الأحد، 1 ديسمبر 2019

الصهيونيَّة والقيم الجديدة

********************
الأرض, لماذا أصبحت عند اليهود إلهًا جديد!
حرص اليهود قديمًا على ضرورة وضع ما تحمله بغلتين من تراب القدس في أساسات المعابد المشيدة خارجها ! لكي تستمدّ قوام وجودها وقدسيتها من قدس أقداس الهيكل القديم الذي أباده الله وجعله خرابًا بسبب معاصيهم وتعديهم عليه وعلى منهاجه الذي عاهدهم على ألا يحيدوا عنه !

أما الآن فليس أدل على مكانة الله ومقدساته عندهم من قول أحد المهاجرين لابنه بعد أن ثار في وجهه قالا: قديمًا حين كنا يهودا في روسيا وغيرها، كان من الضروري بالنسبة لنا أن نطيع تعليمات الحاخامات، ونحافظ على ديننا، فقد كان الدين اليهودي لنا وسيلتنا لنتعاون ونتعاطف ونزود عنا الردى، أما الآن فقد أصبح لدينا شئ أهم، هو الأرض، أنت الآن إسرائيلي ولست مجرد يهودي، إني قد تركت في روسيا كل شئ، ملابسي ومتاعي وأقاربي وإلهي!، وعثرت هنا على رب جديد، هذا الرب الجديد هو خصب الأرض وزهر البرتقال، ألا تحس بذلك؟ وأخذ حفنة من تراب الأرض وسكبها في كف ابنه، وقال له: امسك هذا التراب، اقبض عليه تحسسه، تذوقه، هذا هو ربك الوحيد، إذا أردت أن تصلي للسماء فلا تصل لها لكي تسكب الفضيلة في أرواحنا، ولكن قل لها: أن تنزل المطر على أرضنا، هذا هو المهم، وإياك أن تذهب مرة أخرى إلى المعبد. !! 
هذه هى اليهودية الجديدة ! – الصهيونيّة !
ولما سُئل أحد الحاخامات مؤخرًا : لماذا قُتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين في عملية "الجرف الصامد" في أرض الفلسطينيين - غزّة – أثناء الاجتياح البري لها ؟
قال : لأن غزَّة هى أرض الجوييم – الأغيار غير اليهود - وهى أرض نجسة! وما كان لهم أن يدخلوها قبل تطهيرها أي: إبادتها بمن فيها ومن عليها!
د. سامي الإمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق