكاسب الوفيرة, لكن للأسف فإن معظم تلك المكاسب والأموال هربت خارج مصر بأساليب ملتوية ليساهم أغلبها في النهاية في بناء إسرائيل ودعمها, لتضر بذلك الاقتصاد الوطني من ناحية وأمن مصر وسلامتها من ناحية أخرى.
هل هناك أكثر سماحة من أن الحاخام "حاييم ناحوم" أفندي الذي عين حاخامًا لطائفة اليهود الربانيين في مصر اعتبارًا من عام 1925 حتى وفاته عام 1960 عن عمر يناهز 88 عامًا, كان عضوًا في مجمع اللغة العربية.! ويوسف أصلان قطاوي, الذي كان نائبًا بالبرلمان عن دائرة كوم أمبو بعد ثورة 1919, وكان عضوًا في مجالس استشارية عدة لمؤسسات صناعية ومالية.
أراضي مصرية بالمجان :
واقتضت سماحة مصر واحترامها للأديان, ومعتنقيها, تقديم الأراضي التي بنيت عليها المعابد اليهودية وبعض المحافل والمقابر الخاصة بالطائفة بالمجان, كما منحت تيسيرات كبيرة لهم تتفق وحجم مصر.
فانتشرت دور العبادة اليهودية؛ المعابد, والكُنُس, والمحافل, وكذا المقابر, في مصر عبر التاريخ, فكانت في القاهرة والإسكندرية وعواصم الأقاليم, وكان مما ساعد على انتشارها تيسيرات الحكومة المصرية التي قدمت لهم الأرض بالمجان مع تيسيرات البناء.
وقد بلغ عدد تلك المعابد والمحافل 29 معبدًا في القاهرة وفي الإسكندرية بلغ 20 معبدًا وكنيسًا.
معابد القاهرة :
نذكر منها معبد ابن ميمون, ويرجع تاريخه إلى عام 1887, ومكانه حارة اليهود, ومحفل بني بريت (أبناء العهد/الحلفاء), وكانت أسسته طائفة الربانيين (وينتمي إليها غالبية اليهود) سنة 1911, ومعبد الإسماعيلية ومكانه شارع عدلي بوسط القاهرة, وشيدته عائلة موصيري سنة 1907, ومعبد ابن عزرا بحي مصر القديمة, وهو من أهم وأقدم معابد القاهرة, ومعبد نيڤيه شالوم بالسكاكيني وكان تأسس عام 1890, وهو أكبر من معبد الإسماعيلية وتحيط به حديقة واسعة وأعمدته من المرمر الثمين, وكنيس نسيم لليهود الأشكناز (الغربيين) وشيد عام 1894 بالقرب من ميدان الظاهر, وكنيس أسهايم يوحانان بشارغ غمرة, وكنيس آخر لليهود الأشكناز بالظاهر أسس سنة 1912, وكنيس خاص بعائلة موصيري أسس سنة 1905, وكنيس رابي, ومعبد راب إسماعيل بشارع الصقالية .
وهناك معابد وكُنُس أخرى عدة, بالإضافة إلى أحواش عائلات يهودية مثل جرين, ومزراحي, وقطاوي, وغيرهم.
تركز كثير من المعابد اليهودية التي ذكرت في الحي الإسرائيلي أو حارة اليهود ويرجع تاريخها إلى أكثر من مائتي عام ويحيط اليهود هذه المعابد بكثير من الروايات التي يغلب عليها طابع الخيال وحدوث البركات والاستجابة للدعوات, فمثلا معبد راب حاييم الذي سمي باسم صاحبه الذي كان قاضيًا لليهود في مصر وكان كفيف البصر, فيذكر عنه أن بعض المتخاصمين اتهموه بالظلم في حكمه فقال لهما : سأصعد إلى بيتي ثم أهبط فإن لم اعدل بينكما فسأظل اعمى كما أنا, أما إذا كنت عادلا فسأنزل إليكما وقد ارتدّ بصري, ولما هبط من منزله وجده المتخاصمان قد أصبح من المبصرين فآمنا به كما آمن به كثير من اليهود منذ ذلك الحين.
معابد الإسكندرية :
نذكر منها معبد الياهو جنابي وهو من أقدم معابد المدينة وقد أسس عام 1354, وأعيد تأسيسه عام 1850, ومعبد زراديل الذي انشأته عائلة زراديل سنة 1391, وأعيد تأسيسه عام 1880, ومقره بحي اليهود في سوق السمك القديم, ومعبد عزوز الذي تأسس من قرون بعيدة ولم يعرف تاريخ إنشائه, وجدد بناؤه سنة 1853, ومعبد مِنَشِيه وأسس سنة 1882 ومعبد جرين أسسته عائلة جرين في حي محرم بك سنة 1901, ومعبد يعقوڤ ساسون تأسس سنة 1910 بحي جليم, ومعبد كاسترو الذي تأسس سنة 1920 بمحرم بك, ومعبد شاعار تفيلاه الذي أسس سنة 1922 في كامب شيزار, ومعبد الياهو حزان الذي تأسس سنة 1937 في سبورتنج, ومعبد نزاح يسرائيل الذي تأسس سنة 1920. هذا إلى جانب معابد أخرى كانت تهدمت واندثرت من الوجود بفعل الزمن.
معابد أخرى:
كما انتشرت معابد يهودية أخرى في بعض مدن مصر التي سكنها بعض أعضاء الطائفة في مدينة طنطا كانت هناك كُنُس ومحافل هى محفل أوهيل موشيه (خيمة موسى), وكنيس المغاربة, وكنيس باخور موتق (البكر الجميل), وكنيس لونا بوتون الذي تأسس سنة 1924. وفي المنصورة يوجد محفل ماجن دڤيد (نجمة/درع داود), ومعبد حسون الذي أسسه إبراهيم حسون سنة 1898, ومعبد كوهين الذي أسس مخلوف كوهين وزوجته سيمحا سنة 1913. وفي مدينة المحلة كان هناك معبد الأستاذ الذي تأسس منذ قرون طويلة في حي خوخة اليهود وينسب إلى أحد أحبارهم وهو فضيل بن آبي أوي بن حنانئيل الأمشاطي. وفي بورسعيد محفل إسرائيل ثم معبد سوكات شالوم (مظلة السلام), وكنيس بينان, هذا إلى جانب معبد سويروس بدمنهور ومعبد هارون جيڤعاي بالزقازيق, ومعبد كليمان باردو بميت غمر.
ولليهود مقابرهم الخاصة ففي القاهرة توجد مقابرهم بحي البساتين, وقد حرصت الطائفة على العناية بأمرها عن طريق لجنة تسمى لجنة المقابر , وكانت مهمتها تنظيمها وتقسيمها لتسهيل معرفة أصحابها على الزوار, ووضعت الطائفة رسمًا للمقابر تقوم بجمعه من الموسرين وأفراد الطائفة, وذلك لعمل التوسعات المطلوبة وتقسيمات الأرض بالشكل الذي يجعلها تواكب حركة الزوار ومراسم الدفن واحتياجات الطائفة, وكانت الحكومة المصرية تساهم في هذه المساعدات المطلوبة للمقابر.
د. سامي الإمام.
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق