ورد ذكر "عزازيل" أول ما ورد في التوراة في سياق الحديث عن طقوس يوم
الغفران (كيبور). وبحسب ما جاء فإن التيس الذي يُحمّل بخطايا الجماعة, بحسب الطقوس
الدينية, يُطلق إلى "عزازيل" إلى وجه الصحراء. وفي منظور آخر ينطوي هذا
الطقس على فكرة إبعاد الروح الشريرة "عزازيل" في صورة التيس, عن المكان.
وقد ورد أن الأرواح الخبيثة أو الشريرة, في "التوراة" تحمل اسمين
, أحدهما
"عزازيل", والآخر "ليليت".وقد ورد أن الأرواح الخبيثة أو الشريرة, في "التوراة" تحمل اسمين
وأهم ما يميز طقوس يوم الغفران (كيبور) للتكفير عن النفوس, هو تقديم محرقات للرب تكفيرًا عن ذنوب الكهنة, وذنوب الشعب, وإطلاق التيس الذي تقع عليه قرعة "عزازيل" إلى الصحراء حيًا وهو كبش الفداء.
وورد أن الكاهن الأكبر كان يعتزل مهامه الدينية قبل يوم كيبور بأيام عدة ليتجهز ويستعد لإتمام طقوس ذلك اليوم. وفي يوم الغفران يبدأ الكاهن الأكبر بتقديم قربان الخطيئة الذي يكفر عن نفسه وعن بيته, ثم يقوم بإجراء القرعة على تيسين, فيحدد أيهما للرب حيث يقدم قربانًا, والآخر لعزازيل؛ فيحمّل بالخطايا ويطلق على وجه الصحراء لعزازيل.
يذكر فصل "يوما" من باب "الأعياد" بالمشنا, أن الكاهن الأكبر يقوم, بعد إطلاق التيس الذي لعزازيل إلى الصحراء, بقراءة بعض الصلوات الخاصة بيوم الغفران, والبركات الثمانية عشرة, المصاحبه لها.
وعزازيل بهذا المفهوم كان مرتبطًا بوجود "الهيكل" قديمًا, حيث كانت طقوس يوم الغفران تتم عنده, وحين كان هناك كاهن أكبر, لكن بعد تدمير الهيكل, وغياب وظيفة الكاهن الأكبر التي ارتبطت به استبدلت طقوس تيس عزازيل بما يسمى صلاة "اطرح" والمقصود طرح ذنوب المرء في البحر وهى تؤدى على شاطيء البحر. (راجع منشور صلاة اطرح).
ويأتي "عزازيل" في التفاسير, باعتباره أحد الملائكة المتمردين الذي هبط إلى الأرض (بغرض إغواء النساء) ورفض الرجوع.! وهو على العكس من صاحبه "شمحزائي" الذي تاب عن خطيئة الهبوط لكنه ظل معلقًا بين السماء والأرض.
ويعدّ "عزازيل" في الفكر الميثولوجي اليهودي, هو الملاك الذي علّم النساء التزيُن, والتوشح بالحلي والجواهر, وعلّم الرجال صناعة السلاح وأدوات الحرب. وهو أيضًا, الذي تمادي في فعل الشرّ بارتكاب الفواحش؛ فضاجع رجالا, وأطفالا, وحيوانات. أما ما نتج عن تلك العلاقة الشاذة, بالإضافة إلى الجبابرة "العمالقة", وبقية الخاطئين من بني البشر, فهم الذين لم يرض عنهم الرب وقرر أن يدمر الأرض بالطوفان. وعقابًا لذلك خُفضت رتبة عزازيل, وغُير اسمه الذي كان يسمى به بين الملائكة, قبل الهبوط, إلى عزازيل, كما سجن في مغارة محكمة.!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق