الـ"كِيبَاه, وتسمى
أيضًا "يَرْمُلْك" هى غطاء رأس اليهودي في العصر الحالي, وهى علامة تميز
اليهود عامة, والمتدينين خاصة. وكلمة "كيباه" تقابل ...في العربية
"قُبّة" أو "كفّة" والكيباه في اليهودية, كما يقال, هى أنموذج
مصغّر لقبة السماء, فهى قُبّة الرأس, أو كفّ الرب التي تحفظ رأس اليهودي.
لم يرد بالتوراة ما يوجب
تغطية رأس الرجل, لكن ذكر ذلك في التلمود البابلي – ليس كفرض ديني, بل كآدب
مستحبّة للاحتشام والتقوى في العقيدة اليهودية, وكتعبير عن أن الحضرة الإلهية
(الشخيناه) فوق الرأس.
وورد في موضع آخر من
التلمود قصة تمنح غطاء الرأس دورًا رمزيًا لالتزام اليهودي تجاه الرب - (غط رأسك,
لتحلّ عليك مهابة السماء) وتُمنح حماية ضد الفساد الأخلاقي.
فنقرأ في التلمود أن
والدة الحاخام "نحمان بار يسحاق" أخبرها المنجمون بأن ابنها سوف يصبح
لصًا. ولم تُعرب عن ذلك لابنها, لكنها حرصت على ألا يخرج من بيته حاسر الرأس. ولم
يفهم الحاخام نحمان لماذا تصنع أمه ذلك؟ ومع ذلك اتبع تعليماتها. ذات يوم كان يقرأ
تحت شجرة نخيل, فسقطت قلنسوته من فوق رأسه, فرفع رأسه في هذه الأثناء وهو بغير
غطاء فرأى ثمار النخلة. ولم يتمالك نفسه فتسلق النخلة وأكل من التمر الذي لم يكن
ملكه بالطبع. وبذلك وقع في خطيئة السرقة كما تنبأ المنجمون لأمه.
وتغطية رأس الرجل, في
اليهودية, على مستويين :
الأول : تغطية على مدار
اليوم (وهناك من يحرص على غطاء الرأس حتى أثناء ساعات النوم) – وذلك كما ذكرنا
سابقًا, من آداب الحشمة والعفة.
الثاني : تغطية أثناء
مدارسة التوراة, أو الصلاة, أو قول البركات؛ حين ذكر اسم الرب. أما حين يكون الشخص
حاسر الرأس فلا يسمح له أن يتفوّه بكلمة مادام يقرأ التوراة.
وأصبح غطاء الرأس في
الآونة الأخيرة مظهرًا شرعيًا, فمرتدي الكيباه يعلن, بها, أنه ينتمي لجميع اليهود
المحافظين على الوصايا, وأن الكيباه التي تعتلي رأسه تتوجه كيهودي يحافظ على نمط
حياة دينية – على العكس من نمط حياة علمانية.
ولما كانت الكيباه تعلن
أن مرتديها هو شخص محافظ /أورثوذوكسي فإن خلعها يدل على العكس تمامًا ويعلن عن أن
الشخص تخلى عن نمط الحياة الدينية .
ويميل اليهود الأرثوذوكس
(المتشددين/الحرديم) إلى إرتداء "كيباه" سوداء, فوقها قبعة تخضع
لمواصفات تحددها الطائفة التي ينتمي إليها. أما الصهاينة فيستخدمون الـ
"كيبّاه" في الغالب, خاصة تلك المصنوعة من النسيج المضفور (الكروشيه),
بأحجام متعددة, وألوان مختلفة.
وعلى كل حال تحدد القبعة؛
لونها, وارتفاع حافتها, وعمقها, وخامتها, تحدد الرتبة الدينية للشخص وانتمائه
الطائفي, ووضعه الاجتماعي, ومدى صرامته في تطبيق الوصايا, وغير ذلك.
وهناك بشكل خاص قبعة
مُريدي "برسيلاڤ" – وهى قبعة بيضاء اللون, كبيرة الحجم وعميقته, وأحيانًا
تكون مطبوعة باسم الحاخام "نحمان مبرسيلاڤ" وهو شخصية دينية مشهورة.
وكانت الكيباه المطرّزة
أساسًا للشباب والكبار, لكن الأطفال واصلوا ارتداء كيباه من القماش المزركش بنسيج
على صورة أزهار, وكتابة (طفل حسن) أو مزينة بصور سور المدينة القديمة بأورشليم إلى
جوار تطريز كلمة (أورشليم).
وهناك طائفة السامريين
يرتدون على رؤوسهم طربوش أحمر اللون ينتهي عند مركزه العلوي بشرابة سوداء كثيفة.
وهذا الطربوش هو الذي يميز الذين ينتمون إلى هذه الطائفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق