الأحد، 21 يوليو 2019

يهود اثيوبيا / الفلاشا (1) #יהודי_אתיופיה


ليست لدينا معلومات موثقة عن "يهود إثيوبيا/الفلاشا", لعدم توفّر مصادر تتناول تاريخهم ونشأتهم. ولأن أغلب الشائع عنهم تكوّن عن مصادر شفهية نقلت تاريخهم وسيرتهم شفاهة من جيل إلى جيل آخر.

فلاشا, وبالعبرية פלשה: يعني اللفظ يالغة الجعزية "الرحالة"و"المتجولون", وقد برزت هذه التسمية حين أصدر امبراطور إثيوبيا الأول ايزاك (في القرن الخامس عشر الميلادي), مرسومًا يعدّ بمقتضاه كل من يرفض التحول إلى المسيحية "فلاشا"؛ أي بدويًا رحالا متجولا ولا يتملك أرضًا أبدًا. وهناك تعليلا آخر للاسم فلاشا, وهو أنه يعني بالجعزية أيضًا الغرباء, أو المنبوذون, وهى التسمية التي أطلقها عليهم النصارى آنذاك, وربما يرجع سبب التسمية (منبوذون) إلى أنهم يعيشون بمعزل عن بقية المجتمع الإثيوبي المسيحي, وهى عادة اليهود دائمًا يعيشون في أحياء معزولة خاثة بهم وهو أحد مظاهر تكبّر اليهود وتميزهم عمّن سواهم من البشر وتحريم الاختلاط بغيرهم!
وللفلاشا توراتهم الخاصة المسماه (أوريت), وهى كلمة باللغة الجِعْزِيَّة (السامية الحبشية), وترجع اللفظة (أوريت) إلى أصل آرامي يعني (تعليم/شريعة). تتضمن توراتهم كتبًا خارجية, مثل حنوخ, واليوابيل. وتتشابه توراة يهود إثيوبيا مع كتاب (العهد الجديد) للكنيسة الإثيوبية, ويقصد بالتوراة (أوريت), أسفار موسى الخمسة.
لذلك لن اعتمد على مصادر ضعيفة وسأحاول استكشاف تاريخهم من خلال مصادر يمكن أن تقدم صورة معقولة عنهم.
يعدّ اللقاء الأول الموثق بين يهود إثيوبيا ويهود العالم هو ذلك الذي يظهر في كتاب (سؤال وجواب), لرابي "دفيد بن عزرا"؛ حاخام مصر في القرن السادس عشر, حين طُلب منه أن يحسم موقف مجموعة من العبيد اليهود السود الذين انحدروا من منابع النيل. أجاب الحاخام: "إن هؤلاء العبيد هم يهود بكل ما تحمله الكلمة من معنى" وأوجب معاملتهم معاملة "الأخوة"! وعدت إجابته هذه سندًا ليهوديتهم حتى القرن العشرين.
بدأ يهود أوروبا, في النصف الثاني من القرن التاسع عشر, التعبير عن الاهتمام البالغ بما أسموه "الأخوة المفقودون". وفي 1846, أعلن الحاخام "عزريئيل هيلدتسيمر" دعوته ليهود العالم يناشدهم فيه بإنقاذ هذه القبيلة اليهودية من التبشير بالمسيحية هناك! 
في سنة 1867 ارسلت جمعية تسمى "كل إسرائيل أخوة" الكائنة بباريس, "يوسف هاليفي", الذي يعدّ أول يهودي من أوربا يزور يهود إثيوبيا ويقف على أحوالهم هناك.
ويهود الفلاشا يسمون بيت الصلاة (مسجد) وليس معبد), ويسجدون, كما يسجد المسلمون, على الأصل, القديم للسجود الذي اختفى في اليهودية والمسيحية. ويسمون رجل الدين (قسّ) وليس (حاخام) كبقية اليهود في العصر الحديث. ويعدّ يهود الفلاشا أنفسهم (شعب الله المختار) بدلا من يهود إسرائيل! يرجع ذلك لاعتقاد جازم لديهم بأن "تابوت العهد" هُرّب وخُبأ على أرضهم منذ خراب البيت الأول (سنة 586 ق.م).
ولما كان من المعروف أن يهود إثيوبيا هم من الفقراء المعدمين فقد سئل "بن جوريون", رئيس وزراء إسرائيل الأول, ذات مرة عن يهود الفلاشا وإمكانية تهجيرهم إلى إسرائيل فقال: "من الأفضل لهم أن يعتنقوا المسيحية في بلادهم، فلسنا في حاجة إلى مشكلات جديدة " !!.
واجه الفلاشا الذين نقلوا من إثيوبيا إلى إسرائيل لأسباب تتعلق بديموغرافية الكيان الصهيوني, مشكلات عدّة على رأسها حقيقة يهوديتهم، وطلبت منهم الحاخامية أن يتهودا، باعتبار أن يهوديتهم مشكوك فيها وتعدّ مرفوضة, حينما رفضوا ذلك، وافقت الحاخامية أن تتم عملية تهويد اسمية تأخذ شكل عملية ختان مخففة (استنزاف نقطة دم واحدة من مكان الختان) وحينما وافق بعض أعضاء الفلاشا، تم ختانهم مرتين، مرة على يد الحاخامية الأشكنازية، والأخرى على يد الحاخامية السفاردية!

ديموقراطية الفرز العنصري! حتى ضد اليهود من درجات دنيا!
عرب فلسطينيون متعاطفون مع يهود الفلاشا!
الفلاشا يسجدون على الأصل الذي ضاع واستهين به في اليهودية والنصرانية!

الفلاشا وُعدوا بالجنة في الكيان الصهيوني وقوبلوا بالنار والركل بالأحذية

يتبع
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق