توالت
الضربات الموجعة على مصر؛ فمرت ثماني ضربات من المؤكد أنها أثرت تأثيرًا كبيرًا
على المصريين, ومع ذلك لم يستجب الفرعون الحاكم لطلب الرب بإطلاق سراح بني
إسرائيل, لذلك جاءت الضربة التاسعة,
الظلام؛ نقرأ :
(فقال الرب لموسى: أبسط يدك نحو السماء فيطغى ظلام على كل أرجاء مصر حتى يكاد يلمس لكثافته. فبسط موسى يده نحو السماء، فطغى ظلام كثيف على كل أرجاء أرض مصر لمدة ثلاَثة أيام. فلم يتمكّن أحد من أن يرى أخاه، ولا غادر أحد مكانه طوال ثلاثة أيام).
توضح
الآيات السابقة أن موسى هو الذي نفذ ضربة الظلام, حين مدّ يده بالعصا نحو السماء,
وعلى الفور غطى ظلام حالك السواد, تقول الآية في هذا الظلام : فلم يتمكن أحد من أن
يرى أخاه, ولا غادر أحد مكانه".
استمر
هذا الظلام لمدة ثلاثة أيام. تصف بعض التفاسير أن هذا الظلام كان يُلمس باليد.
يرى
المفسر "راشي" في تعليله لحُلُوكة الظلام أن الرب أراد أن يعاقب أشرار
بني إسرائيل, بالتخلص منهم بالقتل, لكنه لم يشأ أن يطلع المصريون على ذلك. وفي رأي
آخر, لراشي أيضًا, أن سبب حلوكة الظلام هى أن الرب أراد أن يمرّ بنو إسرائيل على
دور المصريين ليتعرفوا على ما بها من مقتنيات ثمينة حتى يكون أخذها حين الخروج من
مصر موضوعًا في الحسبان.! ومعنى هذا التفسير أن الظلام لم يؤثر على بني إسرائيل
وكانت رؤياهم للأشياء عادية وكأن الظلام الحالك غير موجود.
دعا
فرعون موسى وهارون للتفاوض حول الخروج من مصر, وقال لهما: أوافق على خروج كل بني
إسرائيل, لكن الغنم والبقر لا تأخذوها معكم". رفض موسى عرض فرعون وأخبره
قائلا: "سوف نخرج من مصر ليس فقط
بممتلكاتنا بل بممتلكاتك أيضًا".
قال
فرعون لموسى : أغرب عن وجهى, لم أعد أطيق أن أرى وجهك بعد, ويوم تأتي, يا موسى,
مرة أخرى, لقصري, سوف أقتلك.
إذن
لم تأت الضربات التسع بنتيجة مرجوة من فرعون, وزاد فرعون بأن حذر موسى من المجيء
إلى قصره وهدده بالقتل!
لكن
الرب يطمئن موسى ويخبره بأن الضربة المتبقية هى الضربة القاصمة, ويخبره بما يجب
فعله تجهزًا للخروج الكبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق