الاثنين، 25 نوفمبر 2013

☼ التلمود ☼ תלמוד




الـ "تَلْمُود" كلمة عبرية معناها التعاليم أو الشرح, وهو كتاب ضخم, يربو على عشرين جزءا, يتضمن الشرائع والتفاسير المتعلقة بتاريخ اليهود, ودينهم, ومعتقداتهم, وعاداتهم نقلها حكماء ال...يهود مشافهة. وبمرور الزمن اتسع نطاق الدرس والتعليم إلى درجة عظيمة, وحينما أصبح من الصعوبة بمكان حفظه في الذاكرة دوَّنه الحكماء خوفًا عليه من النسيان أوالفقدان.


ويعد التَلْمُود من أهم مصادر التشريع اليهودية بعد "العهد القديم", و"المِشْنَا", بل ربما يحتل مكانة متقدمة عليهما في بعض المسائل. وهناك تلمودان:
أورشليمي, وبابلي. وهما نتاج مدارس دينية يهودية عدة في فلسطين وبابل (300 – 500 م). والتلمود البابلي هو الأضخم حجمًا, والأكثر دراسة, والأفضل حفظًا. ويتضمن التلمود بشكل عام تشريعًا قانونيًا, ومنهجًا أخلاقيًا, وجملة من الطقوس والشعائر الدينية, ومقطوعات شعرية, وصلوات, وقصص تاريخية, وطرائف وحكايات شعبية, وأساطير.

وتنقسم المواد التي تشكل لبّ التلمود إلى قسمين؛ يعرفان بالهَالاخَاه, والهَاجَادَاه: فالهالاخاه تتعلق بالأجزاء التشريعية. وهى الاستنباط المنطقي لأجيال من العلماء. وشكلت الهالاخاه أسلوب حياة اليهودي. أما الهاجاداه فتتعلق بالأقسام غير التشريعية, وهى أقسام تتساوى في أهميتها مع الأقسام الأخرى. وعلى الرغم من التناقض الحاد بين الهالاخاه والهاجاداه، فإنهما تكملان بعضهما البعض، وتنبثقان من أصل واحد وتهدفان للغاية نفسها. فلم يكن التلمود يتضمن فقط المحصلات الأخلاقية والتشريعية لبحوث المتعلمين بل يتضمن أيضًا الحكمة, والمعتقدات الخرافية لعامة الناس.

والتلمود ليس تشريعًا وأدبًا وحسب ولكنه رابطة فريدة بين اليهود، ووثيقة روحية لا نظير لها، للحفاظ على الهويّة اليهودية وسط كثير من المحن التي تعرض لها اليهود عبر التاريخ. ويعد التلمود لذلك – بالنسبة لليهود - واحدًا من أعظم الكتب. وعلى الرغم من زلاته أو أخطائه وإفراطه في التفاصيل، وافتقاره إلى الأسلوب والشكل، وقوانينه التفصيلية وقيوده المذهلة فعلى الرغم من كل ذلك يظل التلمود كتابًا مهمًا في حد ذاته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق