الأحد، 1 ديسمبر 2019

يهود بفارس (إيران) יהודי פרס (איראן)

جدير بالذكر أن هذه المعلومات التاريخية عن يهود فارس/إيران مأخوذة من المصادر اليهودية المدونة باللغة العبرية, قمنا بترجمتها كما هى دون تدخل, إلى اللغة العربية ليتمكن القاريء العربي من معرفة التقييم الإسرائيلي لوضع الجالية اليهودية بفارس قديمًا ثم بإيران حديثًا لحقبة من الزمن تمتد لأكثر من 2500 سنة. 

يهود إيران, أو جالية يهود فارس, هى أكبر الجاليات اليهودية في آسيا, جالية يهودية شرقية في إيران. ويطلق عليهم في مؤسسات عدة ودوائر حكومية تسمية "يهود فارس" وتقاليدهم, على اسم مملكة فارس واللغة الفارسية. ويرى البعض أن وجود اليهود بإيران يرجع إلى بداية القرن الثامن قبل الميلاد, حين سقطت "مملكة إسرائيل" (720 ق.م) وتم إجلاء يهودها إلى خراسان في زمن الملك الأشوري "سنحريب". ولما اعتلى الملك الفارسي "قوروش" العرش أصدر أمرًا بعودة اليهود من بابل (وكانت بابل تحت الاحتلال الفارسي) إلى إسرائيل (538 ق.م), وبذلك اتاح الفرصة لليهود بإقامة مملكة يهودية في زمن البيت الثاني (الهيكل الثاني 538 ق.م – 136 م)
وبذلك يتواصل وجود يهود فارس في إيران لأكثر من 2500 سنة. ومن الطبيعي أن تكون الجالية اليهودية بإيران هى أكبر الجاليات اليهودية في الشرق الأوسط عدا يهود إسرائيل.
وهناك, بالإضافة إلى ذلك, جالية يهودية هاجرت/قدمت لإسرائيل من إيران. ويتضمن سفر "إستير" بكتاب "العهد القديم" صفة حياة اليهود في فارس في الزمن القديم تحت حكم الملك أحشويروش, وعيد الفوريم الذي يحتفل به كذكرى لتلك الأحداث. وطبقًا للتراث اليهودي فإن إيران تضم قبري اليهودي مُردِخَاي والملكة إستير, ويرى با حثون آثاريون هناك خرائب مدينة "شوشان". 
وبناء على أحداث "العهد القديم" فإن العبريين الأوائل الذين وصلوا إلى فارس (إيران), كانوا جزءًا من الأسباط العشرة الذين تمّ إجلاؤهم من مملكة إسرائيل الشمالية على أيدي الآشوريين بعد خرابها سنة 720 ق.م . وهى ما تعرف بالقبائل الضائعة. وفي سنة 586 ق.م بعد دمار مملكة يهودا الجنوبية, تم إجلاء أعداد كبيرة من اليهود إلى فارس على أيدي حكام بابل. الأمر الذي جعل اليهود يشكلون جاليات كبيرة قوية هناك! ومثال على تلك الجاليات اليهودية الضخمة نجده في تراث "إصفهان" التي كانت تسمى في الزمن القديم "يهوديَّة"! وأنها أقيمت على أيدي المنفيين اليهود هناك. ويمكننا اعتمادًا على دليل آخر في سفر إستير, كان في مدينة "برسبولس" (شوشان العاصمة), جالية يهودية تمتعت بمساواة في الحقوق. 
وثمّة تغير دراماتيكي حدث في أحوال يهود فارس في سنة 538 ق.م حين سمح قوروش ملك فارس لليهود بالعودة إلى وطنهم! لكن بقيت جالية يهودية في فارس بعد العودة إلى فلسطين.
تمتع اليهود, حتى القرن السابع الميلادي, بحكم مريح نسبيًا, وأقاموا علاقات اجتماعية واقتصادية مع الاستيطان اليهودي الجديد في فلسطين, وبطبيعة الحال مع استيطان بابل: وخضعوا لسلطة رئيس الجالوت (المنفى) في بابل (العراق) ومراكز التعليم اليهودية في سورا, ونهاردعه, وفومبيديتا, التي ترعرعت ونمت في عهد الأسرة البارثية.
في سنة 225م مع الاحتلال الساساني, اشتدّ موقف كهنة زرادشت المتعصبين, وتقوضت حالة الجالية اليهودية؛ فعانوا من الاضطهاد والمطاردة وماتت أعداد كبيرة منهم دفاعًا عن عقيدتهم. ووقعت بين السنوات 459 – 484م اضرابات شديدة ليهود إيران في فترة حكم الملك برويز الأول.
بدات حالة الجالية اليهودية في فارس تزداد سوءًا مع الفتح العربي الإسلامي لبلاد فارس في سنة 636م. وفي تلك الحقبة اشتدّ تأثير اليهودية القرائية (القراءون : طائفة يهودية تأثرت بفكر المعتزلة المسلمين في القرن الثامن الميلادي ولهم معتقداتهم التي تختلف نوعًا ما عن اليهودية العادية, المعروفة باليهودية الربانيَّة), واستمر التأثير لحقبة طويلة. 
ظهر بين يهود فارس مسيح كذاب, هو الخيَّاط أبو عيسى الأصفهاني, الذي حاول دفع اليهود لحمل السلاح والتمرد ضد العرب المسلمين, لكن هذا التمرد فشل في نهاية الأمر فشلا ذريعًا وعاني اليهود من آثاره كثيرًا. 
بدأ يهود إيران اعتبارًا من سنة 1100م إقامة جاليات وجماعات بطول طريق التجارة إلى الصين والشرق الأقصى. وبين سنوات 1221 – 1258م احتلت إيران الحديثة على أيدي الإمبراطورية المنغولية. تحسنت أحوال يهود إيران في زمن المنغوليين ووصل بعضهم إلى درجات عليا في الحكم المحلي. 
وفي عهد الامبراطورية الإيلخانية (القرن الـ 13م) تحسنت أحوال اليهود وبلغ بعضهم مراتب عليا في الحكم, منهم الطبيب اليهودي "سعد الدولة بن هبة الله" الذي تنكب منصب كبير الوزراء. والذي نجح معارضوه في قتله, وأشّر هذا الحدث لبداية حقبة من العنف ضد اليهود في أنحاء الدولة الفارسية. صعد, بعد ذلك بعشرات السنين يهودي آخر باسم "رشيد الدين فضل الله" (1247 – 1318م), الذي على العكس من سابقه لم يتمسك بيهوديته وقرر الدخول في الإسلام في سنّ الثلاثين. وحظي بمكانة كبيرة في بلاط القصر الإيلخاني وبرع أيضًا في التاريخ والعلم وذكر كأحد كبار المؤرخين والسياسيين الفرس في العصر الوسيط. لكنه مع ذلك حكم عليه بالموت سنة 1318, حين اتهم بتدبير اغتيال الحاكم الإيلخاني. 
وفي القرن الرابع عشر الميلادي ألّف الشاعر اليهودي الفارسي "مولانا شاهين شيرازي" ملحمة شعرية عن حكايات كتاب "العهد القديم". وقد دونت ملحمة شاهين على غرار التراث الفاطمي الفارسي وتذكر في بدايتها الملحمة الشعرية الفارسية "الشهنامة" (كتاب الملوك : يجمع قصص وحكايات الفرس وأساطيرهم قبل الإسلام). دونت ملحمة شاهين باللغة الفارسية اليهودية (لغة يهودية فارسية مدونة بحروف عبرية), وسار على نهجه عدد من الشعراء اليهود الفرس منهم "عمراني" (1536 – 1454م), وأليشع بن صموئيل (القرن ال 17) وغيرهم. 
وفي عام 1747م استوطن اليهود المدينة المقدسة "مَشْهَد". وفي 1839م بدأت عملية أسلمة يهود مشهد بالجبر, ومات كثير منهم وأصيب آخرون في عمليات الأسلمة والاضطهاد. وقد حافظ بعض يهود مشهد على يهوديتهم سرًا حتى ثلاثينيات القرن الماضي. 
وفي عهد الأسرة البهلوية نال اليهود تحررهم التام من كل القيود السابقة, وفي بدايات عشرينات القرن الماضي الأمر الذي جعلهم يهتمون بالصهيونية بل وأصدروا كتبًا عدة تتناول الفكر الصهيوني باللغة الفارسية. وعند إعلان الدولة (إسرائيل) كان بإيران 100 ألف يهودي, وكان في فلسطين 20 ألف يهودي فارسي. هاجر حتى 1969 أكثر من 70 ألف يهودي من إيران لإسرائيل.
ساءت أحوال الجالية اليهودية بإيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية وحكم آية الله الخميني, وغادرها, حتى عام 1990م, حوالي 55 ألف يهودي : 30 ألف إلى الولايات المتحدة الأمريكية, و20 ألف إلى إسرائيل, و5 آلاف إلى بلدان أوربا. وعلى الرغم من ذلك فإن الجالية اليهودية بإيران تحظى بحكم ذاتي ثقافي تعليمي نسبيًا, ولا تعاني اضطهادًا من جانب مسلمي إيران . يبلغ عدد يهود إيران اليوم حوالي 10 آلاف نسمة, يعانون الاضطهاد, والتحقير, والتهديد بعقوبة الموت شنقًا لمن يطالب بالهجرة من هناك! وفي إيران أيضًا جالية من البهائيين المعروفين بأنهم أحفاد يهود فارس الذين بدلوا دينهم.
ملامح من علاقات إسرائيل - إيران
قديمًا وحديثًا :
من المعروف أن الملك الفارسي "قوروش" هو الذي سمح لليهود بالعودة إلى أورشليم 538 ق.م وبناء هيكلها الذي كان نبوخذنصَّر البابلي دمره وأزاله من الوجود وسبى يهودًا كثر إلى بابل. وحذا أرتحشتا الأول (465 – 424 ق.م), حذو قوروش واتبع السياسة نفسها وأيد "عزرا", و"نحميا" لإعادة بناء الهيكل وبعض أبنية مدينة أورشليم. 
ولم يذكر ما يبرر تصرف هذا الملك الفارسي تجاه اليهود, إلا أن استقراء الظروف السياسية آنذاك يدل على أن دافعه في ذلك هو أن وجود كيان يهودي في فلسطين يدين بوجوده لإحسانه سيشكل توازنًا فعالا تجاه الحزب الموالي للمصريين (الفراعنة), الذي لعب دورًا بارزًا في السياسة في ذلك الوقت.
عمدت سياسة الغرب الجديدة بعد الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979م إلى توسيع فكرة الاسلام السياسي في منطقة الشرق الاوسط, وساعدت على ذلك مراكز الأبحاث التي تعتمد على استطلاعات الرأي وتقديم التحاليل والتقارير المزيفة الكاذبة والمضللة. وتم الدفع بإيران للدخول في حرب مع العراق لكبح جموح تنامي قوته العسكرية وإضعافه, في الوقت الذي اتيح لإيران لعب دور إعلامي وتوليها قيادة تطلعات تحررية للأراضي المقدسة (تحرير فلسطين وتدمير إسرائيل وإلقائها في البحر! 
لعبت إسرائيل, في حرب إيران/العراق وبعدها دورًا رئيسًا في تصدير/ونقل السلاح إلى إيران لمواجهة العراق. وليست ببعيدة فضيحة "إيران كونترا" التي كشفت عن تعاون عسكري ضخم بين إيران وإمريكا وإسرائيل!, صواريخ, وزخيرة, وقطع غيار لطائرات حربية, ومدرعات أمريكية, وغيرها.
ومن صور التعاون الإسرائيلي الإيراني الخفي – الذي تلمح له شخصيات غربية - تقديم إيران معلومات لوجيستية لضرب المفاعل النووي العراقي "تمّوز", بل وترتيب الأمور في حالة حدوث مشاكل تقنية للطائرات الحربية الإسرائيلية المنفذة للهجوم بالهبوط في مطار "تبريز" الإيراني العسكري سرًا! وفي الوقت الذي تنفي فيه إيران بشدة – على المستوى الرسمي - أي مشتروات للأسلحة من إسرائيل, نجد "هاشمي رافسنجاني" القائد السابق للمجلس العسكري, ينوه في حديثه إلى أن جزءًا من فضيحة السلاح "إيران كونترا" صحيحًا. ولم تنتظر إيران طويلا فصدر الحكم بإعدام شخص يدعى "مهدي هاشمي" كان وراء تسريب معلومات عن العلاقة الخفية بين إيران وأمريكا وإسرائيل, وهى ما ادت إلى الفضيحة!
ولم يكن "أريئيل شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يخفي سيرة صفقات السلاح الإسرائيلية التي تمت مع إيران, ويعدّ ذلك عربونًا لعلاقات وديّة معها في المستقبل"!. ويذكر في مذكراته التي تركها أنه سعى بشكل شخصي إلى توثيق علاقات إسرائيل مع الشيعة والدروز, ولا يرى في الشيعة أعداء على المديين القصير والبعيد"! وهو ما تبدو آثاره في تجنيد الدروز في وحدة النخبة "جولاني" وأنهم يبدون ولاء للصهيونية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم! كما رأينا كيف ان العقيد الفلسطيني الدرزي "غسان عليان" كان أكثر دموية من الصهاينة في مجزرة الشجاعية في عملية "الجرف الصامد", ولا يخفي ذلك !! 
هذه الصلات كان قد وضع جذورها الصهيوني القديم "بن جوريون" أول رئيس لوزراء الكيان الصهيوني حين صرح بضرورة إقامة علاقات قوية واستراتيجية مع البلدان غير العربية التي تحيط بالعرب لموازنة القوى لصالح إسرائيل وتقليص التهديد العربي, وكان يقصد بذلك إيران واثيوبيا وجنوب أفريقيا, في ذلك الوقت. 
وعلى صعيد العلاقة التجارية غير المباشرة بين إسرائيل وإيران تتم صفقات عن طريق معارض صينية وسيطة, وشركان بولندية, ومن ذلك شراء إيران أجهزة إنذار من الشركات الإسرائيلية, واستخدمت الشرطة والحرس الثوريّين أجهزة تنصّت إسرائيلية الصُنع، لقمع مظاهرات هناك. وأكثر من ذلك فإن هناك مؤشرات إلى شراء إيران مواد اولية تدخل في تصنيع غازي الخردل والسارين, من إسرائيل.
وأكثر من ذلك تتسرب عبر الصحافة الإسرائيلية أخبار صلات مريبة بين إسرائيل وإيران عبر وسيط ثالث هولندا او الصين كما ذكرنا سابقًا – فذكر انه تمت صيانة المنشأة النووية في مدينة "بوشهر" الإيرانية التي تضررت من هزات أرضية. وذكر قول أحد المهندسين البولنديين : 
“لقد أدهشنا حجم الفجوة بين المواجهة العلنية الإسرائيلية-الإيرانية وعمق التعاون التجاري بين الدّولتين”.
فهناك عدد كبير من الشركات في الدولتين تتعاونان تعاونًا وثيقًا خاصة في مجال تطوير برنامج المفاعل النووي الإيراني ووقوده اللازم لذلك, والمعدات التكنولوجية.
عن العلاقة بين الفكر الشيعي والديانة اليهودية
*************************************
لم أكن أرغب في الحديث عن طوائف مسلمة؛ شيعة وسنّة, لكن الأحداث تتوالى ويدلي فيها غيرنا بدلائهم فكان من المهم التعرف على الأقل على وجهة نظر غيرنا في بعض الأمور المتعلقة بالفكر الشيعي وعلاقته أو تشابهه ببعض الفكر اليهودي والذي سنعدّه تمهيدًا للعلاقة التي توصف بالبراجماتية (المصالح) بين إسرائيل وإيران!
فيرى باحثان إسرائيليان أن العلاقة بين الشيعة, وخاصة الفرقة الاثنا عشرية/ الإمامية, واليهود, هى علاقة وطيدة !, ويعتمد هؤلاء على التقارب الظاهر بين جذور اليهود متمثلة في الأسباط, الاثني عشر, والشيعة, الاثنا عشرية!. 
وسنقدِّم في هذا الصدد دراسة لأستاذين جامعيين إسرائيليين يحاولان تأصيل هذه العلاقة !!
فقد جاء في كتاب (بحث في حقيقة الأصول اللاهوتية والليتورجية (معقد شعبي) لطائفة النصيرية - العلوية الشيعية) الصادر, باللغة العبرية, في عام 2002, ما توصل إليه الكاتبان؛ "مئير بار أشير", أستاذ اللغة العربية والأدب بالجامعة العبرية, و"أرييه كوفسكي" من جامعة حيفا, المتخصص في علوم اللاهوت, والذي بحث لأكثر من عقدين من الزمان في موضوع العقيدة النصيرية- العلوية, وهى معتقد الطائفة العلوية. 
يقول الكاتبان إن هذه الطائفة انفصلت عن الشيعة وكونت طائفة شيعية راديكالية من حيث معتقداتها الدينية, التي توصف بـ (المغالاة). 
هذه الراديكالية الدينية تنعكس في صورة إلغاء فروض الإسلام وبالتالي لا ضرورة لإقامتها. 
وقد تناول هذا الكتاب, الذي نشرت أجزاء منه قضايا عدة في علم اللاهوت النُصيري, مثال قضية التثليث (المتأثرة بالنصرانية), وإسباغ كينونة إلهية (على الولي الفقيه). 
إن بعض الجوانب التي تتوحد بها هذه العقيدة والتي نالت حوارًا موسعًا بالكتاب هى قضية التوفيق بين الأديان؛ فمن جانب الأسس الإسلامية تبرز الأصول ذات مرجعية الإسلام السني, والشيعي على حد سواء بما في ذلك العقيدة النصيرية, التي تتضمن أصولا نصرانية, وأصولا من عقائد إيران, وأصولا وثنية.
هذا وقد أكمل "بار أشير" بالاشتراك مع "أرييه كوفسكي" كتابًا نقديًا عن المؤلف النصيري المعروف بـ "كتاب المعارف", وهو مؤلف من زمن العصور الوسطى دوِّن بقلم "أبو القاسم الطبراني" أحد اللاهوتيين المهمين الذين تناولوا "العقيدة النصيرية". ويتضمن هذا الإصدار عرض النص العربي لمخطوطتين (الأولى) من جامعة هامبورج, والثانية من مكتبة السليمانية في اسطنبول.
وكنا قدمنا فيما سبق دراسة لـ "بار أشير" عن العلاقة بين طائفة الشيعة واليهود, وعن مكانة اليهود واليهودية في الفكر الشيعي, فيوضح كيف أن طائفة الشيعة (خاصة التيار الإمامي, أو الاثنا عشرية), إلى جانب النظر إلى اليهود باعتبارهم نجس, والتشدد في مسألة الاتصال بهم, أكثر من طائفة الإسلام السنّي, تمسكت بوجهة النظر التي ترى في اليهود (خاصة بني إسرائيل القدماء) صورة طبق الأصل من طائفة الشيعة. 
فتتضمن تقاليد شيعية عدة تعبر عن أن الشيعة تعدّ نفسها وريثًا لشعب إسرائيل!. وأن كل شيء جيد في القرآن, جاء في هذه التقاليد يقصد به (بنو إسرائيل), وعلى العكس كل شيء سيء ورد بالقرآن, موجه ضد أعدائهم (يقصد المسلمين السنة).
قام "بار أشير" بدراسة يسعى من خلالها إلى تفسير لهذا التصور الشيعي الغريب, توصل فيها إلى أن تعليل وجهة النظر الشيعية هذه, أن بني إسرائيل كانوا في المنفى, خاصة منفى مصر (يقصد عصر موسى عليه السلام), رمزًا للأقلية المضطهدة التي عانت الاستعباد, لكنها في النهاية كتب لها الخلاص, وأخضِعت عدوها (فرعون) وحصلت على الاستقلال الديني والسياسي. وهو المثال الذي تتعلق به آمال طائفة الشيعة, التي عاشت أغلب تاريخها - بحسب المصدر العبري - كأقلية مضطهدة من الغالبية السنية. وكما أن مصير بني إسرائيل في مصر كان الخلاص هكذا يؤمن الشيعة أن مستقبل الشيعة سيكون في زوال السنة !!!.
. . . . . . . . . .
إلى هنا يمكنني القول إن من يمكنه الحكم على هذا التاريخ بواقعية أكثر مني هم السادة الأساتذة علماء قسم اللغة الفارسية بالكلية, الأستاذ الدكتور/محمد نور الدين عبد المنعم, أستاذ الأجيال والعالم الجليل, والأستاذ الدكتور/فكري سليم, وهو صاحب باع طويل في تحليل تصرفات إيران لمزيد من الفهم لتطلعاتها المريبة في منطقتنا العربية.
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق