يؤمن المسيحيون بما جاء بـ "العهد القديم" ويعدّون "العهد الجديد" امتدادًا
له. ولكن هل يمكن أن يؤمنوا بكل ما جاء في هذا الكتاب حتى في حق المسيح عليه
السلام على الرغم ممّا يشوبه من عوار لا ينسجم مع جذور شخصيته, ولا حتى مع
العقل العادي فضلا عمّا يجب أن يكون عليه شأن الرسل عليهم صلوات الله
وتسليمه.
فهذه قصة امرأة مؤآبية تسمى "روث" أو "راعوث" كما جاءت بالسفر الذي يحمل
اسمها في كتاب "العهد القديم", وبحسب الرواية التوراتية فإن راعوث المؤآبية
هذه ينحدر من نسلها سلسلة ملوك بني إسرائيل, وعلى رأسهم داودو وسليمان.
بعد أن غدت "نُعْمَى" أرملة , فقدت ولديها "مِحْلون وكِلْيون", المتزوجين من امرأتين موآبيتين "عُرْفة, وراعوث", وقد أذعنت "عُرفة" لمحاولات حماتها وعادت إلى شعبها, بينما أعلنت "راعوث" لحماتها قائلة: حيثما ذهبتِ أذهب, وحيثما بتِ أبيت, شعبك شعبي وإلهك إلهي" سفر روث : 1 : 16. كان المجاعة قد حلتّ بالبلاد, والفقر ينهش الحماة وكنّتها, وكان اليوم السعيد في حياتهما هو اليوم الذي يلتقطان فيه بعضًا من سنابل القمح المتخلفة في حقل محصود. وحدث مرة ان كانت راعوث تجمع السنابل في حقل رجل يدعى " بُوعَز", وهو من عشيرة أليمالك, ومع أن القانون السائد وقتذاك كان يبيح للرجل طرد راعوث من حقله, إلا أنه لم يفعل , وليس هذا وحسب, بل قال لها: "لقد أمرت غلماني ألا يتعرضوا لكِ ؛ وإذا عطشت فاذهبي إلى الأوعية واشرلابي ممّا استقاه الغلمان. فخرت بوجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له: قد حظيت عندك يا سيدي! لأنك عزيتني ولاطفت قلب أمتك, وأنا لست كإحدى جواريك". بعد هذا الحديث دعا "بوعز", الغني "روث" إلى طعام الغداء مع خدمه قائلا: "كلي من الخبز واغمسي لقمتك بالخل ...فأكلت وشبعت واستبقت ما فضل عنها". علمت "نُعمى" أين جمعت راعوث السنابل وتناولت طعام اغداء الذي اتتها بما تبقى منه, وقالت لراعوث: "غن الرجل ذو قرابة لنا, وهو من أوليائنا". وذات يوم قالت نعمي لكنتها راعوث: هل أُحاول أَن أَجد لك زوجًا يرعاك فتنعمي بالخير؟ أليس بوعز الذي عملت مع فتياته قريبًا لنا؟ ها هو يذرّي بيدر الشّعير الليلة، فاغتسلي وتطيبي وارتدي أجمل ثيابك واذهبي إلى البيدر، ولا تدعي الرجل يكتشف وجودك حتى يفرغ من الأكل والشرب. وعندما يضطجع عايني موضع اضطجاعه، ثم ادخلي إليه وارفعي الغطاء عند قدميه وارقدي هناك، وهو يطلعك عما تفعلين. فأجابتها: سأفعل كل ما تقولين.
وتوجهت راعوث إلى البيدر ونفذت ما أشارت به عليها حماتها. فبعد أن أكل بوعز وشرب وطابت نفسه ومضى ليرقد عند الطَّرف القصيّ من كومة الشعير، تسلّلت راعوث ورفعت الغطاء عند قدميه ونامت. وعند منتصف الليل تقلب الرجل في نومه مضطربًا، ثم استيقظ والتفت حوله وإذا به يجد امرأة راقدة عند قدميه، فتساءل: من أَنت؟ فأَجابت: أَنا راعوث أَمتك، فابسطْ هدب ثوبك على أَمتك لأَنك قريب ووليّ. فقال: ليباركك الرب يابنتي لأن ما أظهرته من إحسان الآن هو أعظم مما أظهرته سابقًا، فأنت لم تتهافتي على الشبان، فقراء كانوا أَو أَغنياء. والآن لا تخافي ياابنتي، سأَفعل كل ما تطْلبين، فأَهل مدينتي كلهم يعلمون أنك امرأة فاضلة". ولكن "بُوعَز" أراد الالتزام بتعاليم التوراة في مسألة زواجه من راعوث الأرملة, فذكّر بأن لها وليًا آخر أقرب إليها منه وعليه يجب أن يطرح الأمر عليه ليتفق معه ؛ ولكن ذلك الرجل رفض أن يتزوج الموآبية. عندئذ دعا بوعز الشعب وأعلن أمامه أنه يتخذ راعوث زوجة له. "فتزوج بُوعز من راعوث وعاشرها فحملت منه وأَنجبت ابنًا. فقالت النّساء لنعمي: ليكن الرب مباركًا الذي لم يحرمك اليوم وليا، وليذع اسمه في إسرائيل، لأن كنّتك التي أحبّتك هي أكثر خيرًا لك من سبعة أبناء، وقد ولدته ليكون سببًا في إحياء نفسك ورعايتك في شيخوختك. فأخذت نعمي الولد في حضنها، وقامت على تربيته. وقالت جاراتها: قد ولد ابن لنعمي. ودعونه عوبيد، وهو أبو يسّى أبي الملك داود".
هذه هى القصة كما وردت في سفر "روث" لكن ما يثير تساؤل النقاد هو, سلوك بوعَز التالي: لماذا يقضي ذلك الرجل الغني ليلته في العراء على بيدر القمح, وكأنه عامل فقير ؟ والأكثر غرابة هو, أن تستطيع راعوث الاضجاع إلى جانبه خفية, كما يقول لنا مؤلف هذه "القصة المقدسة". فالنقاد يرون سمات سلوك غريب فيما رأه مؤلف القصة أمرًا عاديًا حينما أرغم امرأة شابة على أن ترتكب فاحشة دون أن تشعر بأي درجة من درجات الخجل. ويقولون أيضًا: إذا كان ينبغي على بوعز ان يتزوج راعوث لأنه قريب زوجها, ألم يكن على "نُعمى" التي تقوم مقام والدتها, أن تزوجها له بطريقة شريفة؟ ألم يكم من واجبها ألا تدفع كنتّها إلى سلوك لا يليق بامرأة شريفة؟ أضف إلى هذا أنه كان يجب على نعنى نفسها أن تعرف أن لها قريبًا آخر أحق من بوعز بالزواج من راعوث.
ومن المعروف أن الكنيسة المسيحية تعيد نسب يسوع المسيح إلى داود بن يسي, أي إلى بُوعَز وراعوث.
وبهذا نقع , مرة أخرى على البغاء وسفاح القربى في سلسلة نسب من اختاره يهوه ليكون تجسيدًا له على الأرض. فقد خرج بوعَز من نسل "فاراتص"الذي ولدته "تامار" ليهودا, حينما تظاهرت بأنها عاهرة وأغرت حماها يهودا, والد زوجيها المتوفيين (سفر التكوين), أضف إلى عراقة هذا النسل أن بوعز نفسه هو, ابن سلمون من "راحاب" عاهرة أريحا الشهيرة (سفر يهوشوَّع). أما راعوث فهى موآبية, أي أنها تنتسب إلى القبيلة التي نشأت نتيجة مضاجعة لوط لابنته الكبرى(سفر التكوين).
هؤلاء هم أجداد يسوع المسيح البررة, وهذا هو الدم "الطاهر" ليهوه الذي تجسد إنسانًا.!! كما يقول الكتاب المقدس اليهودي (العهد القديم) الذي يؤمن به المسيحيون.
بعد أن غدت "نُعْمَى" أرملة , فقدت ولديها "مِحْلون وكِلْيون", المتزوجين من امرأتين موآبيتين "عُرْفة, وراعوث", وقد أذعنت "عُرفة" لمحاولات حماتها وعادت إلى شعبها, بينما أعلنت "راعوث" لحماتها قائلة: حيثما ذهبتِ أذهب, وحيثما بتِ أبيت, شعبك شعبي وإلهك إلهي" سفر روث : 1 : 16. كان المجاعة قد حلتّ بالبلاد, والفقر ينهش الحماة وكنّتها, وكان اليوم السعيد في حياتهما هو اليوم الذي يلتقطان فيه بعضًا من سنابل القمح المتخلفة في حقل محصود. وحدث مرة ان كانت راعوث تجمع السنابل في حقل رجل يدعى " بُوعَز", وهو من عشيرة أليمالك, ومع أن القانون السائد وقتذاك كان يبيح للرجل طرد راعوث من حقله, إلا أنه لم يفعل , وليس هذا وحسب, بل قال لها: "لقد أمرت غلماني ألا يتعرضوا لكِ ؛ وإذا عطشت فاذهبي إلى الأوعية واشرلابي ممّا استقاه الغلمان. فخرت بوجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له: قد حظيت عندك يا سيدي! لأنك عزيتني ولاطفت قلب أمتك, وأنا لست كإحدى جواريك". بعد هذا الحديث دعا "بوعز", الغني "روث" إلى طعام الغداء مع خدمه قائلا: "كلي من الخبز واغمسي لقمتك بالخل ...فأكلت وشبعت واستبقت ما فضل عنها". علمت "نُعمى" أين جمعت راعوث السنابل وتناولت طعام اغداء الذي اتتها بما تبقى منه, وقالت لراعوث: "غن الرجل ذو قرابة لنا, وهو من أوليائنا". وذات يوم قالت نعمي لكنتها راعوث: هل أُحاول أَن أَجد لك زوجًا يرعاك فتنعمي بالخير؟ أليس بوعز الذي عملت مع فتياته قريبًا لنا؟ ها هو يذرّي بيدر الشّعير الليلة، فاغتسلي وتطيبي وارتدي أجمل ثيابك واذهبي إلى البيدر، ولا تدعي الرجل يكتشف وجودك حتى يفرغ من الأكل والشرب. وعندما يضطجع عايني موضع اضطجاعه، ثم ادخلي إليه وارفعي الغطاء عند قدميه وارقدي هناك، وهو يطلعك عما تفعلين. فأجابتها: سأفعل كل ما تقولين.
وتوجهت راعوث إلى البيدر ونفذت ما أشارت به عليها حماتها. فبعد أن أكل بوعز وشرب وطابت نفسه ومضى ليرقد عند الطَّرف القصيّ من كومة الشعير، تسلّلت راعوث ورفعت الغطاء عند قدميه ونامت. وعند منتصف الليل تقلب الرجل في نومه مضطربًا، ثم استيقظ والتفت حوله وإذا به يجد امرأة راقدة عند قدميه، فتساءل: من أَنت؟ فأَجابت: أَنا راعوث أَمتك، فابسطْ هدب ثوبك على أَمتك لأَنك قريب ووليّ. فقال: ليباركك الرب يابنتي لأن ما أظهرته من إحسان الآن هو أعظم مما أظهرته سابقًا، فأنت لم تتهافتي على الشبان، فقراء كانوا أَو أَغنياء. والآن لا تخافي ياابنتي، سأَفعل كل ما تطْلبين، فأَهل مدينتي كلهم يعلمون أنك امرأة فاضلة". ولكن "بُوعَز" أراد الالتزام بتعاليم التوراة في مسألة زواجه من راعوث الأرملة, فذكّر بأن لها وليًا آخر أقرب إليها منه وعليه يجب أن يطرح الأمر عليه ليتفق معه ؛ ولكن ذلك الرجل رفض أن يتزوج الموآبية. عندئذ دعا بوعز الشعب وأعلن أمامه أنه يتخذ راعوث زوجة له. "فتزوج بُوعز من راعوث وعاشرها فحملت منه وأَنجبت ابنًا. فقالت النّساء لنعمي: ليكن الرب مباركًا الذي لم يحرمك اليوم وليا، وليذع اسمه في إسرائيل، لأن كنّتك التي أحبّتك هي أكثر خيرًا لك من سبعة أبناء، وقد ولدته ليكون سببًا في إحياء نفسك ورعايتك في شيخوختك. فأخذت نعمي الولد في حضنها، وقامت على تربيته. وقالت جاراتها: قد ولد ابن لنعمي. ودعونه عوبيد، وهو أبو يسّى أبي الملك داود".
هذه هى القصة كما وردت في سفر "روث" لكن ما يثير تساؤل النقاد هو, سلوك بوعَز التالي: لماذا يقضي ذلك الرجل الغني ليلته في العراء على بيدر القمح, وكأنه عامل فقير ؟ والأكثر غرابة هو, أن تستطيع راعوث الاضجاع إلى جانبه خفية, كما يقول لنا مؤلف هذه "القصة المقدسة". فالنقاد يرون سمات سلوك غريب فيما رأه مؤلف القصة أمرًا عاديًا حينما أرغم امرأة شابة على أن ترتكب فاحشة دون أن تشعر بأي درجة من درجات الخجل. ويقولون أيضًا: إذا كان ينبغي على بوعز ان يتزوج راعوث لأنه قريب زوجها, ألم يكن على "نُعمى" التي تقوم مقام والدتها, أن تزوجها له بطريقة شريفة؟ ألم يكم من واجبها ألا تدفع كنتّها إلى سلوك لا يليق بامرأة شريفة؟ أضف إلى هذا أنه كان يجب على نعنى نفسها أن تعرف أن لها قريبًا آخر أحق من بوعز بالزواج من راعوث.
ومن المعروف أن الكنيسة المسيحية تعيد نسب يسوع المسيح إلى داود بن يسي, أي إلى بُوعَز وراعوث.
وبهذا نقع , مرة أخرى على البغاء وسفاح القربى في سلسلة نسب من اختاره يهوه ليكون تجسيدًا له على الأرض. فقد خرج بوعَز من نسل "فاراتص"الذي ولدته "تامار" ليهودا, حينما تظاهرت بأنها عاهرة وأغرت حماها يهودا, والد زوجيها المتوفيين (سفر التكوين), أضف إلى عراقة هذا النسل أن بوعز نفسه هو, ابن سلمون من "راحاب" عاهرة أريحا الشهيرة (سفر يهوشوَّع). أما راعوث فهى موآبية, أي أنها تنتسب إلى القبيلة التي نشأت نتيجة مضاجعة لوط لابنته الكبرى(سفر التكوين).
هؤلاء هم أجداد يسوع المسيح البررة, وهذا هو الدم "الطاهر" ليهوه الذي تجسد إنسانًا.!! كما يقول الكتاب المقدس اليهودي (العهد القديم) الذي يؤمن به المسيحيون.
حفظك الله يادكتور
ردحذف