لما لم تفلح الضربات
السبع المتتالية في وقف عناد فرعون بعث الله له الضربة الثامنة, وهى ضربة الجراد,
جاء بالتوراة :
"فقال الرب لموسى: أبسط يدك على أرض مصر لتبتلى
بالجراد، فيغطي بلاد مصر ويلتهِم كل نبات الأرض المتخلف عن البرد. فمدّ موسى عصاه
على أرض مصر، فأرسل الرب عليهم ريحًا شرقيّة طوال ذلك النهار والليل، وما إن أقبل الصباح
حتى حملت الريح الشرقيّة الجراد. فانتشر الجراد في كل بلاد مصر، وحلّ في جميع
تخومها بأسراب عظيمة، فلم يكن له نظير من قبل ولن يحدث مثله في ما بعد".
توضح الآيات أن موسى هو الذي
قام بتنفيذ الضربة الثامنة, الجراد, فمد عصاه نحو السماء لتهب فجأة رياح شرقية
استمرت طوال النهار والليل وحملت في صباح اليوم التالي أسراب الجراد. التهم الجراد
ما كان تبقى بعد ضربة البرد من ثمار وخَضار, في حقول مصر. اقتات المصريون ممّا كان
مدخرًا في بيوتهم من الغلة والثمار المجففة.
استدعى فرعون موسى وهارون على
الفور واعترف بخطيئته وطلب منهما الصفح هذه المرة أيضًا وأن يصليا للرب كي يرفع
عنه ضربة الجراد هذه. ووعد بأنه سوف يطلق بني إسرائيل بمجرد رفع الضربة عن مصر.
استجاب موسى وهارون وصليا للرب من أجل رفع الجراد. فأرسل الرب ريحًا غربية, هذه
المرة, فحملت أكداس الجراد وألقت به في بحر سوف (غير معروف على وجه الدقة أهو
البحر الأحمر, أم البحيرات المرّة, أم ماذا). وبذلك توقفت ضربة الجراد.غير إن
فرعون لم يستجب ولم يف بوعده الذي كان قطعه.
جاء في التفاسير أن الريح
الغربية الشديدة التي هبت ورفعت الجراد الميت, الذي كانت الريح الشرقية أتت به,
أخذت معها أيضًا الجراد المملّح الذي كان المصريون يحفظونه للطعام قبل الضربة,
وبذلك لم يكن في أرض مصر جرادة واحدة.
تعدّ ضربة الجراد دليلا على
سخط الرب على من تحلّ به حيث إن الجراد يتميز بالشراهة ويفني كل أخضر في طريقه حتى
الثمار والبراعم. ويعد الجراد من الحشرات الطاهرة في اليهودية, ويحلّ أكله.
وللجراد أسماء عدة جاءت في
سفر يوئيل, بحسب سلوكه فهناك "القمص" وهو الجراد القارض,
و"الزحاف" وهو الجراد الزاحم في زحفه, و"الغوغاء" وهو الجراد
النطاط, و"الطيّار" وهو الجراد المخرِّب, وهو أشدها فتكًا وإتلافًا
للخضر بعامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق