الاثنين، 25 نوفمبر 2013

♔غطاء رأس المرأة ♔ כיסוי ראש האשה


 
توجب المِشْنَا, المصدر الثاني للتشريع في اليهودية, تغطية رأس المرأة المتزوجة, وتحظر خروجها إلى الأماكن العامة بشعر مكشوف. وقد استدل الحكماء من آية ور...دت بالتوراة أن المتزوجة لا تخرج من بيتها سافرة. وقد وردت تلك الآية في سياق تشريعات المرأة الـ (سُوطاه) وهى المرأة التي يتهمها زوجها بالزنى أو يشك في سلوكها, لكن ليس لديه شهود, غير اتهامات بالشك. وللفصل في هذه المسألة تأمر التوراة الكاهن بأن يأتي بالمرأة ويجعلها تكشف رأسها (سفر العدد 5 : 18 ). فقد استدل الحكماء من ذلك أن المرأة المتزوجة, في ذلك الزمن, اعتادت تغطية رأسها وستر شعرها حتى لا ينكشف.
وهناك خلاف بين التلمودين؛ البابلي, والأورشليمي في هذا الموضوع :
فالتلمود البابلي يجعل الأمر سهلا ويُلزم المرأة المتزوجة بغطاء الرأس في الأماكن العامة فقط. أما التلمود الأورشليمي فيحظر على المرأة التجوّل دون غطاء رأس حتى لو كان في الأماكن الخاصة (كفناء البيت). ويذكر التلمود, كدليل على ذلك, قصة بائعة الطحين؛ أم رابي إسماعيل الكاهن الأكبر, التي حظيّ أبناؤها السبعة بمنصب الكهانة الكبرى. فحينما سُئلت ما الذي فعلَته حتى احتل أبناؤها تلك المكانة الرفيعة أجابت بأن جدران بيتها لم تر مطلقًا شعر رأسها.
وتعد قصة تلك المرأة رمزًا على مرّ الأجيال للمرأة المحتشمة والسلوك الذي يجب اتباعه. والمرأة التي تتجاوزه تعرّض نفسها للطلاق دون الحصول على نفقات العقد.
وقد سنّ الراب "يوسف كارو" في كتابه "شولحان عاروخ" تشريعًا, بعد ختام التلمود بألف سنة, نصه :
"أن بنات إسرائيل لا يذهبن إلى السوق حاسرات الرأس, سواء العزبة أو المتزوجة"
ومع ذلك فإن المرأة المتزوجة يمكنها تغطية شعرها بغلالة رقيقة فقط – منديل – طالما كانت في فناء بيتها, أما إذا خرجت للأماكن العامة فيجب أن تضيف على هذه الغلالة غطاء آخر يستر الشعر تمامًا.
وهناك حظر أكثر تشددًا في شأن تغطية رأس المرأة يتضح في كتاب الـ "زوهر" حيث يجب أن تحرص على عدم إظهار حتى خصلة واحدة من شعر رأسها لأهل بيتها؛ لأنها بذلك تجلب اللعنة على زوجها وأبناء بيتها.
ولذلك فإن بعض الأسر, التي تتمسك بالطرق الصوفية اليهودية, تسير على هديه وتتبع تعاليمه في هذا الشأن. فيرتدي بعضهم رجالا ونساء غطاءين للرأس؛ كيباه وفوقها قبعة للرجال, أو وشاح وفوقه قبعة للنساء, لأسباب عقدية صوفية : فالغطاءان يمثلان مستويين للتفكير والتأمل, أو مستويين في مخافة الرب.
يميز غطاء رأس المرأة, في العصر الراهن, المرأة المتزوجة, كما يميز الانتماء الديني أو الطائفي للمرأة؛ فالنساء المنتميات إلى طائفة الأرثوذوكس (المتشددات) عادة ما يغطين رؤوسهن بشعر مستعار. وتغطي النساء التابعات للتيار الديني القومي؛ وكذلك النساء الشرقيات, رؤوسهن بأوشحة ملونة. وتتمسك بعض النساء الأرثوذوكس؛ مثل ساكنات حي "مآه شعاريم" بأورشليم - يتمسكنّ بصرامة بكل ما يتصل بشعر المرأة وغطاء رأسها؛ فالنساء المتزوجات مطالبات بحلق شعورهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق