نقرأ نص
التوراة في ضربة الدم التي أنزلها الرب بمصر, في زمن موسى عليه السلام:
"وخاطب
الرب موسى: قل لهارون: خذ عصاك وابسط يدك على مياه المصريين وعلى أنهارهم وعلى
جداولهِم وسواقيهم وخزانات المياه فتتحوّل كلها إلى دم، ويكون دم في كل أرض مصر
حتى في الأواني الخشبيّة والحجريّة".
"وفعل
موسى وهارون كما أمر الرب، فرفع هارون العصا وضرب ماء النهر على مشهد من فرعون
وحاشيته فتحول كل ماء النهر إلى دم، ومات كل سمكه وأنتن النهر فلم يستطع المصريون
الشرب من مائه. وكان دم في كل أرجاء أرض مصر".
لكن لماذا كانت "ضربة الدم" هى أولى الضربات العشر ؟
يقول المفسِّر "راشي" إن الضربات بدأت بالدم لأن النهر كان معبودًا
للمصريين, فلما أراد الرب الانتقام من الشعب المصري انتقم من معبوده أولا.
وطبقًا لتفاسير الحكماء فإن بني إسرائيل لم يتأثروا بهذه الضربة, وكان
لديهم مياه نقية, لكن لو طلب مصري من يهودي أن يشرب شربة ماء, سواء أتى اليهودي
بالإناء, أو أتى به المصري, كانت المياه النقية التي لليهودي بمجرد صبها في الإناء
للمصري تتحول إلى دم.
لكن, يقول المفسرون, لو أن المصري دفع لليهودي مقابل ما يأخذه من الماء من
اليهودي لم يكن هذا الماء يتحول إلى دم, ولذلك لعبت ضربة الدم دورًا كبيرًا في
إثراء اليهود.!!
ولم تقتصر "ضربة الدم" على النهر فقط, على الرغم أنه الشريان
الرئيسي للحياة في مصر, بل تعدته إلى أي مياه, والجداول, والقنوات, والبرك, ! لقد
كان حصارًا دمويًا بمعنى الكلمة. حتى الحفر التي كانت تتم بجوار النهر, يبدو انها
هى الخرى لم تف بالحاجة إلى الماء.!
وكم كانت مدة الضربة؟ والزمن بين ضربة وأخرى؟
تصعب الإجابة على هذا السؤال, لكن بملاحظة تتابع الضربات والزروع التي كانت
تنمو في الوقات المختلفة يتبين أن المدة بين كل ضربة واخرى هى سبعة أيام.
ورد في التفسير الكبير "مدراش ربَّا" أن هارون هو الذي رفع عصاه
على النهر في ضربة الدم, وليس موسى. والتعليل أن النهر هو الذي أنقذ موسى في
طفولته, حين وضعته أمه "يوكابد" في سفط وألقته في النهر. ومن ثم لم يكن
من الوفاء أن يقوم موسى بالإشارة بعصاه لحدوث هذه الضربة.!
جدير بالذكر أن بعض
الضربات كانت بإشارة عصا موسى, وبعضها الأخر كان بعصا هارون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق